تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذه الأية الكريمة تقطع بعصمة الأنبياء إذ يخبرنا جل شأنه بموجبها أنه صرف عن نبيه يوسف الإثم و الرذيلة، و سبب ذلك أنه نبى لأن الأنبياء هم صفوة عباد الله المخلصين الأخيار

(3) من أدلة العصمة أيضاً إنكار النبى على الرجل السفيه الذى شكك فى عدله و اتهمه فى تقواه عليه الصلاة و السلام حين قسم بين الناس ذهبية فى تربتها أرسلها إليه على ابن أبى طالب رضى الله عنه من اليمن، فقال الرجل: يا محمد اتق الله، فاجاب عليه السلام مستنكراً: {فمن يطع الله إذا عصيته؟ أيأمنني على اهل الأرض، ولا تأمنوني؟}

فكان السؤال النبوى ههنا إستنكارى يفيد محال وقوع المعصية من أنبياء الله الذين ائتمنهم على أعظم نبأ نبأ السماء و المصير!

(4) أخيراً و من شواهد عصمة الأنبياء النقلية الحديث الذى رواه الإمام على ابن أبى طالب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: {ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء إلا ليلتين كلتاهما عصمني الله عز وجل فيهما قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاء غنم أهلها فقلت لصاحبي أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة أسمر فيها كما يسمر الفتيان فقال بلى قال فدخلت حتى جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا بالغرابيل والمزامير فقلت ما هذا قالوا تزوج فلان فلانة فجلست أنظر وضرب الله على أذني فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال ما فعلت فقلت ما فعلت شيئا ثم أخبرته بالذي رأيت ثم قلت له ليلة أخرى أبصر لي غنمي حتى أسمر ففعل فدخلت فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة فسألت فقيل نكح فلان فلانة فجلست أنظر وضرب الله أذني فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال ما فعلت فقلت لا شيء ثم أخبرته الخبر فوالله ما هممت ولا عدت بعدهما لشيء من ذلك حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته}

رواه ابن كثير فى البداية و النهاية 2/ 287، و حسنه الألبانى فى المطالب العلية لابن حجر العسقلانى 4/ 361

ففى هذا الحديث نجد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يصرح بعصمة الله تعالى له حتى من مجرد سماع غناء الغانيات فى الأفراح بيد أن ذلك كان قبل أن يتشرف بهدى النبوة و حين كان فتى حديث السن و ذلك من تمام عصمة الله لأنبياءه و حمايتهم من كل سوء قبل و بعد بعثتهم

و نظير ذلك ايضاً الحديث الذى رواه الإمام أحمد قال: {حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان حجارة فقال عباس اجعل إزارك على رقبتك من الحجارة ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال إزاري إزاري فشد عليه إزار}

مسند جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه باقي مسند المكثرين مسند أحمد

و كذا رواه الشيخان، فهذا الحديث أيضاً يشهد لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن ربه تعالى عصمه من عادات الجاهلية السيئة قبل بعثته حتى و إن لم تكن عقائدية، و لله الحمد و المنة

****************

عصمة الأنبياء فى التحمل و التبليغ:

يقول الدكتور عمر الأشقر: اتفقت الأمة على أن الرسل معصومون فى تحمل الرسالة فلا ينسون شيئاً مما أوحاه الله إليهم إلا ما شاء الله نسخه , و قد تكفل الله لرسوله (صلى الله عليه و أله و سلم) بأن يقرئه فلا ينسى إلا شىء أراد الله أن ينسيه إياه سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله .. و تكفل له بأن يجمعه فى صدره: إن علينا جمعه و قرأنه و هم معصومون فى التبليغ فالرسل لا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله إليهم يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يوحى وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ *لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ *ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِين

************

عصمة الأنبياء من الذنوب

عقيدة الأمة الاسلامية - أهل السنة و الجماعة- على أن الأنبياء معصومون من ارتكاب الكبائر كما أنهم معصومون من الاصرار على الصغائر

.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير