تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء "لا تشربوا الخمر" لقالوا: لا ندع شرب الخمر، ولو نزل أول شيء "لا تزنوا" لقالوا: لا ندع الزنا، وإنه أنزلت {والساعة أدهى وأمرّ} [القمر:46] بمكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني جارية ألعب، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده".

وهذا الوصف منها رضي الله عنها لبيان أثر المنهج الذي تنزّل به القرآن من أعظم ما يكون خطراً على من خالفه ولم يلتفت إليه، فإن قولها رضي الله عنها: ولو نزل أول شيء "لا تشربوا الخمر" لقالوا: لا ندع شرب الخمر ... " بيان لحال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نهي الله ورسوله، فالآمر هو الله والمبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمأمور أصحاب رسول الله رضي الله عنهم، ثم بعد هذا – لو أن منهج التدرج في تنزّل القرآن خُولف – يكون الرد "لا ندع شرب الخمر، لا ندع الزنا".

فما بالك بجواب غيرهم من بقية الأمة حين يقال لهم أولاً "لا تشربوا الخمر، لا تزنوا، لا تفعلوا كذا وكذا

الجواب: نراه عياناً بياناً في موقف الأمة من أوامر ربها وأوامر رسولها صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن هذا ليس هو السبب الأوحد، لكنه سبب رئيس لا بد من التفطن له.

فإن قال قائل: فما المنهج الذي تعلم وعلّم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه القرآن؟

الجواب: هو البدء بالمفصل أولاً، وهو الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق حين قالت: "إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار وحين قالت: "وإنه أنزلت {والساعة أدهى وأمرّ} [القمر:46] بمكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني جارية ألعب، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده".

وهذا هو منهج الصحابة رضوان الله عليهم.

[1] أخرجه ابن ماجه وغيره، قال في مصباح الزجاجة: "هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات" (1/ 12).

[2] أخرجه الحاكم وصححه على شرط الشيخين، ورواه البيهقي (3/ 120) والطبراني في الأوسط وقال الهيثمي "رجاله رجال الصحيح" (مجمع الزوائد:2/ 165).

[3] ذكره شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (5/ 332)، وفي بيان تلبيس الجهمية (2/ 403).

[4] مجموع الفتاوى (12/ 249).

[5] مجموع الفتاوى: (15/ 71).

[6] الفتاوى الكبرى (1/ 381).

[7] يُنظر: زاد المسير (4/ 330)، والمحرر الوجيز (3/ 313)، وتفسير ابن كثير (2/ 516)، وتفسير السعدي (1/ 418) وغيرها.

سلسلة مبادئ فهم القرآن – الحلقة (9) – تتمة المرحلة الرابعة مع المرحلة الخامسة: كيف نستفيد من كتب التفسير؟

فإن قال قائل: فما المنهج الذي تعلّم وعلّم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه القرآن؟

فالجواب: هو البدء بالمفصّل أولاً، وهو الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق حين قالت:

"إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار".

وحين قالت: "وإنه أنزلت: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرّ} [القمر:46] بمكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني جارية ألعب، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده". وهذا هو منهج الصحابة رضي الله عنهم.

ففي مصنف عبد الرزاق: أن عمر كان لا يأمر بنيه بتعليم القرآن ويقول: إن كان أحد منكم متعلماً فليتعلم من المفصل فإنه أيسر. [3/ 381].

وفي صحيح البخاري: باب تعليم الصبيان القرآن؛ عن سعيد بن جبير قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم، قال: وقال ابن عباس رضي الله عنهما: جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: وما المحكم؟ قال: المفصل.

وقال رضي الله عنهما: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم. [4/ 1922].

فابن عباس رضي الله عنهما حين بدأ في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بالمفصل المحكم.

فالبدء بالمفصل له ميزات عدّة منها ما يلي:

أولاً: أنه هو الذي يغرس الإيمان في القلب كأمثال الجبال.

وهذا هو الذي أشارت إليه عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق حين قالت: "لقد نزلت أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل الحلال والحرام".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير