تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهو سلام الله عليه رفض بيعة يزيد .. ألا يكفي هذا للعن يزيد؟؟ أن يمتنع سيد شباب أهل الجنة والتي يشتاق إليها الجميع ليدخلها .. سيدها يمتنع عن بيعة يزيد .. سيدها يرفض حكم يزيد .. سيدها يعتبر يزيد ظلاما منحرفا فاسدا " ويزيد رجل فاسق شارب للخمور قاتل للنفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله "

ألا يكفي خروجه على يزيد أن يزيد يمثل أقصى درجات الانحراف؟؟ ألا يكفي للعنه أن سيد شباب الجنة التي وعد الله بها المؤمنين قد خرج عليه؟؟

الرد على هذه الشبهة:

أولا: الحسين رضي الله عنه لم يكن مبايعا ليزيد حتى يسمى خارجا عليه فالحسين لم يبايع يزيد أصلاً، وظل معتزلاً في مكة حتى جاءت إليه رسل أهل الكوفة تطلب منه القدوم، فلما رأى كثرة المبايعين ظن رضي الله عنه أن أهل الكوفة لا يريدون يزيد فخرج إليهم، وحدث ماحدث ...

ثم إن قياسك بأن خروج الحسين على يزيد يعني أن يزيدا ملعون قياس فاسد ولايصح , ولقد بايع يزيدا ستون من الصحابة , قال الحافظ عبد الغني المقدسي ((خلافته صحيحة، بايعه ستون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم ابن عمر)

ولقد حذر الصحابة الحسين بعدم الخروج ولكن كانت له نظرته رضي الله عنه وأرضاه وجمعنا به في الفردوس الأعلى وحدث ماحدث ... ووالله إن قتل الحسين ليس بالحدث السهل ووالله إن قتله قطع قلوبنا حزنا عليه رضي الله عنه ولكن .... لانغلو فيه كما يفعل الشيعة ...

قال ابن الصلاح:

وأما سب يزيد ولعنه فليس من شأن المؤمنين، فإن صح أنه قتله أو أمر بقتله، وقد ورد في الحديث المحفوظ: " أن لعن المسلم كقتله (1) "، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم -، والناس في يزيد ثلاث فرق: فرقة تحبه وتتولاّه، وفرقة أخرى تسبه وتلعنه، وفرقة متوسطة في ذلك لا تتولاّه ولا تلعنه، وتسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه،وهذه الفرقة هي الصائبة، ومذهبها اللائق بمن يعرف سير الماضين،ويعلم قواعد الشريعة الطاهرة، جعلنا الله من خيار أهلها آمين (2) "

قال الذهبي: " ويزيد ممّن لا نسبه ولا نحبه، وله نظراء من خلفاء الدولتين، وكذلك من ملوك النواحي، بل فيهم من هو شر منه، وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بتسع وأربعين سنة، والعهد قريب، والصحابة موجودون، كابن عمر الذي كان أولى منه ومن أبيه وجدّه " (3)

وقال ابن الحداد الشافعي في عقيدته: " ونترحم على معاوية، ونكل سريرة يزيد إلى الله تعالى " (4)


(1) البخاري كتاب الأدب - باب ما ينهى من السباب واللعن.
(2) فتاوى ومسائل ابن الصلاح 1/ 216 - 219.
(3) سير أعلام النبلاء 4/ 36.
(4) اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم 66.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير