تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السلف قالوا: من قال أن الله ليس على كل شيء قدير فقد كفر و لا يخرج من قدرة الله الا ما لا يليق بها شرعا خروجا شرعيا وليس بمعنى انه يخرج لعدم قدرته عليه مثل قولهم هل الله قادر على افناء ذاته تعالى الله عن افتراضاتهم و لكن كون الله يسمع ما لم يكن بعد فليس في هذا معرة شرعية من حيث قدرته على ذلك.

لاحظ: نحن نتكلم هنا عن القدرة و ليس عن سمة الصفة المطردة.

يعني الله خالق كل شيء و يقدر أن يقول لأي شيء كن فيكون و لكن هذا لا يعني أن الله يقول لكل شيء كن فيكون باستمرار و سمة ملازمة لصفة الخلق بلا سبب و لا مقدمة و يزعم أن هذا هو الحق لا غيره و أن هذا هو فعل الله المطرد كلما خلق.

هذا القول قول فاسد يؤدي إلى الجبر و الى مشاكل كثيرة و لكن هذا لا يعني أن الله ليس قادر على أن يخلق بـ " كن ".

الكلام عن السمع تماما مثل الكلام عن الخلق:

الله قادر على أن يسمع ما لم يكن بعد لأنه عل كل شيء قدير و مثاله آية الاستنطاق فقد سمع الله من ذرية آدم قبل خلقهم بل واستخرجهم و كلمهم مع أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة ". فجعل الخلق في البطن و ليس قبل ذلك خلق و قال تعالى " هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا ً مذكورا ".

المعنى أن اثبات ذلك لا يعني أن صفة السمع مطردة كما هي الحال في قولنا في " إن عيسى كمثل آدم خلقه الله من تراب ثم قال له كن فيكون " و مع هذا مازال الله يخلق كل شيء من زوجين مع أنه يقدر أن يقول كن فيكون كذلك يقدر على سماع ما لم يقع و لكنه لا يسمع باطراد الا ما يقع.

واضح؟

يعني أن الله قادر على أن يسمع كل شيء كان أو لم يكن كيفما شاء سبحانه " هذا لا يخالف فيه و من يخالف فيه يكفر " فإن كنت تخشى علي البدعة فأنا أخشى عليك الكفر.

أما مسألة أن الله سامع باطراد لكل شيء كان و لم يكن و مازال و ناظر لكل شيء كان و لم يكن و مازال فهذا هو مذهب السالمية " المرتبط بأزلية المسموع و المنظور " كما شرحت في رد لي سابق كما أن قول الأشعرية بأن " كن فيكون " مطردة و أن الأسباب لا دخل لها بمسبباتها و أن الأعمى يستطيع رؤية بقة الصين من الأندلس كما قال الكرماني في شرح البخاري.

فأصل قولهم صحيح أن الله قادر على أن يقول لكل شيء كن فيكون أما أن يكون هذا هو اطراد صفة الخلق بحيث يكون كل مخلوق كائن بلا سبب فننفي الأسباب فهذا هو الجبر و الضلال المبين.

وضحت المسألة بارك الله فيك؟

ثم تقول:

، بعضها على طريقة أهل الكلام والفلسفة وقد قرر أئمة أهل السنة بطلان هذه البدعة التي اعتنقتها، فاسمع الآن هداك الله لكلام أئمة أهل السنة واتبع ولا تبتدع:

(ت) ساستمع بعيني و دعوتك مستجابة باذن الله.

ثم تقول:

قال الإمام العلامة السلفي ابن قتيبة الدينوري (ت:276 هـ) في كتابه المفيد "الاختلاف في اللفظ" ص19: ((وقالوا –يعني المعتزلة - في ((سميع بصير)) هما سواء، ليس في سميع من المعنى إلا ما في بصير ولا فيهما إلا معنى عليم!!))

ثم قال رداً عليهم [[وهاهنا محل الاستشهاد]]: ((وقد سمع الله قول اليهود ((إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء)) حين قالوه وعلمه قبل أن يقولوه فهل يجوز لأحد أن يقول إن الله سمعه قبل أن يقولوه؟

وكذلك قول المجادلة في زوجها قد سمع الله جدالها وسمع محاورتها للنبي صلى الله عليه وسلم حين جادلته وحاورته ولعمه قبل أن تجادل وتحاور به، فهل لأحد أن يقول إن الله سمعه قبل أن يكون؟.

وإذا لم يجز ذلك، فقد علم ان في سميع معنى غير عليم والله يقول: ((إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)))) انتهى

(ت) نرجع ونتحدث عن سياقات الكلام فالشيخ رحمه الله كان يتكلم عن المعتزلة في قولهم الأسماء كلها تدل على ذات الله تعالى بنفس المعنى لا تختلف في ذلك فالرحيم كالمنتقم و أنا لم اقل بهذا فهو يتكلم عن طرد صفة تلازم معاني الأسماء و أنا لا اقول بهذا و قوله في " قد سمع الله قول التي تجادلك " هو في سياق معناه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير