فائدة نفيسة: حقيقة الظلم الذي يُنزَّه عنه الله سبحانه وتعالى
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - 03 - 07, 07:54 ص]ـ
عرّف بعضهم الظلم على أنه: التصرف في ملك الغير، وقالوا: إن الظلم مستحيل على الله تعالى، وجعلوا هذا تفسيراً لما جاء في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرَّمتُ الظلم على نفسي).
قال ابن رجب رحمه الله تعالى في "جامع العلوم والحكم" (274): (وقد فسر كثير من العلماء الظلم: بأنه وضع الأشياء في غير موضعها. وأما من فسره بالتصرف في ملك الغير بغير إذنه، وقد نقل نحوه عن إياس بن معاوية وغيره، فإنهم يقولون إن الظلم مستحيل عليه وغير متصور في حقه؛ لأن كل ما يفعله فهو تصرف في ملكه)
وسنَزِنُ هذين التفسيرين بميزان السلف الذي أظهره لنا العلامة ابن القيم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (إن طرق الناس اختلفت في حقيقة الظلم الذي يُنزَّه عنه الرب سبحانه وتعالى، فقالت الجبرية: هو المُحال الممتنع لذاته كالجمع بين الضدين وكون الشيء موجوداً معدوماً، قالوا: لأن الظلم إما التصرف في ملك الغير بغير إذنه وإما مخالفة الأمر، وكلاهما في حق الله تعالى محال، فإن الله مالك كل شيء وليس فوقه آمِر تجب طاعته) ...
إلى أن قال: (وقال أهل السنة والحديث ومن وافقهم: الظلم وضع الشيء في غير موضعه، وهو سبحانه حكم عدل لا يضع الشيء إلا في موضعه الذي يناسبه ويقتضيه العدل والحكمة والمصلحة ... وهذا قول أهل اللغة قاطبة، وتفسير الظلم بذينك التفسيرين اصطلاح حادث ووضع جديد ...
وهذا القول هو الصواب المعروف في لغة العرب والقرآن والسنة، وإنما تُحمل ألفاظهما على لغة القوم، لا على الاصطلاحات الحادثة، فإن هذا أصل كل فساد وتحريف وبدعة، وهذا شأن أهل البدع دائماً يصطلحون على معانٍ يضعون لها ألفاظاً من ألفاظ العرب، ثم يحملون ألفاظ القرآن والسنة على تلك الاصطلاحات الحادثة) مختصر الصواعق 198، 199
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[13 - 03 - 07, 06:37 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخنا.
وأضف على ذلك أنهم لم يكتفوا باصطلاحاتهم البدعية بل أخذوا اصطلاحات غيرهم من أهل الفلسقة اليونانين ورتبوا على ذلك عقائدهم.
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[15 - 03 - 07, 02:21 م]ـ
بارك الله فيكما.
ـ[علاء بن سيدين]ــــــــ[15 - 03 - 07, 07:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا ... وزادكم علما.
فهذه الاصطلاحات الحادثة قد تسشكل على طالب العلم المبتدئ ولا يستطيع تمييز صحيحها من سقيمها
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 03 - 07, 03:48 ص]ـ
وإياكم
حفظكم الله إخوتي في الله.
ـ[ابو عاصم السكندرى]ــــــــ[16 - 03 - 07, 04:32 م]ـ
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثواكم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 03 - 07, 04:52 م]ـ
وإياكم أخي الكريم
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:01 م]ـ
سئل شيخ الإسلام عن معنى حديث أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن الله ـ تبارك وتعالى ـ أنه قال: (ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم. يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم. ياعبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم. ياعبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم. ياعبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. ياعبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم مازاد ذلك في ملكي شيئًا. ياعبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكمإياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله -عز وجل- ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه).
فأجاب:
الحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما قوله تعالى: (ياعبادي، إني حرمت الظلم على نفسي) ففيه مسألتان كبيرتان، كل منهما ذات شعب وفروع:
¥