ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 02:30 ص]ـ
الأخ أبا بكر جزاك الله خيرا استفدت من نقولاتك وإن كنت أشكك في بعضها ومع ذلك فأنا لا أريد أن أخالفك لكن الإشكال الكبير أنه ما دمت تفرق بين الموالاة والتولي فما هو الضابط في التفريق بينهما ...
فأنت تقول:
"وقال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن حسن رحمه الله
وقد سئل عن الفرق بين الموالاة والتولي:
(التولي كفر يخرج من الملة وهو كالذب عنهم وإعانتهم بالمال والبدن والرأي، والموالاة كبيرة من كبائر الذنوب، كبل الدواة أو بري القلم أو التبشش لهم، أو رفع الصوت لهم).
فتأمل الفرق الذي ذكره "
أرجو أن تبين لنا الضابط فيبدوا أنك مطلع في هذه المسألة لعلنا بعد ذلك نتوسع في المباحثة في هذه المسألة الكبيرة
أخوك ومحبك أبو عبد الرحمن
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[09 - 03 - 07, 02:22 ص]ـ
المولاة تكون كفر اكبر اذا كانت مظاهرة للمشكرين على المسلمين.
ـ[أبو مصعب القحطاني]ــــــــ[09 - 03 - 07, 03:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فان الاصل –والله اعلم- ان الموالاة والتولي بمعنى واحد فيقال: ولى وليا بمعنى دنا وقرب ومنه ولي فلان فلانا أوتولّى فلان فلانا أو ولّى فلان فلانا كلها بمعنى واحد أي نصره وأحبه والوليّ والمولى بمعنى القريب والمحب والناصر ...
أما قصة الصحابي الجليل حاطب بن بلتعة رضي الله عنه فأقول:
حاطب نفسه كان يعرف أن ظاهر مثل هذا العمل الأصل فيه أنه كفر وردة عن الدين، ومن فعله فإن الحكم الظاهر له أنه كافر مرتد، بل هذا الظاهر دليل على فساد الباطن كما في قوله تعالى ((ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء)) ولا يخصص من هذا الظاهر أو يستثنى إلا من استثناه الله تعالى المطلع على البواطن أو النبي الذي يوحى إليه، لذلك كانت أول كلمات اعتذر بها حاطب للنبي صلى الله عليه وسلم أن قال كما في البخاري (ما فعلت ذلك كفراً ولا إرتداداً ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام)
والمبادرة منه رضي الله عنه إلى هذا القول من أظهر الأدلة على أن الصحابة قد كان مستقرا عندهم أن الأصل في ظاهر هذا العمل أن يكون ردة وكفراً، وأنه دلالة على فساد الباطن كما في الآية ... ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (دعني أضرب عنقه)، ولا يقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنكر على عمر فهمه بأن تلك الفعلة الأصل فيمن أظهرها الكفر .. كلا، فما في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك؛ ومن قال ذلك، فقد قوّل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، وإنما الذي قاله الرسول عليه الصلاة و السلام؛ أنه استثنى حاطباً من أن يكون قد كفر في هذه الحادثة .. باطلاعه من طريق الوحي على سريرته وأنه لم يفعله نصرة للمشركين ومظاهرة لهم على الموحدين، وذلك بعد مقالة حاطب (ما فعلته كفراً ولا ارتداداً) فقال صلى الله عليه وسلم: (قد صدقكم .. ) وقال: (وما يدريك لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) فهذا الصحابي البدري قد استثناه النبي صلى الله عليه وسلم وزكاه وشهد بصدق سريرته وباطنه وأنه لم يفعل ذلك ردةً أوكفراً أي لم يكن فعله نصرة ومظاهرة للمشركين على المسلمين، بل كان إفشاؤه لسر رسول الله مع تأوله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم منصور مؤيد لا محالة من الله؛ كبيرة من كبائر الذنوب اغتفرت مع كونه بدرياً ..
فهل في المهوّنين من شأن موالاة الكفار والمشركين ونصرة عبيد الياسق والدساتير، المتنطعين بقصة حاطب، هل فيهم أو فيمن يجادلون عنهم اليوم على وجه الأرض بدرياً اطلع الله على قلبه وأخبر أنه لن يكفر أويرتد
(من رسالة بعنوان:الشهاب الثاقب في الرد على من افترى على الصحابي حاطب. بتصرف يسير)
هذا والله تعالى أعلم؛ أخوكم ابو مصعب القحطاني