المظلم ودفنوه في واحد منها ودفنوا هذه القبور وسوها، حتى لا يعرف أين مكانه.
*وأما بالنسبة لدرسي فأنا درسي هو درس أحد طلاب العلم، ومشاركة ليست بتلك الأهمية في مقابل جهود العلماء ولذلك عندي تحفظ على كلامه الذي يقول سماحة أخينا، لا، أنا طالب علم من طلاب العلم، يعني: مشاركتي في جهد محدود، وجهد ضعيف، أما الجهود التي يقوم بها علماؤنا وأئمتنا وأهل الفضل فهي هذه الجهود التي يشار إليها بالبنان، ونسأل الله أن يتقبل جهد المقل، وأن ينفع بما نقول ونسمع، وأن يجعل ذلك حجة لنا لا علينا.
*نحن طلبة علم منذ سنين، ولكن في الفترة الأخيرة أصابنا فتور رهيب، ولم نجد لطلب العلم لذة كما كنا نجده من قبل، وعندما درسنا كتاب التوحيد أحسسنا أننا فقدنا الشيء الكثير، وأيقظ كتاب التوحيد غفلة أصابتنا، فنريد نصيحة فضيلتكم لنا، وكيف نتغلب على هذا الفتور الذي أفقدنا الكثير؟
الفتور هذا بلاء، مرض يصاب به الإنسان، ويتخلى عن كثير من أمور الخير وأبواب النفع التي يحتاج إليها. والعلاج من خلال وسائل كثيرة من أهمها الإلحاح على الله -سبحانه وتعالى- بالدعاء، ولاسيما الدعاء المأثور الثابت عن نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (اللهم إني أعوذ بك من العجز ومن الكسل) تكثر من هذا الدعاء، وأيضًا تقرأ في فضل العلم، وفضل طلب العلم، وآداب طالب العلم، فإن هذه القراءة جدًا نافعة، وبعض طلاب العلم وطالبات العلم قد يقصرون في هذا الباب، فتجده يقرأ في العلم رأساً ولا يقرأ في فضائل العلم وآداب العلم؛ لأن الفضائل والآداب تشحذ الهمة، وتطرد الكسل، وتقوي عزيمة الإنسان، وأيضًا يعرف من خلالها الوسائل التي يكون بها الثبات.
أيضاً كما في قول الله -تبارك وتعالى-: ?سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ? [القصص: 35] لما يكون لها أخوات يتعاونَّ معها على الطلب وعلى القراءة، وإذا فترت واحدة شجعتها الأخرى وهكذا يمضين في هذا الطريق، فمثل هذه الأمور والمسائل يكون بها -إن شاء الله- طرد الفتور، وطرد الكسل، والمسلم يحتاج كما يقول ابن القيم: إلى أمرين ذكرهما في كلمة جميلة، قال: يحتاج إلى علم يهديه، وهمة عالية ترقيه.
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[26 - 04 - 09, 11:37 م]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة أم حنان وسددك، ونسأل الله أن يعينك على الاستمرار ويكتب أجرك.
ـ[أم حنان]ــــــــ[29 - 04 - 09, 10:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
*وقوله: (لعن الله زوارات) هو بمعنى: زائرات؛ لأن ليس المعنى بـ (زوارات) المبالغة، ليس المراد المبالغة، يعني ليس المراد بـ (لعن الله زوارات) أي المبالغات بالزيارة، لأنه يأتي هذه الصيغة ولا يراد بها المبالغة، تأتي هذه الصيغة ولا يراد بها المبالغة، مثل قول الله تعالى: ?وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ? [فصلت: 46] ليس المراد هنا المبالغة نفي المبالغة، وإنما المراد نفي الظلم أصلاً ?وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ? أي ليس بذي ظلم ومثله: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان) ليس المراد هنا المبالغة، وإنما المراد نفي اللعن، أي ليس بذي لعن وليس بذي طعن، فتأتي هذه الصيغة ولا يراد بها المبالغة، فقوله: (لعن الله زوارات القبور) هذا حديث فيه لعن للمرأة الزائرة للقبور وهذا يجعل المرأة تنتبه لهذا الأمر وهو أمر خطير ليس بالأمر الهين وإنما هو لعن، واللعن طرد وإبعاد من رحمة الله.
*وفي الحديث يقول -عليه الصلاة والسلام-: (إن لله ملائكة سياحين يبلغونني عن أمتي السلام) الآن بعض الناس في بعض المناطق يتحرى من سيسافر إلى المدينة ثم يقول له: بلغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- عني السلام، وهذا الأمر ليس فيه سنة تدل عليه، والحديث واضح، (إن لله ملائكة) يعني: أينما كنت لا تتحرى أحداً يذهب ثم يحملونه السلام وأحياناً من يحملونه السلام ماذا؟ ربما كل من رآه من أهل القرية وإذا كان سيحفظ أسماءهم اسماً اسماً فهذا عسير عليه وصعب، وإن كان يكتب أسماءهم بورقة فيها مائتان ثلاثمائة أربعمائة خمسمائة ألف حسب من حملوه السلام ويبدأ يسرد هذا قال ربما أيضاً الشنطة تضيع التي فيها الأسماء أم لا؟ يمكن أن تضيع الشنطة في الطريق وربما أيضاً يجد أمامه كشف ثلاثمائة أربعمائة خمسمائة اسم يقول أنا إيش الذي يحملني أن أقرأ هذه الأسماء كلها؟ فلاحظ لما يقع الناس في أشياء ما لها مستند ويضيعون
¥