وهذا أحد تلاميذ الإمام مالك عليه رحمة الله يختلف معه فيأخذ الإمام بقول تلميذه لانه على صواب بعد أن أخطأ الإمام مالك عندما سئل عن تخليل الأصابع فى الوضوء فقال: ليس من السنة. فقال له أحد تلاميذه فى المجلس بل انه من السنة وذكر له حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا توضأت فخلل بعض أصابع يدك ورجليك فقال الإمام مالك: وأنا الان أقول بذلك، انظر الى أعلام الموقعين لابن القيم فهل باتري آيها الشيخ البرعى وشيوخ المتصوفة افضل من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم ومن الأئمة كالإمام مالك مثلا؟ أرجو أن يراجع الشيخ البرعي نفسه فى ذلك. اما عن قول البرعى (لآوامره استسلم لا تقول أبدا لم) فهذا هو الذي أضاع الدين وفرق شمل الأمة وجعلها شيعا واحزأبا فكيف يستسلم المسلم ويكون مطيعا لشخص دون النبي صلى الله علية وسلم طاعة مطلقه وقد قيد الحكم الشرعي الطاعه بالمعروف وذلك فى حديث آبى هريرة آن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الطاعة فى المعروف) رواه احمد وفى رواية أخرى (لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق) وفى روايه أخرى (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا على سريه وامرهم بطاعته فلما ذهبوا أمرهم بأن يجمعوا حطباً ثم أشعل فيه نارا فقال ألم يأمركم النبي صلى الله عليه وسلم بطاعتي؟ أنى آمركم أن تدخلوا هذه النار فاجتمع أمرهم على عدم دخولها واخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال اما انهم لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا إنما الطاعة فى المعروف) رواه البخاري.
وبهذا يتضح بطلان ما قاله الشيخ البرعي فى أبيات شعره المتقدمة أنفا.
المخالفة السابعة
يستخف البرعى بالتلميذ مع شيخه ويصفه بكلمات جارحة لا تمثل شياً من الحكمة فى الأشعار ولا ترتقى الى درجه البلاغة فى الشعر وذلك فى ديوانه رياض الجنة ونور الدجنه ص312 فى أهل الوصال فى آداب التلميذ مع الشيخ حيث يقول:
أستاذك يا فقير كون عندو حقير ذليل
وهذه الكلمات تمثل قمه الاستخفاف بالمسلم لأخيه المسلم كما ذكرت آنفا فكيف يكون حقيراً وذليلاً والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (:المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يظلمه بحسب المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه البخاري.
فقد اخرج الترمذى عن أبى سعيد صلى الله عليه وسلم قال (لا يحقرن أحدكم نفسه) فهل اعتبر البرعى بهذه الاحاديث؟ ثم ان الناظر فى القران الكريم يجد أن الله تعالى يتلطف فى خطابه مع عباده حيث يقول سبحانه وتعالى ((فاذكرونى اذكركم واشكروا لى ولا تكفرون)) سوره البقره.
ويقول تعالى ((وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه انه لا اله إلا أنا فاعبدون)).سوره الأنبياء
فلم يقل الله سبحانه تعالى كونوا لي حقيرين ذليلين وبهذا يتضح بطلان ما قاله الشيخ البرعى فى بيت شعره الذي تقدم آنفاً.
المخالفة الثامنة
الشيخ البرعى يبيح مصافحه المتصوفة للمرأة ألاجنبية آلتي حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزعم إن ذات المحرم والأجنبية سواءً عند أهل التصوف وذلك فى كتاب رياض الجنة ونور الد جنه فى قصيده آهل الطريقة ص (138) حيث يقول:
وإذا بداُ لك منكر ألفيته فى قولهم أو فعلهم لمحرم
اول بفقه ما تشابه منهم تأويل خير مؤول ومترم
يجدون لمس الاجنبيه عندهم ان صافحت يدهم كذات المحرم
وهنا يريد الشيخ البرعى ان يقرر ان مشايخ المتصوفة إذا فعلوا منكرات ان لا ينكر عليهم وان كانت منكرات دلت النصوص على إنكارها وان المنكرات فى طريقهم مباحه وضرب مثلا ً فى بيت شعره الثالث أن الشيخ إذا صافح المرأة الأجنبية فان هذا لا يحرم عندهم وهو كمن صافح امراُة ذات محرم تجوز مصافحتها وهذا يعنى انه يجوز لهم الخروج عن دائرة الشرع وهذا الكفر بعينه فاُنه قد انعقد الإجماع على أن مستحل الحرام كافر ولا يكفر إذا فعله وهو يعتقد تحريمه وقد أشارت الادله الى ذلك حيث يقول تعالى ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)) سورة النساء
وقوله تعالى أيضا: ((وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصى الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)) سورة الاحزاب.
¥