ولنفترض جدلاً أنه من المهم أن يعرف الطالب عقائد الفرق المخالفة في هذه المرحلة الدراسية بالتحديد، وفي هذا العمر بالذات؛ فهل من العقل أو من الحكمة في شيء أن تقحم هذه العبارة العاطفية الحادّة في منهج دراسي المفترض فيه أن يكون علميًّا موضوعيًّا؟! أليس من الأولى ـ ونحن نتكلم عن الوحدة الوطنية وعن التعددية وعن خطورة العنف والتكفير ـ أن تناقش الأفكار المخالفة مناقشة علمية موضوعية بعيدة عن التجريح، لاسيّما في مقرر يدرسه مئات الآلاف من الطلاب؟.
إن التكفير الذي نجمت في مجتمعنا نبتته الشوهاء، والذي جنينا ثماره المرة، ونعاني منه اليوم ما نعاني، ونخشاه على أولادنا، إنما ينشأ من هذه العبارات وأشباهها، فماذا يضر لو حذفت مثل هذه العبارات من كتب طلابنا؟ ماذا يضر لو أننا ناقشنا شبهات المخالفين بطريقة علمية موضوعية بعيدة عن هذه الشحنات العاطفية السلبية؟ وبعيدة عن هذا العنف في القول الذي هو مقدمة طبيعية للعنف السلوكي؟.
عندما يقرأ الطالب أن الأشاعرة هم خلف للمشركين، ثم يعلم أن ابن حجر أعظم شارح لصحيح البخاري أشعري، وأن النووي شارح صحيح مسلم وصاحب (الأذكار) و (الأربعين النووية) المشهورة و (رياض الصالحين) أشعري فماذا تراه يقول؟ عندما يتعلم الطالب أن الأشاعرة خلف للمشركين، ثم يعلم أن ابن الجوزي صاحب (تلبيس إبليس)، و (صيد الخاطر)، أشعري فماذا يقول؟ عندما يتعلم الطالب أن الأشاعرة خلف للمشركين، ثم يعلم أن أبطال الإسلام من أمثال صلاح الدين الأيوبي، وسلفه نور الدين زنكي، والظاهر بيبرس ومحمد الفاتح وغيرهم من عظماء الإسلام أشاعرة فماذا تراه يقول؟!
أهكذا تورد الإبل؟، أهذا هو المنهج العلمي؟ ثم نبحث بعد هذا عن شمّاعة نعلق عليها مصائب العنف التي تهوي على رؤوسنا كوقع المطرقة وتهدد البلاد والعباد وتروع الآمنين؟!
هل خلت البلاد من خبراء قادرين على صياغة المناهج بأساليب عصرية رقيقة. ليتنا أن نقدم للطلاب ما يحتاجونه في كل مرحلة يمرون بها، والطالب الذي ناهز الاحتلام بحاجة إلى أن نكلمه عن عظمة الله تعالى، وعن مراقبته، عن الإخلاص، عن معنى التوكل، والخشية، والإنابة، والاستقامة، والتضحية، بأسلوب يوافق مزاجه وعصره. علينا أن نفكر جدّيّاً بعقول الأجيال القادمة وقلوبها، إن الزمان يتسارع، والدنيا تتطور، ولكل جيل مفتاحه وأسلوبه وطريقته في التفكير؛ ولقد درست أنا هذا المنهج قبل سبعة عشر عاماً! وكنت أرى أن المعتزلة والأشاعرة كفار أو شبه كفار بسبب هذه العبارات وأشباهها (ولم أكن من البلداء عسيري الفهم، بل كنت الأول على المنطقة الغربية في دفعتي) ورب كلمة أو جملة نستهين بها، ولا نراها شيئاً؛ تعمل في قلب طالب من أولئك الطلبة المساكين عمل السحر، فإذا هو قنبلة موقوتة لا ندري متى تنفجر. تكلم كثيرون عن المناهج، وليست القضية حذف باب أو إضافة باب، ولا حذف جملة أو إضافة غيرها، بقدر ما هي (إعادة نظر) في المضامين وفي طريقة عرضها بأسلوب يتناسب مع الجيل ويلبي احتياجاته، ويحافظ على أمنه النفسي والاجتماعي، ويحميه من الاضطراب الفكري والسلوكي.
اهـ
وبالمناسبة فللكاتب المذكور مقالات أخرى تفوح منها رائحة البدعة ولا حول ولا قوة إلا بالله
فالله فالله في جهاد القلم واللسان فوالله ليس ذلك بأدنى من جهاد السيف والسنان إن لم يكن أعظم منه
وهذا هوالعنوان الإلكتروني للملحق المذكور:
[email protected]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم:
أبو العباس الحضرمي
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 02 - 07, 05:04 م]ـ
للرفع
و جزاك الله خيرا أخي الحضرمي
ـ[صابر علي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 07:28 ص]ـ
الرجل الأن اصدر كتاب نقد الخطاب السلفي (ابن تيمية نموذجاً)