تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لو خرج النبي حياً على هؤلاء لأنكر مرآهم وكره جوارهم

ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - 03 - 07, 10:16 م]ـ

كنت كلما دخلت المسجد النبوي أرى مجموعة ممن يدعون حب النبي صلى الله عليه وسلم وقد رابطوا خلف الحجرة التي دفن فيها نبينا صلى الله عليه وسلم وهم والله لم يفهموا الرسالة التي من اجلها بعثه الله.

كنت أقول كيف ينتشر هذا الدين إن لم يكن هناك دعاة لهذا الدين ومجاهدين في سبيله ....

والعجيب انك لاترى من أولئك القوم إنكار لمنكر ولا تسمع تغيضا منهم لما يحدث للمسلمين في بقاع الأرض، ومع ذلك يدعون أنهم هم من يحبون النبي!! وهم من ابعد الناس عن هديه صلى الله عليه وسلم.

وانظر لما قاله الغزالي في كتابه فقه السيرة:

في مسجد النبي صلي الله عليه وسلم بالمدينة رأيت حشدا من الناس يتلمس جوار الروضة الشريفة ويود أن يقضي العمر بجانبها.

ولو خرج النبي حياً على هؤلاء لأنكر مرآهم وكره جوارهم.

إن رثاثة هيئتهم، وقلة فقههم وفراغ أيديهم، وضياع أوقاتهم، وطول غفلتهم تجعل علاقتهم بنبي الإسلام أوهى من خيط العنكبوت.

قلت لهم: ماتفيدون من جوار النبي؟ وما يفيد هو نفسه منكم؟

إن الذين يفقهون رسالته ويحيونها من وراء الرمال والبحار أعرف بحقيقة محمد صلي الله عليه وسلم منكم.

إن القرابة الروحية والعقلية هي الرباط الوحيد بين محمد عليه الصلاة والسلام ومن يمتون إليه.

فأنَّى للأرواح المريضة والعقول الكليلة أن تتصل بمن جاء ليودع في الأرواح والعقول عافية الدين والدنيا؟

أهذا الجوار آية حب ووسيلة مغفرة؟.

إنك لن تحب الله إلا إذا عرفت أولا الله الذي تحب من أجله!!

فالترتيب الطبيعي أن تعرف قبل كل شئ من ربك؟ ومادينك؟ فإذا عرفت ذلك- بعقل نظيف - وزنت - بقلب شاكر- جميل من بلَّغك عن الله وتحمل العنت من أجلك وذلك معنى الأثر (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني بحب الله) .. (1)

ومعنى الآية: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آل عمران31

ثم إن نبي الإسلام لم ينصب نفسه " بابا " يهب المغفرة للبشر ويمنح البركات، إنه لم يفعل ذلك يوماً ما، لأنه لم يشتغل بالدجل قط.!!

إنه يقول لك تعالى معي، أو اذهب مع غيرك من الناس لنقف جميعاً في ساحة رب العالمين نناجيه " اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليه ولا الضالين ".

فإذا رضي عنك هذا النبي – دعا الله لك .. وإذا رضيت أنت عنه ووقر في نفسك جلال عمله وكبير فضله فادع الله كذلك له فإنك تشارك بذلك الملائكة الذين يعرفون قدره ويستزيدون أجره "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما".

وليس عمل محمد عليه الصلاة والسلام أن يجرك بحبل إلى الجنة،وإنما عمله أن يقذف في ضميرك البصر الذي ترى به الحق. ووسيلته إلى ذلك كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ميسر للذكر، محفوظ من الزيغ. وذالك سر الخلود في رسالته.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير