تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال لك: خاطر بدينك هذه المخاطرة؟ فإذن هذا جانب –الحقيقة- ينبغي أن نحذره والمحافظة على رأس المال أهم من جلب الأرباح، أن تحافظ على رأس مالك أهم من جلب الأرباح، لكن إذا كنت إنسانا من الله عليك بالعلم والفهم والبصيرة واعتنيت بالأدلة وفهمها، وأيضًا وقفت على ردود أهل العلم ومناقشاتهم، وأصبح عندك ملكة في هذا الباب فيمكن أن تسمع وأيضًا بحدود، ابن تيمية -رحمه الله- نصح تلميذه ابن القيم نصيحة قال: «كن للشبهة اجعل قلبك للشبهة كالمرآة، ولا تجعله كالاسفنجاة» يعني: لا تجلس تمتص الشبهات وتستوعبها وتملأ قلبك، يمكن ما تخرج لكن اجعله كالمرآة بمعنى أنه إذا جاءت الشبهة يكون عندك علم حاضر ترد عليها مباشرة تفند هذه الباطلة، ولا تجعلها تتمكن من قلبك وتدخل إلى نفسك.

فإذن هذا الجانب وقع فيه زلل كبير من بعض الناس من الشباب ومن النساء ومن البنات تجده يفتح وبعضهم يقول: أنا أريد من باب الاطلاع وآخر يقول: لا أنا أريد أن أناقشهم، تناقشهم إيش؟ ما عندك علم أنت، ما عندك أدلة ولا عندك فهم تناقشهم بماذا؟ ثم تجده يجلس مرة مرتين ثلاثة بحجة أنه يريد أن يطلع ويرى ماذا عند هؤلاء، أو يريد أن يناقش هؤلاء ثم يأتي بشبهات تضر بدينه وتضر ثم أيضاً من الخطأ في بعضهم إذا أثرت عليه الشبهات يأتي وينشرها في الناس ويبدأ يقول: أنا أشكلت علي كذا، ولا يقولها للعالم حتى يكشفها عنه، وإنما يأتي في أناس مثله وفي مستواه العلمي يقول: أشكل علي كذا، وكيف أوفق بين كذا وبين كذا؟ ويبدأ يشوش على الآخرين مثلما هو متشوش في نفسه، وهذا كله من الإساءة للنفس والإساءة للآخرين والإضرار بالدين، فهذه حقيقة جانب خطير.

ألخص الكلام حتى لا نطيل وإن كان الموضوع مهما، أنت أحد شخصين إما أنك شخص ملم وعندك مادة علمية جيدة، وعندك اطلاع، وعندك فهم بالأدلة، وعندك معرفة وقرأت كلام أهل العلم، وقرأت ردودهم على أهل الأهواء، وأصبح عندك ملكة للمناقشة ففي هذه الحالة لك أن ترد وتناقش أيضاً بالضوابط التي ذكرها أهل العلم في الردود على أهل الأهواء.

وإما أنك شخص لا علم عندك ولا فقه، فيقولون: السلامة لا يعدلها شيء، ولا تخاطر بدينك، وإياك أن تفتح هذه الأماكن ولا تدخلها ولا تعرج عليها، لا تخاطر بدينك؛ لأنها ستضر بك غاية الضرر وإذا صادف في مناسبة ما بليت في مجلس معين فبين السنة ولا تناقش، بين السنة، مثلاً شخص أخذ يثير شبهات يقرر فيها عبادة القبور أو نحو ذلك، قل له: قال الله تعالى: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ?56?? [الذاريات: 56] واذكر الآيات التي فيها التوحيد والدعوة إليه وبطلان الشرك وقل هذه الأشياء أو الشبهات التي تثيرها لها أهل علم يحسنون الرد عليها، أما نحن فعلى بصيرة وعلى بينة من ديننا، وهذه آيات القرآن وهذه أحاديث الرسول -عليه الصلاة والسلام- بين السنة وكف، لا تأخذ في حظار لا تملك أن يكون لك نفس فيه لقلة علمك وقصور بضعتك.

إلى هنا انتهت الفوائد التي اخترتها من كتاب التوحيد، وقد توقف الشيخ في شرح الكتاب عند

(باب ما جاء أن بعض هذه الأمة تعبد الأوثان)، وقد أكمل الشيخ سليمان الغصن -حفظه الله- شرح كتاب التوحيد (في مادة التوحيد المستوى الثالث)، وسأقوم باختيار الفوائد وكتابتها هنا ان شاء الله.

ـ[أم حنان]ــــــــ[05 - 05 - 09, 10:20 م]ـ

سأضع -ان شاء الله -موضوعا جديدا لإكمال شرح كتاب التوحيد، لأن عنوان هذا الموضوع لن يكون مناسبا.

ـ[أم حنان]ــــــــ[27 - 05 - 09, 10:32 م]ـ

يوجد الموضوع في المرفقات.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير