تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الآن الذي يقع في المعصية مثلا يشرب الخمر أو يكذب أو يأكل الربا أو نحو ذلك وهو يفعل ذلك معتقدا أنه محرم أن الله حرمه ونهى عنه ولكنه يفعله عصيانا فهذا لا يكون كافرا، وإنما هذا من المعاصي ومن الذنوب ومن لم يفرق في هذا الباب يقع في اللبس.

* فإذن إذا كان لبس هذه الأشياء ((لبس الحلقة والخيط ونحوهما، لرفع البلاء أو دفعه) معتقدًا أنها سبب للشفاء فهذا يعده أهل العلم من الشرك الأصغر الاعتقادي لماذا؟ لأنه اعتقد سببًا ما ليس بسبب، وفعل أمرًا هو ذريعة ووسيلة مفضية بصاحبها إلى الشرك الأكبر، فهي إلى هذا الحد من أنواع الشرك الأصغر، أما إن لبس هذه الأشياء وهذا النوع الثاني: إن لبس هذه الأشياء معتقدا فيها أنها دافعة أو أنها رافعة، معتقدا فيها أنها في نفسها دافعة، أو أنها في نفسها رافعة، دافعة للبلاء قبل أن يقع، أو رافعة له بعد أن يقع فهذا من الشرك الأكبر الناقل من الملة.

* أنا أود أن كل واحد منا يقف هنا حتى يستفيد فائدة عظيمة جدا في إبطال الباطل وهدم الضلال، ?مَّا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ? أي: ما أنزل الله بها من حجة لأن السلطان هو الحجة، وسميت الحجة سلطانا لأنها عندما تسلط على العقول والقلوب ما يستطيع العقل أو القلب أن يمتنع لأن الحجة تسلطت عليه فأصبحت لا مجال له أن يقول شيئا أو يدفع، فالحجة واضحة ولها تسلط ولهذا سميت الحجة سلطان لأن لها تسلط ? مَّا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ? هنا من هذه الآية نأخذ فائدة ثمنية جدا للغاية؛ بل نأخذ منها قاعدة متينة لرد كل باطل، نأخذ منها قاعدة وأصلا عظيما لرد كل باطل، كل عقيدة لم ينزل بها سلطان فهي باطلة لماذا؟ الاعتقاد لمن؟ لرب العالمين هو الذي خلق وهو الذي يأمر خلقه أن يؤمنوا بما شاء، الأمر له -جل وعلا- فهو الذي خلق وهو الذي أوجد، وهو الذي يحكم ? إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ? فأي عقيدة لم ينزل بها سلطان من الله -سبحانه وتعالى- فهي باطلة ويطالب كل صاحب عقيدة أن يأتي عليها بسطان، أي: حجة منزلة من رب العالمين.

* وأذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية له في هذا الباب كلمة عظيمة جدا قالها عندما وقعت بينه وبين بعض المتكلمين مناظرة في العقيدة قال لهم: "ليس الاعتقاد لي ولا لمن هو أكبر مني الاعتقاد لله" يعني الاعتقاد حكم الله -جل وعلا- هو الذي يأمر بما يشاء ويحكم بما يشاء ليس لأحد أنه ينشئ اعتقادا يتكلفه من قبل نفسه والله تعالى يقول: ? قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ?10?? [الذاريات: 105].

*العقائد الفاسدة تنشأ عن أمرين:

إما فساد في العقل، في التصور، أو فساد في الإرادة، إرادة الإنسان فساد العقل يكون به اتباع الظن وفساد الإرادة يكون به اتباع ما تهوى الأنفس إرادته فاسدة فيتبع الذي تهواه نفسه

*هؤلاء من الصحابة وهم حديثي عهد بإسلام وخفي عليهم وهم مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويمشون معه لكنهم لكونهم حديثي عهد بإسلام وحديثي عهد بكفر خفي عليهم الأمر، إذا كان هؤلاء خفي عليهم ألا يخفى على غيرهم ممن بعدهم بالعلم وبالرسالة يخفى على غيرهم من باب أولى إذا كان هؤلاء خفي عليهم الأمر وقالوا: (اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط) يدل هذا على أن غيرهم أيضا يخفى عليه إذا كان ابتعد عن الوحي وعن الكتاب وعن السنة وهذا يفسر لكم أسباب الضلال العريض الذي يقع فيه الناس هو ماذا؟ هو البعد عن المصدر والمنبع الصافي كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-.

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:24 م]ـ

ماشاءالله أعانكم الله فوائد طيبة ..

ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:55 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:05 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:24 م]ـ

جزاكم الله خير

ـ[أم حنان]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:01 م]ـ

وجزاكم الله بمثله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير