سمع الله ليس كعلمه فليس كل معلوم ككل مسموع و الشيخ ناقش الآية من حيث أن الله كان و مازال عليم بما كان و ما لم يكن باطراد و ليس كذلك السمع فما لم يكن ليس بمسموع لله باطراد ولكنه قادر على سمعه فالشيخ يتكلم من هذه الحيثية وليس من حيثية القدرة والا لو سألت ابن قتيبة هل الله قادر على سماع ما لم يكن لما قال ليس بقادر فحاشاه أن يكفر بالله العظيم.
فالكلام له سياق فلو قلت لي أنا الآن هل الله سمع قولها بصفة مطردة أي أنه سامع لها قبل كونها باستمرار لقلت لك لا و هذا ما تقول به السالمية.
و قد سبق لي أن قلت لك بأنك في واقع حالك لا ترد علي و انما ترد على نفسك و المشكلة انك لا تكاد تنجح حتى في ذلك فتتهمني بالشبهة التي تقدح في ذهنك ثم ترد عليها و سترى مثال ذلك في آخر هذا الرد!.
ثم تقول:
نعم لم يكن أحد يجيز أن يقوله في عصركم يا أبا محمد ولكن فشا الجهل وكثرت البدع والشبه فرحمك الله وجمعنا بكم في عليين
(ت) صدقت.
ثم تقول:
قال الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي المقدسي (ت:486) -وهو من كبار أئمة الإسلام كما نعته الذهبي- في كتابه ((امتحان السني من البدعي)) ص384: ((يسأل عن الباري جل جلاله هو كان ناظراً إلى أشخاص المخلوقات قبل كونها أم علمها قبل كونها؟
فإن قال: علمها قبل كونها فهو سني.
وإن قال: نظر إليها قبل كونها فهو سالمي.
دليلنا: قوله تعالى: ((هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُورا))،
وقوله تعالى: ((أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً)) وقوله: ((وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً)) وإذا ثبت أن المعدوم ليس بشيء لا يجوز أن يقال: إنه نظر إليها، لأن النظر لا يقع إلا على الشيء، ولأن هذا يؤدي إلى القول بقدم العالم، ومن قال بقدم العالم فهو كافر لا شك في كفره))
(ت) لاحظ بارك الله فيك قوله:" كان ناظرا ً " و قد شرحت لك و للأخ احسان من قبلك أن الأزل هو المقصود في مذهب السالمية و لكنك لا تستوعب و ربما لا تريد أن تستوعب و هذا ليس شأني فهو راجع اليك.
قوله " كان ناظرا ً " أي أن السالمية تقول بأن الله ينظر الى كل ما سيكون قبل أن يكون بشكل مطرد فهو " ناظر " باستمرار الى كل المخلوقات و هذا مذهب باطل و لكن هذا لا يعني أن الشيرازي رحمه الله يقول بأن الله ليس بقادر على أن ينظر إلى ما لم يكن بعد , فآدم عليه السلام وهو بشر ثبت أنه رأى بياض جبين داود قبل أن يخلق بين ذريته فالله أولى بذلك و لكن المشكلة فيمن يسوق الكلام في غير سياقه و لهذا قال الشيخ في آخر كلامه "ولأن هذا يؤدي إلى القول بقدم العالم " و هل يكون قدم العالم الا اذا قيل بأزلية الموجودات بحيث لا يعلم لوجودها ابتداء؟
هل قلت أنا بذلك؟
راجع ردي على الشيخ احسان في معرض كلامي عن كلمة " الأزل " لعلك ترضى.
ثم تقول:
وقال شيخ الإسلام في درء التعارض ج4/ 25: ((وأمثال هؤلاء كانوا يقولون بقيام الحوادث به، حتى صرح طوائف منهم بالحركة، كما صرح بذلك طوائف من أئمة الحديث والسنة، وصرحوا بأنه لم يزل متكلماً إذا شاء، وأن الحركة من لوازم الحياة، وأمثال ذلك. بل هم يقولون: إنما ابتدع من ابتدع من أهل الكلام البدع المخالفة للنصوص وللمعقول لقولهم بهذا الأصل، كقول من قال: إن الكلام معنى واحد قديم، وقول من قال: إن المعدوم يُرى ويُسمع، وقول من قال بقدم صوت معين.)) ينظر لقول شيخ الإسلام في الدرء ج1/ 239 - 241 وسيأتي كلامه في التسعينية حين نتكلم على مذهب الأشعرية.
(ت): قول الشيخ المنقول " كقول من قال: إن الكلام معنى واحد قديم، وقول من قال: إن المعدوم يُرى ويُسمع، وقول من قال بقدم صوت معين"
قوله كله مرتبط بـ" الأزل و القدم " في كل ذلك.
القول بأن المعدوم يرى و يسمع بشكل مطرد كمن يقول بأن كل شيء يكون بكن بلا سبب و أن الاسباب تقع عند الفعل للمصاحبة فقط و لكن مع هذا لم يقل أحد بأن الله ليس بقادر على أن يقول كن لأي شيء في اي لحظة ليكون و مثله القول في سمع المعدوم و النظر اليه.
ثم تقول:
¥