لأن النص جاء بهذا: أعوذ برضاك من سخطك أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر أما مناداة الصفة تقول: يا رحمة الله ارحميني، يا قدرة الله أنقذيني. فهذا لا يجوز مناداة الصفة؛ ولأن هذا فيه له نداء لله باسم الأنثى؛ ولأن في هذا يدل على انفصال الصفة عن الذات، حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -: إن هذا كفر وردة، نداء الصفة، نعوذ بالله. نعم.
يقول: ما حكم من فعل ناقضا من نواقض الإسلام جاهلا بالحكم؟
إذا كان مثله يجهل هذا الشيء، فإنه يُعَرَّف ويبين له، وتبين له الحجة، فإذا قامت عليه الحجة وأصر، كفر، لكن لا بد إذا كان جاهلا، مثله يجهل هذا الشيء، لا بد من قيام الحجة عليه، وبيان هذا له، قبل أن يُحْكَم عليه بالكفر. نعم.
يقول السائل: فضيلة الشيخ، إني أحبك في الله.
أحبك الله الذي أحببتني لأجله، نسأل الله أن يجعلنا وإياك من المتحابين في الله، وأن يجمعنا وإياكم في دار كرامته.
قلت -حفظكم الله- فيما سبق من الدروس إن من قال: "لفظي بالقرآن مخلوق" فهو جهمي، ومن قال: "لفظي بالقرآن غير مخلوق" فهو مبتدع. ألا يقال: إن لفظ الإنسان بالقرآن من أفعال العباد، ولذا فهو مخلوق؟
نعم. هذه قالها الإمام أحمد ما قلتها أنا، الإمام أحمد -رحمه الله- قال: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: غير مخلوق، فهو مبتدع. وأما قولي أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق هذا قول مبتدع، لم يقله السلف
ولكن من المعلوم أن ابن آدم مخلوق بأقواله وأفعاله، لكن كونه يخصص ويقول: لفظي بالقرآن مخلوق، هذا مبتدع، لفظ مبتدع، ولفظ موهم؛ ولأنه يقدر هذا باللفظ الملفوظ.
فلهذا من قال: لفظي بالقرآن مخلوق. قال الإمام أحمد فهو جهمي، ومن قال: غير مخلوق فهو مبتدع. فلا تقل هذا، لا تقل: لفظي بالقرآن مخلوق، لكن معلوم أن الإنسان مخلوق بأقواله وأفعاله، لكن كونك تخصص وتقول: لفظي بالقرآن مخلوق، هذا موافقة للجهمية نعم.
كثرت الأسئلة حول الأناشيد الإسلامية التي أصبح الشباب يستمعون إليها بكثرة، فما رأيكم في ذلك؟
أرى أن الأناشيد الإسلامية لا تجوز، ولا سيما الآن، الموجود في الساحة الآن؛ فإنها أناشيد مطربة، فيها تأوهات تشبه تأوهات الأغاني، فأنت لا تفرق بين الأناشيد وبين الغناء إذا سمعتها، حتى ولو كان المنشد واحدا، تجده ينشد ولكن يتأوه مثل تأوهات المغني، لا فرق، وحتى إن قيل لي: إن بعضهم جعل معه مزمارا، وبعضهم أيضًا أناشيد في المولد، هذا أعظم وأعظم -والعياذ بالله- فصارت فتنة.
والأناشيد الجماعية لو سلمت من التأوهات والمزمار وكذا فهي فيها مشابهة للصوفية الصوفية هم الذين يتعبدون بالأناشيد، ثم أيضًا الأناشيد الآن فيها طرب؛ لأن الذي يستمع للأناشيد حتى ولو كانت -يعني- مفيدة معانيها، ما يتأمل المعنى ولا يتدبر، إنما يتلذذ بالصوت، متى يرفع الصوت ومتى ينزلون الصوت، فقط، لا يتأمل المعنى.
لكن إذا كانت القصيدة مفيدة طيبة ينشدها واحد بصوت عادي، والباقي يستمعون، كما أن القارئ يقرأ القرآن واحد والباقي يستمعون، يقرأ حديث واحد والباقي يستمعون، ينشد القصيدة المفيدة إذا كان ما فيها غزل ولا هجاء، ولا لبس الحق بالباطل، وليس فيها محظور، فإنه ينشد واحد بصوت عادي غير ملحن، وليس فيه تأوهات ولا مزمار، ولا كذا، والباقي يستمعون.
أما جماعة يرفعون الصوت وينزلونه، هذه ولو كان معناها مفيدا وجيدا ما ينتبه للمعنى، إنما ينتبه للصوت ويتلذذ بالصوت، متى يرفعونه ومتى ينزلونه، وفيه مشابهة للصوفية فأنا أنصح الشباب بترك هذه الأناشيد، وإذا كانت القصيدة مفيدة يقرؤها واحد بصوت عادي، لا تأوهات ولا تلحين، والباقي يستمعون حتى يستفيدون. نعم.
يقول السائل: هل من قتل مسلما متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. إذن هو كافر لقوله -جل وعلا- وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا؟
¥