[هل يصح القول بأن الأشاعرة يثبتون الرؤية لله يوم القيامة هكذا باطلاق؟]
ـ[السدوسي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 07:29 م]ـ
هل يصح القول بأن الأشاعرة يثبتون الرؤية لله يوم القيامة هكذا باطلاق؟ أو أن إثباتهم مخالف لأهل السنة والجماعة بل إنه يؤول إلى رؤية كلارؤية.
آمل من الإخوة التعليق ولي عودة.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 03 - 07, 08:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأشاعرة يثبتون الرؤية ولهم في تفسيرها قولان:
الأول أنها رؤية حقيقية لكنها لا في جهة أي انهم يرون الله تبارك وتعالى لا في الأمام ولا الخلف ولا اليمين ولا اليسار ولا فوق ولا تحت وهو قالوا ذلك بزعمهم فرارا من التجسيم، وهم يرون أيضا أنها رؤية مجردة عن النعيم واللذة أي أن المؤمنين لا يتنعمون برؤيتهم لربهم ولا يتلذذون بذلك وقولهم هذا يخالف إجماع السلف والنصوص المتواترة كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (16/ 82) ومابعدها
الثاني: إثبات الرؤية مع تأويلها بزيادة الإنكشاف أي فسروا الرؤية بالعلم لا رؤية البصر وهو اختيار بعض الأشاعرة كالفخر الرازي.
وهم إنما قالوا بذلك فرارا من إثبات صفة العلو لله تبارك وتعالى لأنه يلزم من إثباتهم للرؤية أن يثبتوا العلو ومن نفي العلو نفي الرؤية. فإما أن يثبتوا الأمرين معاً أو ينفوهما معاً.
وهذه سمة واضحة في منهج الأشاعرة وهو الاضطراب والتناقض فهم أكثر اضطرابا وتنقاضا من المعتزلة ومن رأى أقوالهم في مسائل العقيدة في أسماء الله وصفاته والقدر و الإيمان وغيرها يرى مدى تناقضهم واضطرابهم وجهلهم وضلالهم، وليس هذا غريبا فهم أعرضوا عن سبب الهداية ومصدر التوفيق كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعاقبهم الله تبارك وتعالى حينما أعرضوا عن كتابه بالضلال والحيرة والتقلب في الآراء والمعتقدات الفاسدة فلا يصيبون الحق فهم أعجبوا بعقولهم واغتروا بها واعتقدوا انها كافية في إصابة الحق ولو كانت عقولهم سليمة لدلتهم على كتاب الله فالله سبحانه هو خلقهم وهو أعلم بهم من أنفسهم وأعلم بنفسه وصفاته وأعلم بشرعه فكيف يطلب العاقل الهداية في غير كلامه وهو سبحانه ما انزل كتابه ولا أرسل رسله إلا لهداية الخلق وليعبدوه ويعتقدوا فيه ما أراده سبحانه وهم قلبوا الأمر فظنوا أنهم أعلم بأنفسهم وأعلم بالله منه
قال تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد}
وقال تعالى: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}
وقال تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}
وقال تعالى: {قل إن هدى الله هو الهدى}
وقال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} وقال تعالى: {واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين}
وقال تعالى: {قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}
وبقدر الإعراض عن كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحصل الضلال فالمشركون لما أعرضوا عنهما كليا صاروا أشد ضلالا فهم في ظلمات بعضها فوق بعض، وأهل الأهواء بقدر إعراضهم يصيبهم الضلال.
وليس هذا خاصا في مسائل العقيدة بل حتى مسائل الأحكام فكل من أعرض عن كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وتعصب لأقوال الرجال وعارض بها كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فإنه يصيبه من البعد عن الحق بحسبه.
وينظر:
الإرشاد للجويني (ص 180 - 181) منهاج السنة (2/ 250) (3/ 97) مجموع الفتاوى (10/ 695) (12/ 175) (16/ 82) درء تعارض العقل والنقل (1/ 250) نقض التأسيس (2/ 409)
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 09:08 م]ـ
للرفع
ـ[السدوسي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 11:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا أباحازم الكاتب ونفع بك ..
إذن أخي الفاضل يمكن أن يقال أن الأشاعرة لايثبتون رؤية شرعية، بل إن لازم قولهم نفي الرؤية ولو عرضت تلك الأقوال على لغة العرب لتبين فسادها لكن مشكلة هؤلاء أنهم - لعجمتهم - جهلوا لغة العرب وأعرضوا عن نصوص الوحيين فوقعوا فيما وقعوا فيه.
أخي الفاضل حامد ... أشكر لك مرورك الكريم
ـ[السدوسي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 11:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا أباحازم الكاتب ونفع بك ..
إذن أخي الفاضل يمكن أن يقال أن الأشاعرة لايثبتون رؤية شرعية، بل إن لازم قولهم نفي الرؤية ولو عرضت تلك الأقوال على لغة العرب لتبين فسادها لكن مشكلة هؤلاء أنهم - لعجمتهم - جهلوا لغة العرب وأعرضوا عن نصوص الوحيين فوقعوا فيما وقعوا فيه.
أخي الفاضل حامد ... أشكر لك مرورك الكريم
¥