تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 07:57 م]ـ

بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:

فإن موسى عليه السلام لا تثريب عليه في قتل القبطى لسببين:

الأول: أنه تدخل عليه السلام لنصرة مؤمن مستضعف إستغاثه من يد كافر متجبر.

الثانى: أن موسى لم يقصد قتله و إنما قصد ردعه فمات فلا تعمد ههنا و بالتالى لا تناقض مع عصمته الشريفة، و لعل الإشكال نشأ فى عقول القوم بسبب الرواية التوراتية التى تظهر موسى فى صورة القاتل المتعمد المتربص الذى استطلع الأجواء ثم أقدم على جريمته ((وَحَدَثَ فِي تِلْكَ \لأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ فَرَأَى رَجُلاً مِصْرِيّاً يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيّاً مِنْ إِخْوَتِهِ 12فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ فَقَتَلَ \لْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي \لرَّمْلِ)) خروج 2: 11

أما الرواية القرأنية فلم تقل أن موسى قتله كى لا يشكل المعنى بل قال تعالى."َفوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ "

قال القرطبى و ابن كثير عن قَتَادَة قال: " وكزه بِعَصَاهُ" وَقَالَ مُجَاهِد: "بِكَفِّهِ ; أَيْ دَفَعَهُ وَالْوَكْز وَاللَّكْز وَاللَّهْز وَاللَّهْد بِمَعْنًى وَاحِد , وَهُوَ الضَّرْب بِجُمْعِ الْكَفّ مَجْمُوعًا كَعَقْدِ ثَلَاثَة وَسَبْعِينَ")

فما فعله موسى هو أن وكز القبطى و كان شديد القوة عليه السلام فلم يحتمل القبطى فمات، و هذه أول مرة فى التاريخ يتم فيها الإشارة إلى هذا التفريق بين القتل العمد و القتل الخطأ و ما يعرف بالضرب المفضى إلى الموت، فالقرأن العظيم هو أول من فرق بين هذه الحالات الثلاث و لم يسبقه أى نظام قانونى فى العالم فى بيان هذا التشريع العادل الراقى و لله الحمد و المنة

و اما قوله عليه السلام "فعلتها إذاً وانا من الضالين"، فهذا من قبيل التواضع لله و ذم الذات و تعظيم حرمات الله من جهة، و من جهة أخرى هو حكاية عن حال قبل النبوة إذ كان ضالاً عن الوحى المعظم و علمه المكرم لا أنه كان طاغياً محيداً عن الحق.

قال إبن حزم: [و هذا قول صحيح وهو حاله قبل النبوة فإنه كان ضالاً عما اهتدى له بعد النبوة وضلال الغيب عن العلم كما تقول أضللت بعيري لا ضلال القصد إلى الإثم وهكذا قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم " ووجدك ضالاً فهدى " أي ضالاً عن المعرفة وبالله تعالى التوفيق]

ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[17 - 04 - 07, 07:57 ص]ـ

يمكن أن يقال:

إن الأنبياء لا يقعوا في كبائر الذنوب

وخاصة الدنيئة منها

وإن وقعوا في بعض كبائر الذنوب استدرك الله عليهم فتابوا

فبقي الدين كاملا واضحا.

وبهذا قطعنا على أهل النفاق والكفر طريقهم للطعن في الدين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير