[نقض عبارة (منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم)!!!]
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 10:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:.
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله عليه وعلى آله الطبين الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وافترقت النصارى على إثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وفي رواية قالوا: يا رسول الله من الفرقة الناجية؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وفي رواية قال: هي الجماعة , يد الله على الجماعة ".
فالفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة. ولكي نكون من الناجين علينا معرفة هذه الفرقة وهؤلاء الجماعة. فالفرقة هم: أهل السنة والجاعة.
* فالسنة: هي الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل ظهور البدع والمقلات.
* والجماعة: فالمراد بهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين الذين اجتمعوا على الحق الصريح من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشتهروا ببدعة ولم يتهموا في الدين.
وهم الفرقة الناجية التي قال عنها صلى الله عليه وسلم " ما تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ". فقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية ب: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.فأي شيء كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وبما أن الصحابة ومن تبعهم بإحسان هم سلف هذه الأمة فيجب علينا معرفة أصولهم ومبائهم.
* السلف والسلفيون *
يطلق لفظ السلف على: الجماعة المتقدمين ومنه قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ}.
اصطلاحا: اسم لكل منَ يُقلد مذهبه في الدين ويتبع أثره كأبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل فإنهم سلف لنا والصحابة والتابعون سلف لهم.
وقد لجأ بعض العلماء إلى تحديد السلف زمنيا بأنهم: من عاشوا قبل القرن الخامس الهجري.
ويحدد الغزالي السلف: بالصحابة والتابعين. وبعضهم يزيد على تعريف الغزالي بأهل القرون الأولى.لقوله صلى الله عليه وسلم " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم (قال عمران رواي الحديث: فلا أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة) ".
السلف من الناحية العقدية: فالمراد بهم الصحابة والتابعون والعلماء بأصول السنة وطرائقها, وهم حراس العقيدة وحماة الشريعة الواعون لأصولها العاملون بها قولا وعملا واعتقادا وباطنا. وليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا فالسلفيون هم: من قالوا نؤمن بما آمن به المسلمون الأوائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما آمن به أئمة الدين المشهود لهم بالخير والبر والتقوى والفهم السليم لدين الله عز وجل , فهم الذين سلكوا طريقهم واقتفوا اثرهم.
ومفرده " سلفي " وهو: من سلك طريقهم بإرجاع الأحكام الشرعية إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
* الخلف *
الخلف: هم الذين خلفوا المسلمين الأوائل واختلفوا معهم في المنهج والتطبيق وتأثروا بمناهج الفلاسفة والمتكلمين فقدموا العقل على النقل وصرفوا النصوص عن ظاهرها وعدلوا عن الوقوف عند ظاهر النص وتعللوا في عدولهم عن طريق السلف بأن طريق السلف سليم ولكنه غير عليم, فجعلوهم بمنزلة الأميين وسموهم خطأ مفوضين. مع أن حقيقة السلف أنهم فقهاء في المعاني يفقهونها ويعلمونها أكثر مما يعلمها غيرهم. ومع ذلك يقولون:" منهج السلف أسلم وطريقة الخلف أحكم وأعلم".
وهذا التعبير ليس صواب , إذ لا يُعقل أن يكون الخلف أعلم من السلف وأحكم منهم على اعتبار أن السلف هم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان فهل يتصور أن أحدا أعلم من الصحابة وأحكم في أمور الدين ولو أنفق الواحد ممن خلفهم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. بل لو وزن إيمان أحدهم - كأبي بكر- بإيمان الأمة كلها لرجحت كفته.
يكفي أنهم نهلوا من موارد الوحي الأمين وعاشوا خير القرون ويكفي أن النجاة لمن اقتفى أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم واثرهم.
فالرسول صلى الله عليه وسلم أوتي الوحيين الكتاب والسنة , والصحابة رضي الله عنهم ما زادوا على ذلك وما نقصو ,فكانت عقيدتهم أن هذا الدين لا يؤخذ بالرأي لأنه أكبر وأجل وأنه وحي.فهل ثبت عن الصحابة استعمال الراي في الوحي والغيبيات؟ أم أن الكتاب والسنة فوق مستوى العقل فهما وحي؟ والوحي غيب وليست الغيبيات من مجالات العقل حتى يلج فيها ويتحكم عليها فيعطلها أو يؤولها أو يزيد عليها أو ينقص منها.
فإذا ثبت أن الصحابة لم يغيروا ولم يعطلوا ولم يؤولوا شيئا من الكتاب ولا من السنة.
وإن ثبت أن ذلك سبيل النجاة ووسام الفرقة الناجية فعلى الفرق الأخرى أن تراجع نفسها مادام هناك ميزان ومعيار تعرض عليه المعتقدات ليبين صحيحها من فاسدها. فكل ما خالف هذا المعيار فهو مردود على اصحابه وغير مقبول منهم لقوله عليه الصلاة والسلام " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".
¥