تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7ـ الشنقيطي: والتحقيق أن كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت، والحظ الأكبر من ذلك للشيطان، كما قال تعالى: ?ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان?.

8ـ عبد الرحمن، بابطين: الطاغوت يشمل كل معبود من دون الله، وكل رأس في الضلال يدعو إلى الباطل ويحسنه، ويشمل أيضا: كل من نصبه الناس للحكم بينهم بأحكام الجاهلية المضادة لحكم الله ورسوله، ويشمل أيضا: الكاهن، والساحر، وسدنة الأوثان الداعين إلى عبادة المقبورين وغيرهم، بما يكذبون من الحكايات المضلة للجهال .. وأصل هذه الأنواع كله وأعظمها: الشيطان، فهو الطاغوت الأكبر، والله سبحانه وتعالى أعلم.

9ـ المودودي: المراد من الطاغوت كل فرد أو طائفة أو إدارة تبغي وتتمرد على الله، وتجاوز حدود العبودية وتدعي لنفسها الألوهية والربوبية.

و قال: ومعنى الطاغوت في اصطلاح القرآن، كل دولة أو سلطة، وكل إمامة أو قيادة تبغي على الله وتتمرد، ثم تنفذ حكمها في أرضه وتحمل عباده على طاعتها بالإكراه أو بالإغراء أو بالتعليم الفاسد.

فاستسلام المرء لمثل تلك السلطة وتلك الإمامة والزعامة، وتعبُّده لها ثم طاعته إياها، كل ذلك منه عبادة - ولا شك - للطاغوت.

10 - سيد قطب: والطاغوت صيغة من الطغيان، تفيد كل ما يطغى على الوعي ويجور على الحق، ويتجاوز الحدود التي رسمها الله للعباد، ولا يكون له ضابط من العقيدة في الله، ومن الشريعة التي يسنها الله، ومنه كل منهج غير مستمد من الله، وكل تصور أو وضع أو أدب أو تقليد لا يستمد من الله.

إن الطاغوت هو كل سلطان لا يستمد من سلطان الله، وكل حكم لا يقوم على شريعة الله، وكل عدوان يتجاوز الحق، والعدوان على سلطان الله وألوهيته، وحاكميته هو أشنع العدوان، وأشده طغيانا، وأدخله في معنى الطاغوت لفظا ومعنى .. وأهل الكتاب لم يعبدوا الأحبار والرهبان، ولكن اتبعوا شرعهم فسماهم الله عبادا لهم، وسماهم مشركين ?اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله?، فهم عبدوا الطاغوت أي السلطات الطاغية المتجاوزة لحقها، وهم لم يعبدوها بمعنى السجود والركوع، ولكنهم عبدوها بمعنى الاتباع والطاعة، وهي عبادة تخرج صاحبها من عبادة الله ومن دين الله.

11 - محمد حامد الفقي: والذي يستخلص من كلام السلف رضي الله عنهم: أن الطاغوت كل ما صرف العبد وصده عن عبادة الله وإخلاص الدين والطاعة لله ولرسوله. سواء في ذلك الشيطان من الجن والشيطان من الإنس، والأشجار والأحجار وغيرها. ويدخل في ذلك بلا شك الحكم بالقوانين الأجنبية عن الإسلام وشرائعه وغيرها من كل ما وضعه الإنسان ليحكم به في الدماء والفروج والأموال، وليبطل بها شرائع الله من إقامة الحدود وتحريم الربا والزنا والخمر ونحو ذلك، مما أخذت هذه القوانين تحللها وتحميها بنفوذها ومنفذيها. والقوانين نفسها طواغيت، وواضعوها ومروجوها طواغيت، وأمثالها من كل كتاب وضعه العقل البشري ليصرف عن الحق الذي جاء به رسول الله ? إما قصدا أو عن غير قصد من واضعه، فهو طاغوت.

خلاصة ما تقدم نقول: إن الطاغوت هو كل ما عبد من دون الله - وهو راض بذلك - ولو في جزئية أو مجال من مجالات العبادة، فمن يُعبد من جهة الحب والموالاة والمعاداة فهو طاغوت، ومن يُعبد من جهة الطاعة والاتباع والتحاكم فهو طاغوت، ومن يُعبد من جهة الدعاء والخشية والنذر والنسك فهو طاغوت، ومن يُعبد من جهة الإقرار له بخصائص الإلهية أو بعضها فهو طاغوت.

و مما يندرج كذلك في مسمى الطاغوت، الشرائع والقوانين، والدساتير والمناهج المضاهية لشرع الله. وكذلك كل إمام في الكفر والفساد والإضلال فهو طاغوت.

ـ مسألة: هل كل طاغوت كافر؟!

عندما يثار مثل هذا السؤال، لا شك أنه لا يراد منه الحجر أو الشجر التي تعبد من دون الله - كمن يفعل ممن يريدون أن يميعوا قضية الكفر بالطاغوت - وإنما يُراد به شياطين الإنس والجن التي تعبد من دون الله تعالى.

و عليه فإننا نقول: كل ما عبد من دون الله - وهو راض بذلك - ولو في مجال من مجالات العبادة فهو كافر، بل إمام من أئمة الكفر والطغيان يجب الكفر به وتكفيره، ولا يتوقف في تكفيره أو يشك في كفره إلا كل كافر مثله، أعمى البصر والبصيرة.

ثم إن الكتاب والسنة لم يرد فيهما ذكر للطاغوت إلا على النحو الذي يدل على كفره كفرا بواحا، مما يدل أن الأصل في استخدام هذه الكلمة اطلاقها على طواغيت اجتمعت فيهم صفات الكفر البواح.

و لكن أحيانا يطلق اسم الطاغوت على أعيان، ويراد منه معناه اللغوي وهو مجاوزة الحد والتعدي - وليس كل ظالم مجاوز للحد كافرا - كإطلاقات بعض السلف على أئمة الجور من حكام بني أمية والعباسيين كالحجاج وغيره، فإنهم أطلقوا عليه اسم الطاغوت وصفة الطغيان، ومع ذلك كثير منهم توقف عن تكفيره، والله تعالى أعلم.

ـ[سهل]ــــــــ[24 - 03 - 07, 02:38 م]ـ

الأخوة الكرام وفقكم الله

ما أشرتما إليه أعلمه و أعلم مضانه، لكن الظاهر أنكما لم تتأملا ما طلبته.

أنا قلت هناك من العلماء من أطلق على العاصي بأنه طاغوت لأنه أطاع الشيطان فيما أتاه من معصية؛ فقلت هل يجوز أن أطلق على العاصي اسم الطاغوت. هذا ما أريده و استشكل علي.

فهل من إفادة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير