هذا وقد تحدى الله أهل الشرك وأصحاب العقائد الفاسدة ممن جعلوا أندادا لله أن يخلقوا ذبابا وذلك فى قوله تعالى: (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب، ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوى عزيز) الحج 74 وقد جاء فى حديث قدسي عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال يقول الله تعالى: (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة وليخلقوا شعيره) رواه البخاري.
وهذا مختصر من بعض مؤلفات الشيخ البرعى وقد تيبن بطلانها بنص الكتاب والسنة ونسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه وان يهدينا سواء السبيل انه ولى ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.
المخالفة السادسة
يزعم الشيخ البرعى فى أدب التلميذ مع شيخه أن يدفع له وان لا يعصى المقدم وان لا يخالف أمره قط وأن يستغنى به فقط وان يعترف بسيادة شيخه له وان يستسلم لاوامرشيخه تسليما كاملا وان لا يقول أبدا لم وذلك فى كتابه رياض الجنة ونور الدجنة ص 310
فى قصيدة أهل الطريق حيث يقول:
له مالك قدمو لا تعصى مقدمو
لا تخالف أمره قط وستغنى به قط
بسيادتو اعترف بادر لدعاه رف
لأوأمره استسلم لا تقول أبدا لم
والناظر لهذا الكلام يجد فيه من الغلو والتطرف ما كان سببا فى هلاك أمم مضت وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فى قوله: (إياكم والغلو فانه أهلك من كان قبلكم) رواه البخاري.
السؤال هنا للبرعى من الذي أذن للشيخ البرعى أن يأخذ أموال تلميذه؟! النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطى عطاء من لا يخشى الفقر مع كونه سيد المعلمين وقد ورد فى حديث عمرو بن عوف ان الأنصار تعرضوا له بعد أن صلى الفجر فقال أظنكم سمعتم أن أبو عبيدة أتى بمال من البحرين أبشروا وأملوا فما يكن عندي من شي فلن أدخره عنكم) رواه الترمذى.
وقول الشيخ البرعى هنا دعوة صريحة لأكل أموال الناس بالباطل حيث يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل) سورة التوبة.
ويقول الله تعالى: (قل ماأسالكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) سورة ص.
وأما عن قول الشيخ ((لا تعصى مقدمو)) فهذه درجة وهميه عند أهل التصوف أوهموا بها كثيرا من ضعفاء العقول من أمة الإسلام وهى نوع من أنواع التعاون على الإثم والعدوان وقد قال تعالى: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) سورة آل عمران.
أما عن قول الشيخ البرعى (المخالف عدو قط من عين الرب سقط) فان هذا من أنواع الافتراء على الله فكيف يكون من أختلف مع الشيخ البرعى قد سقط من عين الرب جلا وعلا فان هذا يعنى العصمة للشيخ ولا عصمة لاحد وهذه الدرجة لا تكون الا للنبى صلى الله عليه سلم وحده فإن من خالفه سقط من عين الرب جلا وعلا وذلك لصريح الآيات منها قوله تعالى: (ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيه أبدا) سورة الجن وقوله تعالى: (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) سورة الاحزاب. وقوله تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم) سورة النور.
وقد كان الصحابة ر رضوان الله عليهم يأخذ بعضهم من بعض العلم ويختلفون فى مسائل كثيرة يتسع فيها الاجتهاد ولم يسقط أحدهم من عين الرب كما يزعم الشيخ البرعى. وقد جاء الأثر عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب كانا يختلفان حتى نقول بأنهما لن يجتمعا فيقومان وكأنه ليس بينهم شي. انظر تاريخ الخلفاء. وهذا أبو سعيد الخدرى يختلف مع معاوية وهما صحابيان جليلان , فقد أورد الترمذى عن أبي سعيد الخدرى قال كنا إذا كان فينا رسول الله صلى عليه وسلم تخرج زكاة الفطر من القط حتى قدم معاوية حاجا أو معتمرا فكلم الناس على المنبر فقال: أيها الناس أنى أرى أن مّدين من سمراء الشام تعدل صاع من تمر، قال أبو سعيد فاخذ الناس بذلك أما فلا أزال أخرجه صاعا ما عشت ,
¥