الثاني: قال القرطبي قِيلَ إِنَّهَا مَنْسُوخَة ; لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَكْرَهَ الْعَرَب عَلَى دِين الْإِسْلَام وَقَاتَلَهُمْ وَلَمْ يَرْضَ مِنْهُمْ إِلَّا بِالْإِسْلَامِ , قَالَهُ سُلَيْمَان بْن مُوسَى , قَالَ: نَسَخَتْهَا " يَا أَيّهَا النَّبِيّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ " [التَّوْبَة: 73]. وَرُوِيَ هَذَا عَنْ اِبْن مَسْعُود وَكَثِير مِنْ الْمُفَسِّرِينَ.
وقال بن كثير: وَقَدْ ذَهَبَ طَائِفَة كَثِيرَة مِنْ الْعُلَمَاء أَنَّ هَذِهِ مَحْمُولَة عَلَى أَهْل الْكِتَاب وَمَنْ دَخَلَ فِي دِينهمْ قَبْل النَّسْخ وَالتَّبْدِيل إِذَا بَذَلُوا الْجِزْيَة وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هِيَ مَنْسُوخَة بِآيَةِ الْقِتَال وَأَنَّهُ يَجِب أَنْ يُدْعَى جَمِيع الْأُمَم إِلَى الدُّخُول فِي الدِّين الْحَنِيف دِين الْإِسْلَام فَإِنْ أَبَى أَحَد مِنْهُمْ الدُّخُول وَلَمْ يَنْقَدْ لَهُ أَوْ يَبْذُل الْجِزْيَة قُوتِلَ حَتَّى يُقْتَل وَهَذَا مَعْنَى لَا إِكْرَاه قَالَ اللَّه تَعَالَى" سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْس شَدِيد تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ " وَقَالَ تَعَالَى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنْ الْكُفَّار وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّه مَعَ الْمُتَّقِينَ" وَفِي الصَّحِيح عَجِبَ رَبُّك مِنْ قَوْم يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّة فِي السَّلَاسِل يَعْنِي الْأُسَارَى الَّذِينَ يُقْدَم بِهِمْ بِلَاد الْإِسْلَام فِي الْوَثَائِق وَالْأَغْلَال وَالْقُيُود وَالْأَكْبَال ثُمَّ بَعْد ذَلِكَ يُسْلِمُونَ وَتَصْلُح أَعْمَالهمْ وَسَرَائِرهمْ فَيَكُونُوا مِنْ أَهْل الْجَنَّة فَأَمَّا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَس أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ أَسْلِمْ قَالَ إِنِّي أَجِدُنِي كَارِهًا قَالَ وَإِنْ كُنْت كَارِهًا فَإِنَّهُ ثُلَاثِيّ صَحِيح وَلَكِنْ لَيْسَ مِنْ هَذَا الْقَبِيل فَإِنَّهُ لَمْ يُكْرِههُ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْإِسْلَام بَلْ دَعَاهُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ نَفْسه لَيْسَتْ قَابِلَة لَهُ بَلْ هِيَ كَارِهَة فَقَالَ لَهُ أَسْلِمْ وَإِنْ كُنْت كَارِهًا فَإِنَّ اللَّه سَيَرْزُقُك حُسْن النِّيَّة وَالْإِخْلَاص.
و أما عن جواب السؤال الثاني فهو كما قال الأخ الفاضل أبو بكر. والله أعلم!
أفاض شيخ الاسلام في رد هذا القول و بيان غلط قائله في أول المجلد الأول من الجواب الصحيح
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[28 - 03 - 07, 05:56 ص]ـ
واسمحو لي أن أدلو بدلوي أيضا مع جميل مارد به الإخوة فإنني أزيد عن علماء التصريف قولهم
وفاعل تفيد المشاركة بين اثنين فأكثر مثال المشاركة بين اثنين قاتل زيد عمرا ومثالها مع أكثر من اثنين كقولنا تقاتل الناس وقد لا تأتي صغة فاعل للمشاركة كقوله سبحانه قاتلهم الله
وقد ألمح الأخ أشرف الغمري إلى ذلك وأحببت أن أفصل
قال شيخنا طاهر البرزنجي حفظه الله وعفا عنه: ونستطيع أن نعرب قاتل زيد عمرا بأن زيدأ فاعل صريح ومفعولا ضمنا وأن عمرا مفعولا صريح وفاعلا ضمنا ولم أقرأ هذا الكلام في الكتب إنما نقلته عن شيخي لأن الأمانة العلمية تقتضي ذلك قلت والمشاركة لا تفهم أن بندأهم بالقتال بل نطلب منهم الجزية مثلا فإن أبو الرضوخ والانقياد لدولة الإسلام وعاندوها وهددوا قيامها بامتناعهم عن ذلك وإشاعتهم للفوضى والتمرد قاتلناهم فإن انتصرنا عليهم تحققت غاية (حتى) في قوله صلى الله عليه وسلم حتى يشهدوا أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يقيم للإسلام عزه وأن يكون هذا التنظير واقعا لا مجرد تنظير.
ـ[أبو بكر الزرعي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 10:57 م]ـ
قول الأخ الفاضل أشرف الغمري:فمن أراد قتل السلام قتلناه ..
فيه نوع إشكال .. من حيث كونه كلاما مجملا غير جلي
فالقتال مشروع .. ليس لأنهم أرادوا قتل السلام ..
ولكن حين كانوا سببا في الحيلولة دون التمكين لدين الله في الأرض .. بانتشاره وإقامة شرعه والإذعان لحكمه وإن بقوا كفارا
ولا أرى أن نستعمل العبارات الفضفاضة التي يوهم ظاهرها مجاملتنا لمن يلمز في الإسلام هذا وغيره .. من المغرضيي والمشككين من المستغربين الذين هم أذناب المستشرقين ..
والله أعلم
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[01 - 04 - 07, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأحبة الكرام وفقهم الله: فللتوضيح: أردت من مداخلتي أن أبين أن قتالنا نحن أهل الإسلام ليس على الدرهم والدينار وليس فيه نوع اعتداء والكلمة كما قال أخي الفاضل أبو بكر الزرعي فضفاضة وهذا له وجهان: الأول إن كانت توهم معنى فاسدا فهي مردودة لكنني أردت بها العموم بحيث تشمل نوعي الجهاد: جهاد الدفع وجهاد الفتح (بشروطهما) وكلاهما (أي كلا الجهادين) يتحقق فيه معنى قتلهم للسلام: فمن اعتدى على دولة الإسلام فهذا حربا منه على الإسلام - دين السلام - ومن وقف في وجه الدعوة أبى الإسلام وأبى أن يتركنا ندعوا له فهذا أراد قتل السلام أيضا لكن الأول في بلدنا والثاني في بلده فأرجو من الأحبة أن يغفروا فضفاضية كلمتي وهل ما أشرت إليه له وجه؟ إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله مما جرى وكان ..
لما دخل بعض قادة الجيش على كسرى يفاوضونه أخرج لهم درة كبيرة فمررها عليهم! فدارت ورجعت إليه ولم يأبه بها أحد!! فتعجب من أنها لم تحدث فيهم نوع انبهار ولم تؤثر فيهم!!
فقال لو يعلم قيصر أنها عندي لحرك جيشا أوله عندي وآخره عنده.
(البداية والنهاية لابن كثير وعهدي به بعيد لكن بالمعنى).
حروبهم للدرهم والدينار (والبترول) حتى يومنا هذا , أما نحن ليقولوا لا إله إلا الله ليفلحوا.
شتان بين من يهدم -باسم البناء -وبين من يبني.
¥