تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في هذا الشأن، وأخيراً، فإن الإسلاميين مدينون إلى الليبراليين بالشكر والتقدير، لكونهم الوحيدين الذين نادوا بالانتخابات، في وقت كان التيار الإسلامي يرفض ويحرم مثل هذه الممارسات السياسية الواجبة، وها هو قد كسب نتيجة نزال لم يبحث عنه مطلقاً.

* نقلا عن صحيفة "الحياة" اللندنية

وماذا بعد الممارسات؟!

ما سبق كان لمحة سريعة عن الليبرالية بصفة عامة , ثم عرجنا على رؤى الليبراليين السعوديين- ومن منظورهم الخاص - حول تجربتهم في المملكة ,والآن ينبغي أن نعرض ما سبق من مبادئ وممارسات هذا التوجه على ميزان الشريعة السمحاء , لننظر ما الآثار المترتبة على المجتمع المسلم المحافظ؟ فنقول وبالله التوفيق إن هناك الكثير من السلبيات التي يمكن أن تقع بسبب هذا الفكر لكن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

1) صبغ المجتمع بالصبغة العلمانية: فالليبراليون يفتخرون بكونهم يفصلون الدين عن مناحي الحياة , ذلك أن أول جدار تصطدم به العلمانية ومنه الليبرالية جدار الشريعة السمحاء!

فنحن المسلمين: نرى أن الله أنزل لنا منهج حياة متكامل: في جميع المجالات , وهو صالح لكل زمان ومكان , وقادر على حل مشكلات البشرية , ولا يتعارض مع الواقع بل نحن ننظر بمنظار فقه الواقع لكن في ضوء الكتاب والسنة لا بدفن الكتاب والسنة.

ومن قال غير هذا فقد اتهم ربه بالنقص إذ لو كانت الشريعة ناقصة لكان منزلها كذلك!! والله منزه عن النقائص والعيوب سبحانه وتعالى!

أما الليبرالية فهي تزعم الحرية والمساواة كما نقلنا عنهم وهذا ينبني على قاعدة جائرة: الغاية تبرر الوسيلة!!

وعلى سبيل المثال: فلو كانت مصلحة الفرد في الربا والشريعة تعاقب عليه بالحرب من الله فلكي يخرجون من هذا التعارض فيقومون بإقصاء الشريعة لأنها بظنهم الفاسد تقف حجر عثرة أمام حرية الشخص ومصالحه ويتركون للفرد حرية إدارة اقتصاده كما يحلو له بشرط بارد ألا يعتدي على حقوق الآخرين!! فهم بذلك وهذا مسألة أخرى يكذبون الله تعالى في قوله:

(وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون)

فوصف الربا بأنه ظلم واعتداء على مصالح الغير فمن نصدق؟ الله ومن أحسن من الله قيلا , أم أذناب فوكوياما وكونستانت؟؟

2) تجريد المجتمع من شعائر الدين: ففي مجال العقيدة يزعمون الحرية وهي عندهم بمعنى إسقاط كل سلطة تقيد الممارسة الدينية للأفراد مهما كان دينهم , ومهما كانت طريقتهم! فلو خرج رجل ووضع صليبه على قارعة الطريق وسجد له فلا يحق للنظام – فضلا عن الأفراد – الاعتراض عليه , وهذا لا يوجد في الإسلام ... نعم لهم الحق في ممارسة شعائرهم في بيوتهم ونحوه لكن دون إظهار ذلك والافتخار به أمام المجتمع المسلم.

وفي مجال الحرية الاجتماعية: إسقاط كافة القوانين التي تعيق من الحرية السلوكية للأفراد فللفرد ممارسة ما شاء من العلاقات والتحرر من جميع الواجبات الاجتماعية إن شاء دون أدني وازع من دين أو خلق فالضابط له: الرغبة الشخصية بشرط: ألا يتعدى على حدود الغير!

وما سبق إذا كان يسقط قوانين الله فهو يتضمن ضياع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من باب أولى.

3) صدم الشعوب بالحكام: وذلك باستغلالهم لأخطاء بعض المنحرفين وتضخيمها وبالتالي التحريض عليهم من جهة , ومن جهة أخرى تحريش الشعوب ضد مؤسسات الدولة بسبب الأخطاء الواقعة ببعضها فتسقط قيمة هذه المؤسسات وتبدأ عمليات الاستغلال والسرقة وانتهاك الحقوق .... الخ.

4) التمكين للأعداء:

فعلى مر التاريخ فإن أعداء الإسلام كانوا يخترقون الدول الإسلامية عن طريق أمثال هؤلاء المنافقين لأنهم غالبا ما يقفون على أخص خصوصيات الدول فلا تبقى شاردة ولا واردة إلا علمها أعداء الإسلام , مثلما حدث في دخول التتار لبغداد فلولا مؤامرات الروافض وإعانتهم لجنكيز خان وتفريغ حدود الدولة من المرابطين ثم إبلاغه بذلك وغير ذلك مما هو مذكور في بابه لما استطاع أن يدوس على أرض الدولة الإسلامية وكل ذلك في لحظة غفلة من المسلمين عما يحاك ضدهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير