يقولون القول السابق وأنه يعتبرهم مشركين شركاً أكبر .. قلت: أ- لا يفهم من كلام الشيخ ما ذكر إلا من في قلبه دغل، فهل يفهم المسلم أن الشيخ يدعو لقتال أو تكفير هؤلاء من هذا القول. ب- بين الله في كتابه أن حجة المشركين في عبادة الأصنام اتخاذهم وسائط بينهم وبين الله كما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إلاّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}، وهي نفس حجة هؤلاء.
10 - نسب إلى الشيخ أنه قسم الجزيرة إلى ديار كفر وديار إسلام كما في (ص55 و59 و65). وهذه فرية قد تبرأ منها علماء هذه الدعوة كما في "الدرر السنية" (9/ 252). وأجاب الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله -وهو من كبار علماء هذه الدعوة -عن هذه الفرية لما سئل عن البلدة التي فيها شيء من مشاهد الشرك ,والشرك فيها ظاهر مع كونهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله مع عدم القيام بحقيقتها ويؤذنون ويصلون الجمعة والجماعة .. هل تسمى دار كفر أو دار إسلام؟ فأجاب رحمه الله: فهذه المسألة يؤخذ جوابها مما ذكره الفقهاء في بلدة كل أهلها يهود أو نصارى أنهم إذا بذلوا الجزية صارت بلادهم بلاد إسلام, وتسمى دار إسلام فإذا كان أهل بلدة النصارى يقولون في المسيح أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة أنهم إذا بذلوا الجزية سميت بلادهم بلاد إسلام؛ فبالأولى فيما أرى أن البلاد التي سألتم عنها وذكرتم حالها أولى بهذا الاسم .. ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn29)).
11- نسب المالكي إلى الشيخ أنه لا يعذر الجاهل بكفره: فذكر بعد كلام للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص68): وكذلك لم يراع الشيخ الجهل؛ فالجهل بالشيء يمنع من إطلاق الكفر على الجاهل .. قلت: وهذا من إلزاماته الباطلة على كلام الشيخ، فإنه قد قرر رحمه الله في أكثر من موضع أن الجاهل يعذر بجهله. قال الشيخ الإمام رحمه الله: وأما ما ذكر الأعداء أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله r([30] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn30)).
12- ذكرالمالكي (ص78):عند قول الشيخ: إلا من أكره فلم يستثن الله إلا المكره قال المالكي: وهذا القصر فيه نظر فإن المضطر والخائف والمتأول والجاهل لا يجوز تكفيرهم، وهذا يدل على أن الشيخ لا يعول كثيراً على مسألة الأسماء والأحكام فقد أهمل أبرز موانع التكفير كالتأويل والجهل. قلت: وهذا من تدليسه فإن كلام الإمام عن إنسان نطق بكلمة الكفر عالما أنها كفر فلا يعذر في ذلك إلا المكره, ويدل عليه سبب نزول الآية ,وليس الحديث عن إنسان كفر جهلا منه أن هذا القول أو الفعل كفر، فتأمل.
ملحوظات عامة
1 - زعم (ص109) أن الشيخ الإمام أنكر تحريق "دلائل الخيرات" (9/ 34و80) مع أنهم لما دخلوا مكة حرقوه (1/ 228). قلت: قد بتر النص فقد بين هناك أن الذي فعل ذلك هم الجهلة قال: وما اتفق لبعض البدو في إتلاف بعض كتب أهل الطائف إنما صدر منه لجهله, وقد زجر هو وغيره عن مثل ذلك.
2 - حاول في كتابه استعداء الدولة السعودية على المناهج التعليمية وعلى المشايخ وأئمة الدعوة كما في (ص24و63و87و142و177). مثال ذلك قوله: وللأسف أن هذا التيار هو المدعوم رسمياً ربما لعدم تنبه الحكومة لحجم الغلو داخل التيار الوهابي .. انظر (ص24).
3 - حاول أن يبين أن أحاديث ذم المشرق إنما يراد به نجد وليس العراق لتكتمل مسيرة الطعن في الشيخ الإمام ودعوته كما في (ص43و169). قلت: ذكر شيخنا الألباني –رحمه الله- بعد أن ذكر الروايات؛ أن المقصود بنجد هي العراق كما جاء في روايات أخرى: وإنما أفضت في تخريج هذا الحديث الصحيح وذكر طرقه وبعض ألفاظه لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد ابن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية, ويحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد نجد المعروفة بهذا الاسم، وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث, وإنما هي العراق كما دل عليه أكثر طرق الحديث, وبذلك قال العلماء قديماً كالإمام الخطابي وابن حجر العسقلاني وغيرهم ([31]
¥