تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:41 م]ـ

الحمد لله وحده ...

لا بأس أن يتوقف الحوار مع تنبيه كل من قرأ أن مذهب أهل السنة أن الله يسمع ويرى الموجود، وليس المعدوم كما هي عقيدة المبتدعة.

ولا يُشغِّب على هذا قول القائل إنهم كانوا في أمثال الذر، أو إنهم لم يوجدوا على صورتهم الآن ... أو غير ذلك.

فالحاصل أنهم موجودون على كل حال وعلى أي صورة كانت، فتعلّق بهم السمع والرؤية إذ وجدوا، ولا ينبغي أن يكون في هذا خلاف.

وهذا غير العلم، فإن الله يعلم الموجودات قبل وجودها.

فإذا سبق في علم الله أن فلانًا سيموت كافرًا؛ فليس هناك إشكال أبدًا أن يكتب في اللوح المحفوظ إن فلانًا سيكفر وسوف يقع الغضب عليه.

وإذا سبق في علم الله أن امرأة سوف تأتي يوما (تجادل في زوجها) ولا يختلف سنيّان أن هذا سابق في علم الله؛

فقد كتب الله (وقد سبق في علمه ما سبق) أنها إذا جاءت تجادل في زوجها فسوف يتكلم الرب تعالى بكذا وكذا قرآنًا.

لم يتكلم مرتين، ولكن كتب أنه سيتكلم.

ولا أجد إشكالا ..

===

وأمّا قول الشيخ ابن عثيمين الأول فقد رجع عنه كما قال الإخوة، وكما نقلوا عن الشيخ؛ وذلك حين قرأ كلام شيخ الإسلام واطمأنّ به.

وأما قول الفاضل إحسان العتيبي:

ولم أره يرد على ما استدل به هو رحمه الله

فقد بيّن الإخوة أن الشيخ ابن عثيمين قد ردّ على كلامه السابق، كما ذكر أخونا الفاضل علي الفضلي أن الشيخ قال:

(وكونه في الكتاب المكنون هل معناه أن القرآن كله كتب في اللوح المحفوظ أو أن المكتوب ذكر القرآن وأنه سينزل وسيكون كذا وكذا؟ الأول، لكن يبقى النظر: كيف يُكتب قبل أن تخلق السماوات بخمسين ألف سنة وفيه العبارات الدالة على المضي مثل: قوله {وإذ غدوت من أهلك تبوئ للمؤمنين مقاعد للقتال}، ومثل قوله: {قد سمع الله التي تجادلك} وهو حين كتابته قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة لم يسمع لأن المجادلة ما خلقت أصلاً حتى تسمع مجادلتها؟ فالجواب أن الله قد علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ كما أنه قد علم المقادير وكتبها في اللوح المحفوظ وعند تقديرها يتكلم الله عز وجل بقوله: {كن فيكون}، هكذا قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو مما تطمئن إليه النفس، وكنت قبلاً أقول: إن الذي في اللوح المحفوظ ذكر القرآن، لا القرآن، بناءً على أنه يعرج بلفظ المضي قبل الوقوع، وأن هذا كقوله تعالى – عن القرآن –: {وإنه لفي زبر الأولين} والذي في زبر الأولين ليس القرآن، الذي في زبر الأولين ذكر القرآن والتنويه عنه، ولكن بعد أن اطلعت على قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى انشرح صدري إلى أنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ ولا مانع من ذلك، ولكن الله تعالى عند إنزاله إلى محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتكلم به ويلقيه إلى جبريل، هذا قول السلف وأهل السنة في القرآن)

ولنتأمّل قول الشيخ رحمة الله عليه: هذا قول السلف وأهل السنة في القرآن.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير