تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والسؤال الذي نوجهه للشيخ ألا يرى أن هنالك خطوبات حلت بالبلاد وفى مقدمتها الحرب الدائرة بين الجنوب والشمال؛ فماذا ينتظر فليقل هو يا ولى الله إسماعيل حتى يزول هذا الخطب وهل ولى الله إسماعيل قادر على إزالة الكرب؟ ثم هل يجوز دعاءه من دون الله؟ ان الأدلة من الكتاب والسنة على ابطال ذلك الضلال واضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار وذلك أن الله امرنا فى كتابه أن لا ندعو غيره وان لا نلتجئ لسواه وأقرأ إن شئت قول الله تعالى: (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) سورة الأحقاف (5 - 6) وقوله تعالى: (إ ن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فأدعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين) سورة الأعراف.

وقوله تعالى: (له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشي إلا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال) سورة الرعد. وقوله تعالى: (وقال ربكم ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) سورة غافر (60). وقوله تعالى: (إذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) سورة البقرة (186).

وقد جاء فى الحديث عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إحفظ الله يحفظك , إحفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشي لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذى.

وليعلم الشيخ أن الأولياء لا يستطيعون كشف الضر عن أنفسهم ناهيك عن غيرهم وليقرأ الشيخ البرعى قوله تعال: (قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا أو ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظالمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار) سورة الرعد (16) وقوله تعالى: (قل ادعو الذين زعمتم من دونه لا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا) سورة الإسراء (56) وهذا يكفى فى بطلان ما قاله الشيخ فى بيت شعره المتقدم آنفا.

المخالفة الثالثة

يزعم الشيخ البرعى أن الأولياء يعلمون الغيب باطنا وظاهرا وذلك فى قصيدة "قوماك نزور"بديوانه " رياض الجنة " ص 296 – 297 حيث يقول:

قوماك نزور

الأولياء الأقطاب ليهم نشاور

منهم خفي الحال منهم مجاهر

منهم عليم بالغيب باطن وظاهر

سبحانك اللهم هذا افتراء عظيم والأدلة من الكتاب والسنة تبطل هذا وتجعله فى دائرة الشرك الأكبر والعياذ بالله لأنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده وذلك لقوله تعالى: (قل لا يعلم من فى السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيّان يبعثون) سورة النمل (65). وقوله تعالى: (وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم مافى البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتاب مبين) سورة الأنعام (59). وقوله تعالى فى مخاطبته لنبيه صلى الله عليه وسلم فى بيانه انه لا يعلم الغيب إلا الله وذلك فى قوله تعالى: (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن اتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوى الأعمى والبصير أفلا تتفكرون) سورة الأنعام (50). واخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من ادعى علم الغيب فهو كاهن أو عراف وأن من صدقه فقد كفر وذلك فى حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد " رواه أبو داود.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير