تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذن صار شرك الأولين أخف وأسهل؛ لأنه في بعض الأحيان، وفي بعض الأحيان يوحدون، أما شرك المتأخرين، فإنهم يشركون في الرخاء وفي الشدة، بل إنهم يزيدون بعض المشركين المتأخرين إذا ركبوا في الفلك وتلاطمت بهم الأمواج، قالوا: يا علي يا علي يا حسين يا حسين صاروا كلما اشتد زاد شركهم، صاروا يلهجون بمعبوداتهم، فصار شركهم في الشدة أشد، صاروا يلهجون بالمعبودات، يا فلان، يا علي يا كذا، يا كذا. واضح هذا.

وهناك أيضًا فارق آخر، فرق آخر بين شرك الأولين وشرك المتأخرين، ويتبين به أن شرك الأولين أخف، وأن شرك المتأخرين أشد، وذلك أن الأولين ماذا يعبدون؟ الأولون إما يعبدون نبيا أو صالحا أو شجرا، أو حجرا يعبد الله، ما يعبد إلا الأنبياء أو صالحين أو أشجارا وأحجارا تعبد الله، أو الشمس أو القمر وهما مسخرتان.

أما المتأخرون فزادوا عليهم، فصاروا يعبدون كفَّارا وفسَّاقا، وفرق بين من يعبد الكافر والفاسق، ومن يعبد الصالح والنبي، وإن كان كل منهم مشركا، هذا مشرك وهذا مشرك، لكن هذا شركه أشد وأغلظ، فالذي يعبد الكافر والفاسق أشد من الذي يعبد النبي والصالح والشجر والحجر، فالأولون لا يعبدون إلا أنبياء وصالحين، أو أشجارا وأحجارا تسبح الله، وأما الكفار فزادوا عليهم وعبدوا مع ذلك كفارا وفساقا، فصار شرك الأولين أخف من شرك المتأخرين.

وشرك المتأخرين أغلظ من جهتين:

الجهة الأولى: أن المشركين الأوائل يوحدون الله عند الشدة ويخلصون، يوحدون الله عند الشدة ويشركون عند الرخاء، وأما المتأخرون فشركهم دائم في الرخاء والشدة.

الثاني: أن المشركين الأوائل يعبدون أشجارا، يعبدون أنبياء وصالحين، أو أشجارا وأحجارا تسبح الله، ولا يعبدون كفارا ولا فساقا، أما المتأخرون فزادوا عليهم، وعبدوا مع ذلك كفارا وفساقا، فصار شركهم أشد وأغلظ.

وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العلم النافع، والعمل الصالح، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.

وبعد الأذان الأسئلة إن شاء الله.

هذا أحد الإخوان يسأل يقول: متى تستأنف دروسك -إن شاء الله-؟

الدروس -إن شاء الله- تستأنف مع أول بدء الدراسة يوم 13 والإعلان -إن شاء الله- يعلن من قبل مكتب التوعية في الربوة، يعلنون إن شاء الله هذا، تبدأ الدروس -إن شاء الله- يوم 13، يوم 14 الدروس تبدأ يوم الأحد -إن شاء الله- يعلن عنها، وهذه الليلة هي أحد مشاركتنا في هذه الدورة -إن شاء الله- غدا ما فيه مشاركة، نسأل الله للجميع التوفيق.

وسائل يسأل يقول: كثرت الأسئلة عن جماعة التبليغ

نقول جماعة التبليغ معروف أنهم صوفية، ولا ننصح بالخروج معهم؛ لأنهم لا يدعون إلى التوحيد، ولا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر، ويأمرونهم بالخروج، اخرج، اخرج، ويحتمون على الإنسان، يخرج أربعين في العمر، أربعين يوما، وكذا ويومين في كل أسبوع مرتين، وفي كل شهر ثلاثة أيام، كل هذا لا دليل عليه، اخرج، اخرج، يسمونها في سبيل الله، ويعتنون بالأذكار فقط، وكذلك يجعلون بعض العامة ينصحون ويدعون، وهم ليس لهم علم، ليس عندهم علم.

فننصح الشباب بالإقبال على الدروس العلمية وطلب العلم، وعدم الخروج، وإذا أراد الإنسان يدعو، فبعد ذلك، إذا تأهل يدعو إلى الله، أما أن يخرج وهو جاهل مركب ما يفهم، بعض الشيوخ الكبار يجعلونهم يتكلمون، شيوخ كبار ما عرف شيئا، ولا قرأ، يمكن ما يعرف ولا يكتب، يجعلون يتكلم في المسجد، ينصح، وبعضهم كان بعض الشباب الصغار ما درسوا ولا تعلموا.

وهو كذلك جماعة التبليغ إذا أمرت بالتوحيد ما يمكن يتركونك، يقول: لا تدعو للتوحيد، ولا تأمر، ولا تنه عن المنكر، ادعُ إلى كذا، ولا تكلم في أحد هذا، المقصود أن تنصح الطلبة بالإقبال على طلب العلم، والتعلم والتفقه والتبصر، ثم بعد ذلك الدعوة إلى الله.

بسم الله الرحمن الرحيم. يقول السائل: يقول بعض الناس إذا أُمِرَ بقراءة كتب التوحيد: نحن الآن بحاجة إلى فقه الواقع، أما التوحيد فهو معلوم، معروف، فما رأيكم في هذا الكلام؟

هذا كلام باطل، التوحيد معلوم معروف! من قال لك: إنه معلوم ومعروف، كثير من الناس وقعوا في الشرك الآن، الشرك موجود الآن، هناك القبور تعبد من دون الله، ويُذبح لها، وينذر في كثير من البلدان الآن، والتوحيد ليس معروفا عند كثير من الناس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير