تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخي المسلم، لِيكن لك نظرٌ دقيق وتجرّد لله جلّ وعلا، تعلم أنّ محمدًا عاش بعدما بعثه الله ثلاثًا وعشرين سنة نبيًا رسولاً، خلفاؤه الرّاشدون بعده والأئمة المهديون والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، هل عُرِف عن واحدٍ منهم أنّه عظَّم ليلةَ مولده أو أحياها بخطب وقصائد وقيل وقال؟ إنَّ كلَّ هذا لم يرد عن نبيّنا ولا عَن أصحابه ولا عن من سار على نهجهم واقتفى أثرَهم.

فيا أخي المسلم، إذا قال لك قائل: هذه أمورٌ لا أعرِف لها أصلا في سنّة رسول الله، ولا أعرف لها أصلا في منهج الخلفاء الراشدين ولا الأئمة المهديّين، فأنا لا أحيي تلك الليلةَ لعلمي أنّ هذا أمر محدَث في دين الله، ليس عليه حجةٌ ولا برهان، وآخر يقول: احتفِل به تعظيمًا للنبيّ وشكرًا لله على نعمته، فأيّ الفريقين أحقّ بالاتباع؟ نعم، إنّ أحقَّ الناس بالاتباع من اقتفى أثرَ محمّد، ولو كان الاحتفال خيرًا لكانوا أسبقَ الناس إليه، لو كان خيرًا لسبقونا إليه، ولم يكن ذلك من حظِّ من تأخّر بعد القرون المفضّلة.

أيّها الموفَّق للخير، إنّ الله جلّ وعلا يقول لنبيّه: وَ?سْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ [الشورى:15]، فالاستقامة حقًا والعمل الصّدق إنّما هو باتباع منهج محمّد، ولا تكون استقامةً إلا باتّباع هديه وتحكيم شريعته.

أخي المسلم، أيّها الموفَّق للخير، إنّ بعضَ الناس يرى أنّ مَن لم يقِم احتفالا بليلة المولد أنّه عنوان الجفاء لرسول الله، وعنوان عدم المحبّة لرسول الله، وهذا ـ لعمرو الله ـ من التصوُّر الخاطئ، بل الذين لم يحتفِلوا ولم يقيموا وزنًا لذلك هم متّبعون لسنّته، ولو علموا دليلا من سنّته أو هدي خلفائِه الراشدين والقرون المفضّلة لكانوا أسعدَ الناس بالعمل بذلك.

أيّها الموفَّق للخير، تعلمُ حقًا أنّ المؤمن دائمًا مقتدٍ برسول الله متأسٍّ به، سنةُ محمد تصحبه في كلِّ أوقاته، في سفره وفي إقامته، في ليله ونهاره، في مأكله ومشربه، في يقظتِه ومنامه، في كلِّ حركاتِه، في معتقده، في معاملاته، في كلّ تصرفاته وأحواله، فسنّة محمّد نصبَ عينيه دائمًا وأبدًا، لا يعمل ولا يترك ولا يتصرَّف إلا على منهجٍ من كتاب الله وسنّة محمّد، أفمن كانت هذه صفاته يحتاج إلى ليلةٍ من الليالي ليظهرَ فيها تلك المحبَّة، ويظهر فيها تلك الموالاة، أقصائدُ تلقى وخطب رنّانة تُقال هي عنوان المحبة؟! وقد يقول هذه القصائد ويلقي تلك المحاضرات من ليس له علاقة بالسنة، تراه بعد هذه الليلة لا يعرف سنّة رسول الله ولا يعمل بها. فالمقصود أنّ سنّته هي الواجب الاتّباع، والمسلم إذ يترك ما يترك إنّما هو بناءً على ما علِمه من السنّة، فيأتي الأمرَ الذي شرعه الله ورسوله، ويترك الأمرَ الذي لم يشرعه الله ورسوله، ويعلم أنّ العبادات مبناها على الاتّباع لا على الابتداع، فالاتّباع هو المطلوب، والابتداع ينأى المسلم بنفسه عنه.

فيا أيّها الإخوة، إنّ ما نسمعه وما ينقَل لنا في كلِّ ليلة من اثني عشر من ربيع الأول إنّما هذه الأمور تلقّاها الناس بعد القرون المفضّلة، ابتدعها من ابتدعها، وقد يكون عن حسنِ قصد، لكنّها أمور مخالفة للشرع، والمقصد لا يجعل الباطل حقًا، ولا يجعل البدعة سنّة؛ لأن العمل لا يقبله الله إلا إذا كان خالصًا لوجهه، وكان على وفق ما شرعه لنا نبيّنا.

للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله

ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 06:17 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أعتقد أنه لا مزيد يمكن أن يقال على كلام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله وجزاه خيراً - ولكن إليكم حادثة لفتت نظري

سمعت أحد الهندوس، وكان يتحدث إلي بعد رمضان، يقول بما معناه (لأنه يتحدث باللغة الانكليزية والكلام مترجم): الفرق بين أعيادكم أيها المسلمين وأعياد غيركم أن أعيادكم تحتفل بعمل عملتموه مثل عيد الفطر بعد الصيام وعيد النحر بعد الحج، أما أعياد الديانات الأخرى فتحتفل بميلاد شخص مقدس مثل عيد الميلاد للأشخاص المقدسين عند المسيحيين والهندوس والبوذيين

وهذا هو جمال أعيادكم وتميزها أن كل شخص أدى العمل هو محور العيد وليس شخصاً آخر مقدساً

لو علم هذا الشخص ما يفعله بعض المسلمين من الأعياد الأخرى المبتَدَعة ومنها الاحتفال بعيد المولد ويوم عاشوراء والغدير عند الشيعة إليها لانكسرت عنده تلك القاعدة التي يحترمها في المسلمين، فالمسلمون كلٌّ واحد بالنسبة لمن ليس مسلماً وكل من يعمل بما ليس عليه أمر المسلمين يرد عليه عمله وهو يظهر صورة خاطئة ما أنزل الله بها من سلطان ولا أمر بها المسلمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير