13) وفي سورة الحديد:- قال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلاً يتلو {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} فقال: "يا رب قد آن" فرجع فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها رفقة فقال بعضهم: نرتحل، وقال قوم: لا حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل وأمّنهم، وجاور بالحرم حتى مات" [انظر: تاريخ الإسلام للذهبي: 12/ 334].
14) وفي سورة المزمّل:- سئل مالك عن مسألة فقال: "لا أدري"، فقيل له: إنها مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع قول الله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}؟! ".
15) وفي سورة الزلزلة:- قال محمد بن كعب -الإمام الرباني-: "لأن أقرأ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} و {الْقَارِعَةُ} أرددهما وأتفكر أحب إلي من أن أهُذّ القرآن".
- وحين نزلت {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: "يبكيني هذه السورة". [تفسير الطبري:30/ 270].
- وعن إبراهيم التيمي قال: أدركت سبعين من أصحاب ابن مسعود أصغرهم الحارث بن سويد، سمعته يقرأ: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} حتى بلغ إلى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} قال: إن هذا إحصاء شديد".
- وقال يزيد بن الكميت: قرأ بنا علي بن الحسين المؤذن في عشاء الآخرة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} وأبو حنيفة خلفه، فلما قضى الصلاة وخرج الناس نظرت إلى أبي حنيفة وهو جالس يفكر ويتنفس، فقلت: أقوم ولا يشتغل قلبه بي، فجئت وقد طلع الفجر وهو قائم قد أخذ بلحية نفسه وهو يقول: "يا من يجزئ بمثقال ذرة خير خيراً ويا من يجزئ بمثقال ذرة شر شراً أجِر النعمان عبدَك النار وما يقرب منها من السوء وأدخله في سعة رحمتك". قال: فأذنت فإذا القنديل يزهر وهو قائم، فلما دخلت قال: تريد أن تأخذ القنديل؟ قلت: قد أذنت لصلاة الغداة! قال: اكتُم علي ما رأيت! " [13/ 357].
16) وفي سورة التكاثر:- قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال: "لكني أعرف رجلاً لم يزل البارحة يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} إلى الصبح ما قدر أن يجاوزها! " يعني نفسه [تاريخ دمشق:32/ 435].
وختاماً:
أسأل الله جلّ جلاله أن يرزقنا جميعاً الفقه في دينه وأن يعلمنا تأويل كتابه.
اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا.
اللهم اجعل لنا من كتابك العظيم في قلوبنا نوراً، وفي أسماعنا نوراً، وفي أبصارنا نوراً، وفي ألسنتنا نوراً، واجعل لنا منه نوراً يا نور السموات والأرض!
اللهم علّمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نُسّينا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.
هذا ما تيسرت كتابته على عجالة من الأمر [ليلة الثلاثاء:18/ 7/1426هـ] فأسأل الله العَفُوّ الغفور أن يتقبلها بقبول حسن، وأن جعلها ذُخراً أفرح بها حين ألقاه.
وبهذا تنتهي رسالة "مبادئ فهم القرآن"، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وزوجاته، وعلى التابعين، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين".
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 02 - 07, 12:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علاء شاكر]ــــــــ[01 - 02 - 07, 03:34 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[ابن العيد]ــــــــ[02 - 02 - 07, 05:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا ووفقك لمزيد