ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[22 - 02 - 03, 12:30 م]ـ
أخي الكريم الوضاح وفقه الله
ما عليه الشيخ عبيدالله الأفغاني ليس بصواب بل هو مذهب شاذ مردود وليس له فيه سلف إلا هؤلاء الذين استتابهم أئمة القراء في زمانهم
وعمدته ومن وافقه أقوال لأهل اللغة غايتها أن تكون هناك لغة جائزة في غير القرآن بجعل الضاد من طرف اللسان فتشبه الظاء، لكن ليس كل ما جاز لغة جاز قراءة فكم من وجه جائز في اللغة لم يقرأ به أحد في القرآن
ثم إن القراءة سنة متبعة ولا يوجد إسناد للقراءات العشر متصل بالعرض على الشيخ إلا وهو يمر بابن الجزري أو بالشاطبي وكلام ابن الجزري والشاطبي في مخرج الضاد معروف في كتبهم وهو موافق لما أجمع عليه القراء عدا من شذ وليس موافقا لما عليه الشيخ عامر والشيخ الأفغاني ومن قبلهما ابن غانم والمرعشي.
ـ[جلاء الأفهام]ــــــــ[23 - 02 - 03, 12:14 ص]ـ
شيخنا المفيد السلمي سلمه الله
بالنسبة لكيفية أداء حرف الضاد
- قال الإمام مكي بن أبي طالب ت 437هـ في الرعاية: (الضاد المعجمة يشبه لفظها بلفظ الظّاء المعجمة).
وقال: (الظّاء المعجمة يشبه لفظها في السمع لفظ الضاد؛ لأنهما من حروف الاطباق؛ ومن الحروف المستعلية؛ ومن الحروف المجهورة. ولولا اختلاف المخرجين لهما؛ وزيادة الاستطالة التي في الضاد لكانت الظّاء ضادا).
وقال: (ومتى فرّط القارئ في تجويد لفظ الضاد المعجمة أتى بلفظ الظّاء أو الذّال المعجمتين)
- وقال إمام الإقراء والقراءة ابن الجزري في مقدمته:
والضاد باستطالة ومخرج ميز من الظاء وكلها تجي
- وقال شمس الدين ابن النجار ت 870هـ (قلت: وبعضهم يخرجها ممزوجة بالدال أو بالطّاء المهملة فيصير لفظها إذا تحقق في السمع قريبا من لفظ الدال والطّاء وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب ويزعم أن هذا هو الصواب.
وهذا خطأ محض؛ وتبديل فاحش!! وإنما أوقعهم في ذلك عدم أخذهم عن العلماء المحققين؛ وممارستهم لمخارج الحروف وصفاتها ... )
وقال: (واعلم أن لفظ الضاد يشتبه بلفظ الظّاء المعجمة , وذلك لأن الظاء يشارك الضاد في أوصافه المذكورة غير الاستطالة فلذلك اشتد شبهه به وعسر التمييز بينهما واحتاج القارئ في ذلك إلى الرياضة التامة.
قال المحققون: ولولا اختلاف المخرجين؛ وما في الضاد من الاستطالة. لكان لفظهما واحدا واتحدا في السمع).
- وقد أفتى علماء الحرمين الشريفين عندما ورد عليهم استفتاء بكيفية أداء الضاد عام 1350هـ: بأن نهاية القول في الضاد أنها شبيهة بحرف الظاء المعجم وأن هذا هو الحق الذي لا محيد عنه.
فأين ما ذكرت من أن أول من قال بها أبو غانم الدمشقي؟!
ولا أظن بعد هذا أنه يصح إجماع على ما ذكرت!! وأئمة القراء على خلاف ذلك ومنهم الشاطبي وابن الجزري.
وأما قضية الاستتابة فلا يثبت ذلك؛ والله اعلم
وواصلوا نفعنا الله تعالى بكم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[23 - 02 - 03, 02:36 ص]ـ
ما شاء الله ... ما شاء الله
بارك الله فيكم شيخنا
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[23 - 02 - 03, 03:39 ص]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (وأما من لا يقيم قراءة الفاتحة فلا يصلي خلفه إلا من هو مثله فلا يصلي خلف الألثغ الذي يبدل حرفا بحرف إلا حرف الضاد إذا أخرجه من طرف الفم كما هو عادة كثير من الناس فهذا فيه وجهان: منهم من قال: لا يصلى خلفه ولا تصح صلاته في نفسه لأنه أبدل حرفا بحرف ; لأن مخرج الضاد الشدق ومخرج الظاء طرف الأسنان. فإذا قال (ولا الظالين كان معناه ظل يفعل كذا. والوجه الثاني: تصح وهذا أقرب لأن الحرفين في السمع شيء واحد وحس أحدهما من جنس حس الآخر لتشابه المخرجين. . والقارئ إنما يقصد الضلال المخالف للهدى وهو الذي يفهمه المستمع فأما المعنى المأخوذ من ظل فلا يخطر ببال أحد وهذا بخلاف الحرفين المختلفين صوتا ومخرجا وسمعا كإبدال الراء بالغين فإن هذا لا يحصل به مقصود القراءة) الفتاوى 23/ 350.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[23 - 02 - 03, 05:59 ص]ـ
الشيخين الكريمين جلاء الأفهام والعزيز بالله
الأصل في القرآن التلقي، فهو كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه (القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول)
ولو تتبعت إسناد أي شيخ ممن يقول بالتشابه بين الضاد والظاء لوجدت فيه من ينكر هذا التشابه غاية الإنكار إما شيخه مباشرة وإما شيخ شيخه
وكلام ابن الجزري حجة عليكم لا لكم لأنه أمر بالتمييز بينهما لأن العوام في زمنه يخلطون بينهما وقد فصل بين مخرج كل منهما فكيف يكون كلامه دليلا على تجويز التشابه بينهما؟
ولو فتحنا باب النقولات لانفتح المجال لتغيير القراءة بالاجتهادات إذ كل فريق قادر على أن يؤول هذه النقولات بما يوافق مذهبه إذ ما حد التشابه المسموح والممنوع؟
فالضاد والظاء باتفاق الجميع حرفان مستقلان، وبإمكانك أن تنطق بالنطق الذي نراه سليما وتقول هناك تشابه في السمع، ولو زدت التشابه عن هذا خلطت بين الحرفين.
والضاد عند الخليل شجرية أي تخرج من شجر الفم أي منفرجه وهو منفتحه [1]، وهذا ينافي قول من قال تخرج من طرف اللسان، والظاء عند الجميع تخرج من ظهر طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا، فلا بد أن يكون هناك فرق بينهما في السمع، وعند سيبويه تخرج الضاد من بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس [2] ويقول ابن جني: إلا أنك أن شئت تكلفتها من الجانب الأيمن وأن شئت من الجانب الأيسر [3]،وخروجها من الأيسر أيسر، وقال الجاحظ: " فأما الضاد فليس تخرج إلا من الشدق الأيمن إلا أن يكون المتكلم أعسر يسرا مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخرج الضاد من أي شدقيه شاء [4]
[1] العين 1: 58
[2] المعجم الوسيط 1: 532
[3] سر الصناعة لابن جني 1: 52
[4] البيان والتبيين لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ 1: 33، 34 0
هذا، وللدكتور أشرف محمد طلعت دراسة قيمة أسماها "إعلام السادة النجباء أنه لا تشابه بين الضاد والظاء" أجاب فيها عن النقولات التي تفضلتم بإيرادها، ونقل نقولات تفيد العكس، وللأسف ليست عندي الآن وإلا لنقلت لكم منها ما يفيد، ونسأل الله تعالى أن يهدينا للصواب.
¥