[كلام أهل العلم في قراءة كتب أهل البدع]
ـ[ابو عبدالرحمن الاثري]ــــــــ[20 - 02 - 07, 05:32 ص]ـ
[كلام أهل العلم في قراءة كتب أهل البدع]
1 - الإمام ابن خزيمة – رحمه الله –
لما سئل عن الكلام في الأسماء والصفات فقال:
" بدعة ابتدعوها، لم يكن أئمة المسلمين وأرباب المذاهب وأئمة الدين، مثل مالك، وسفيان، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، ويحيى بن يحيى، وابن المبارك، ومحمد بن يحيى، وأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن، وأبي يوسف: يتكلمون في ذلك، وينهون عن الخوض فيه، ويدلّون أصحابهم على الكتاب والسنّة، فإياك والخوض فيه والنظر في كتبهم بحال " (إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء ص72)
2 - لإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله –
قال الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول:
" سلام بن أبي مطيع من الثقات، حدثنا عنه ابن مهدي، ثم قال أبي: كان أبو عوانة وضع كتاباً فيه معايب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وفيه بلايا، فجاء سلام بن أبي مطيع فقال: يا أبا عوانة، أعطني ذاك الكتاب فأعطاه، فأخذه سلام فأحرقه. قال أبي: وكان سلام من أصحاب أيوب وكان رجلاً صالحاً "
وعن الفضل بن زياد أن رجلاً سأله عن فعل سلام بن أبي مطيع، فقال لأبي عبد الله: أرجو أن لا يضرّه ذاك شيئاً إن شاء الله؟
فقال أبو عبد الله: يضره!! بل يؤجر عليه إن شاء الله
وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - عن الكرابيسي وما أظهره؟ فكلح وجهه ثم قال: ((إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها تركوا آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب))
وقال المروذي: قلت لأبي عبد الله: استعرت كتاباً فيه أشياء رديئة، ترى أن أخرقه أو أحرقه؟ قال: نعم. قال المروذي: قال أبو عبد الله: يضعون البدع في كتبهم، إنما أحذر منها أشد التحذير
وقال الإمام أحمد -أيضاً-: إياكم أن تكتبوا عن أحد من أصحاب الأهواء قليلاً ولا كثيراً، عليكم بأصحاب الآثار والسنن
وعن حرب بن إسماعيل قال: سألت إسحاق بن راهوية، قلت: رجل سرق كتاباً من رجل فيه رأي جهم أو رأي القدر؟ قال: يرمي به. قلت: إنّه أخذ قبل أن يحرقه أو يرمي به هل عليه قطع؟ قال: لا قطع عليه، قلت لإسحاق: رجل عنده كتاب فيه رأي الإرجاء أو القدر أو بدعة فاستعرته منه فلما صار في يدي أحرقته أو مزقته؟ قال: ليس عليك شيء (إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء ص73/ 74)
3 - الإمام مالك – رحمه الله-
وقال الإمام مالك – رحمه الله -:
" لا تجوز الإجازات في شيء من كتب الأهواء والبدع والتنجيم" (إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء ص75)
ومن أقوال أهل العلم -أيضاً- في طريقة معاملة كتب أهل البدع، ما قاله العلامةالشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
((ومن هجران أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الدجّال: ((من سمع به فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنّه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات)) رواه أبو داود وقال الألباني: وإسناده صحيح
لكن إذا كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به، وكان قادراً على الرد عليهم، بل ربما كان واجباً؛ لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)) (إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء ص92/ 93).
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى:
سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى
ما هو القول الحق في قراءة كتب المبتدعة، وسماع أشرطتهم؟
الجواب: لا يجوز قراءة كتب المبتدعة، ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يردّ عليهم ويُبيّن ضلالهم. أما الإنسان المبتدئ،وطالب العلم، أو العامي، أو الذي لا يقرأ إلا لأجل الإطلاع فقط، لا لأجل الرد وبيان حالها،فهذا لا يجوز له قراءتها؛ لأنها قد تؤثر في قلبه وتُشبّه عليه فيصاب بشرها. فلا يجوز قراءة كتب أهل الضلال إلا لأهل الاختصاص من أهل العلم للرد عليها، والتحذير منها
من فتاوى السياسة الشرعية للإمام صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى.
منقول للفائدة: فاحذروا يا رعاكم الله من قراءة كتب المبتدعة فان فيها السم الزعاف، ولا يغترن احدا بفهمه، فاذا كان هؤلاء العلماء الرسخين يحذرون من ذلك، فماذا نقول نحن المقصرين .. وعلينا بالتفقه بكتب اهل السنة، فان فيها الخير الكثير .. وقد كفونا علماؤنا الاخيار بالرد على اهل البدع، فما من متبدع الا وقد اخذ حقه من الردود العلمية، نقدا وتحذيرا ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 04:33 م]ـ
أخي أبا عبد الرحمن جزاك الله خيرا.
¥