تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القاعدة الرابعة [أن مشركي زماننا أعظم شركا من الأولين] للعلامة الراجحي]

ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 02 - 07, 09:57 م]ـ

القاعدة الرابعة

أن مشركي زماننا أعظم شركا من الأولين

القاعدة الرابعة: أن مشركي زماننا أعظم شركا من الأولين؛ لأن الأولين يخلصون لله في الشدة ويشركون في الرخاء، ومشركي زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة، والدليل قوله -جل وعلا-: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ.

- - - - -

نعم. القاعدة الرابعة: أن تعلم أن مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين، المعنى أن المشركين المتأخرين شركهم أعظم وأغلظ وأشد من شرك المتقدمين، طيب، هل الشرك فيه أعظم وأغلظ؟ نعم، كلهم مشركون، الأولون مشركون، والآخرون مشركون، لكن الأولين شركهم أخف، والمتأخرين شركهم أغلظ وأشد. فالشرك يتضاعف، كما أن الموحدين يتفاوتون في التوحيد والإيمان، بعضهم أقوى إيمانا وتوحيدا، فكذلك المشركون بعضهم أشد وأغلظ شركا.

فالمشرك الذي يدعو غير الله مشرك، لكن إذا كان يدعو غير الله، ويؤذي المؤمنين، ويفتنهم عن دينهم، ويحملهم على الكفر، يكون أشد ولّا الآخر؟ أشد؛ فالمشرك الذي يقتصر شركه على نفسه، هذا مشرك، لكن شركه خفيف، لكن المشرك الذي يشرك بالله، ويحمل المؤمنين ويؤذي المؤمنين ويفتنهم ويجبرهم على الشرك، هذا يكون أيش؟ يكون أغلظ وعذابه مضاعف.

قال الله تعالى: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ فرق بين الذي يكفر بنفسه فقط، ولا يؤذي غيره أو يصد عن سبيل الله، ويحمل الناس على الكفر ويؤذيهم، هذا كفر غليظ ذنبه أشد الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ فالمؤلف -رحمه الله- يقول: القاعدة الرابعة أن تعلم أن شرك الأولين أخف من شرك المتأخرين، المتأخرين اللي في زماننا الآن، في زمان الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما بعده.

أن تعلم أن شرك الأولين أخف من شرك المتأخرين، وأن شرك المتأخرين أغلظ وأعظم وأشد وأقبح من شرك الأولين. بيان ذلك: قال: بيان ذلك: أن الأولين يشركون في بعض الأحيان ويوحدون في بعض الأحيان، يشركون في وقت الرخاء والسعة، ويوحدون في وقت الشدة والضيق، فدل على أن هذا أخف، يشركون بعض الأحيان، وبعض الأحيان يوحدون، لكن ما ينفعهم هذا، ما ينفعهم كونهم يوحدون في بعض الأحيان، لا بد أن يكون الإنسان موحدًا في جميع الأوقات، فهذا أخف من الذي يشرك في جميع الأوقات.

فقال: المشركون الأولون يشركون في بعض الأوقات ويوحدون في بعض الأوقات، وأما المشركون المتأخرون فهم يشركون في جميع الأوقات، ما فيه وقت يوحدون، كيف ذلك؟ قال: المشركون الأوائل يشركون في الرخاء والسعة والراحة، وإذا جاءت الشدة والضيق وحَّدوا، كيف الشدة والضيق؟ إذا ركبوا في البحر وتلاطمت بهم الأمواج، وصارت السفينة تضرب يمينا وشمالا، وتتقلب بهم، قالوا: يا الله، يا الله، يا الله، وَحَّدُوا، زال الشرك، فإذا وصلوا إلى البر وشاطئ السلامة، قالوا: خلاص، صاروا يعبدون اللات والعزى والأشجار والأحجار، أشركوا.

فإذا ركبوا في الفلك وتلاطمت بهم الأمواج وحدوا، وإذا وصلوا إلى السعة والسلامة وزالت عنهم الشدة أشركوا، الدليل قول الله تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ مخلصين، ما فيه شرك، أخلصوا، له الدين: مخلصين له العبادة، فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ ماذا يحصل؟ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ. وقال سبحانه: وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا وقال -سبحانه وتعالى-: وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير