فعقيدتنا أن لله تعالى معية ذاتية تليق به وتقتضي إحاطته بكل شيء علماً وقدرة وسمعاً وبصراً وسلطاناً وتدبيراً وأنه سبحانه منزه أن يكون مختلطا ً بالخلق أو حالاً في أمكنتهم بل هو العلي بذاته وصفاته وعلوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها وأنه مستو على عرشه كما يليق بجلاله وأن ذلك لا ينافي معيته
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[23 - 04 - 10, 09:38 م]ـ
اذن ماذا تقولون في كلام ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين/
وهو تبارك وتعالى كما انه العالي على خلقه بذاته فليس فوقه شيء. فهو الباطن بذاته فليس دونه شيء.
تجدون هذا في اول الكتاب في كلامه على حديث - انت الاول الذي ليس قبلك شيء ........ -
والشيخ العثيمين رحمه الله تعالى من قرا كلامه القديم وسمع كلامه في هذه المسالة يعلم انه لم يخطا الا في التعبير رحمه الله ليس الا.
فهو رحمه الله اراد ان يبين ان المعية المضافة هي مضافة الى الله عز وجل نفسه ليست مضافة الى صفة من صفاته فاراد ان يوضح هذا فقال هو معنا بذاته يقصد هو نفسه.
ومن فهم لفظ المعية وما يراد به عند العرب وانه لا يقتضي الممازجة والاختلاط وانها تفسر في كل موضع بحسب سياق الكلام التي وردت فيه. لم يشكل عليه كلام الشيخ وفهم مراده رحمه الله وانه لا يقصد في عبارة - بذاته - الحلول والاتحاد والعياذ بالله كيف وهو ينفيه في نفس الكلام. وانما يقصد تاكيد الكلام وبيان ان المعية عائدة الى الله عز وجل وان هذا لا يقتضي الحلول بعد معرفة لفظ المعية على ما تعرفه العرب في كلامها.
لكن لما كان هذا اللفظ - معنا بذاته- يطلق ويقصد به الحلول والاتحاد. فهم من كلامه رحمه الله انه يقصد هذا وحمل كلامه على غير مراده.
وفي الاخير اقول ولست اهلا لذلك وانما هذا من باب المناقشة والمباحثة مع الاخوان.
ما المانع ان نقول بعد ان نفهم معنى المعية جيدا.
الله عزو جل معنا هو نفسه ليس علمه فقط او بعض صفاته. بل هو الله عز وجل معنا. لان الضمائر في الايات التي وردت فيها المعية كلها عائدة الى الله عز وجل.
لكن اذا سالنا عن معنى هذه المعية قلنا - معناها في حق الناس جميعا ان الله عز وجل عالم بهم مطلع عليهم رقيب ومهيمن عليهم ........
وفي حق المؤمن يضاف النصر والتاييد وما شابه ذلك.
لكن هذا لا يمنع ان الله عز وجل هو الذي معنا. لان الاصل في الصفات التي تضاف الى الله عز وجل انها تضاف اليه هو نفسه لا تضاف الى صفة من صفاته
معذرة على الاطالة شكرا بارك الله فيكم.
ـ[صالح الشمري]ــــــــ[26 - 04 - 10, 07:49 ص]ـ
أعتقد أن الأمر واضح لا يحتاج إلى تعقيد كبير
إذا كان الله أكبر من كل شيئ
وإذا كانت السماوات والأرض في يده كخردلة في يد أحدنا
فكيف لا يقال أنه معنا بذاته وأن لازم ومقتضى هذه المعية هو العلم والإحاطة لجميع الخلق، والنصرة والتأييد للمؤمنين؟!
فهو سبحانه معنا بذاته معية حقيقية لا تقتضي ولا تستلزم الممازجة والمخالطة ولا أنه معنا هنا في الأرض، كما أن القمر والشمس معنا معية لا تقتضي ولا تستلزم الممازجة والمخالطة وكونها معنا هنا في الأرض
وإنما منع أهل السنة إطلاق (معنا بذاته) من باب (لا تقولوا راعنا) فإنه وإن كانت الكلمة يراد بها حق لكن تترك إذا كانت تؤدي إلى مفسدة كفهم خاطء يفهمه ويتوهمه البعض (حدثوا الناس بما يعرفون) (وما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة) وأيضا كي لا يستغل أهل وحدة الوجود عبارات أهل السنة في نصرة كفرهم وباطلهم
فلذا كان الحق أن الله معنا بذاته معية لا تستلزم المخالطة إنما تستلزم العلم
ولا نطلق القول معنا بذاته بل نتركه والله أعلم
ـ[صالح غيث الدعيكي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 12:14 م]ـ
السلام عليكم
الإمامان ابن حزم والشوكاني من كبار أئمة أهل السنة، فلا يلتفت إلى كلام المغالين في تجريحهما، فلم يسلم أحد من الخطأ والزلل، ووصف هذين الإمامين بأوصاف أهل البدع والضلال هو بدعة وضلالة، نسأل الله العافية والسلامة.
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[29 - 04 - 10, 10:09 م]ـ
الذي لا خلاف فيه أن الإمام الشوكاني رحمه الله مر في مراحل عدة خلال تطوره العلمي، ولعل هذا سبب التناقض في بعض المنقول عنه يرحمه الله.
الإشكال لدي أن الزيدية اليوم ينكرون كون الشوكاني يرحمه الله زيدي النشأة مذهباً، ويتكفون أنه نشأ في مجتمع زيدي أو درس بعض كتبهم، إلا أنه لم يكن يوماً زيدي المذهب، فما القول الفصل في هذا؟
ـ[علاء ابراهيم]ــــــــ[30 - 04 - 10, 02:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشوكاني رحمه الله لم يكن علي حق فيما قاله في رسالته الموسومة بالتحف في مذهب السلف حين قال بأن القائلين يأن المعية هي معية العلم خالفوا السلف , لأن المعية لا تستوجب معية الذات فحسب بل أن معية العلم ثابتة في هذا المعنى في اللغة بل وفي آية المعية نفسها في القرآن الكريم بدأ الله آيات المعية العامة بالعلم وختمها بالعلم.
وقد إستدرك الشيخ العلامة إبن باز علي الشوكانى في رسالته وبين المراد.