تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول في ذلك أيضا (ص349): (كان الإكراه والكذب والنفاق مناخا اجتمعت فيه شرائط الفساد والإفساد)

الطعنة الخامسة:

قال وهو يتحدث عن ما نقله الأخباريون عن معاوية من إعطائه الأموال لبعض الكبار لاستمالتهم إليه ورفضهم ذلك: (كان الأتقياء شحيحين بدينهم وكان المنافقون يتاجرون في الدين وكان الملك بين ذلك على بينة من المعاملة المريبة لكنها العصبية الأموية بوسائل ظالمة: العنف وسفك الدماء والكذب والنفاق وشراء الدين)

وأما الزلات التي وقع فيها إما جهلا أو كذبا فكثيرة منها:

الزلة الأولى:

قوله في الشورى والديمقراطية (ص 250): (يتورع بعض علماء المسلمين عن التعرض لما فعله معاوية وحاشيته مخافة الوقوع في أعراض الصحابة)

قلت: بل كلهم يتورعون , وتورعهم هو الحق الذي لا ينازع فيه أحد من أهل السنة والجماعة. وسيأتي بيان ذلك في محله.

الزلة الثانية:

قوله {ص 250} أيضا: (غالى ابن تيمية وحط من الإمام علي ,فزعم أنه كان يقاتل على الرئاسة وأن رايته كانت مخذولة) , قلت: هذه لا أستطيع فيها أن أملك لساني فأقول: هذا كذب صريح لا يكون إلا من جاهل مريض أو حقود كذاب أو غبي أحمق تنطلي عليه أكاذيب خصوم ابن تيمية! ـ ولست أتهمه بواحدة معينة منها وأدع ذلك للمنصفين ـ فكيف يحط منه وهو القائل: {من لم يربع بعلي في الخلافة ـ أي يجعله رابع الخلفاء ـ فهو أضل من حمار أهله} والله أعلى وأعلم

الزلة الثالثة:

قوله في كتابه تنوير المؤمنات (2/ 20): أخبر عروة خالته عائشة بأن الإمام عليا يسب ويشتم ويلعن على المنابر قالت عائشة: يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبوهم

قلت: هذا يوحي إلى من يقرؤه أن سبب مقالة أمنا عائشة رضي الله عنها هو سب علي رضي الله عنه فقط وهذه خيانة علمية وتحريف لا يليق برجل يوصف بالصلاح من قبل مريديه؟ فإن عائشة رضي الله عنها قالت ذلك لما أعلمت بأن الناس يسبون عثمان في مصر وعليا في الشام وغيرهما في أماكن أخرى قال القاضي عياض في إكمال المعلم: (الظاهر أنها قالت هذا عندما سمعت أهل مصر يقولون في عثمان ما قالوا وأهل الشام في علي ما قالوا والحرورية في الجميع)

فلماذا التزوير والإقتصار على ذكر علي وحده دون عثمان ذي النورين مجهز جيش العسرة أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين.

الزلة الرابعة:

قوله في تنوير المؤمنات ـ هكذا سماه والله أعلم! ـ {2/ 20}: (كان شتم علي ولعنه على المنابر مما فعله وأمر به معاوية)

كذا قال , وهي زلة تظهر قلة بضاعته التاريخية وبعده عن فن التحقيق وجرأته على اتهام الناس بلا تبين،ولعله حقد بغيض! وكما قال الحافظ بن حجر رحمه الله: (من تكلم في غير فنه أتى بهذه العجائب)! وإن كنت أشك في أن يكون له فن يتقنه, فإن هذا وأمثاله لا يصح, فلعن علي على المنابر إنما شاع بعده رضي الله عنه، إلا إذا كان دليله على صحته وروده في كتب التاريخ. بس! والله المستعان.

الزلة الخامسة:

قال في {الشورى ص251}: (كان الإمام الحسن البصري وهو من كبار التابعين عاصر الوثبة الأموية وما جناه على الإسلام بنو أمية بصيرا بما حدث حكيما صريحا روى ابن الأثير مقالة الإمام قال: (أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة)

والعجيب في المسألة أن هذه المقالة من رواية صاحبنا أبي مخنف الرافضي المتهم!! وأصلها عند الطبري في التاريخ (3/ 233//دار الكتب العلمية)

من أجل هذا وغيره أحببت أن أتحدث إلى إخواننا في جماعة العدل و الإحسان خصوصا وإلى غيرهم عموما و قد شجعني على ذلك ما أعرفه عن بعضهم من حبهم للحق و إجلالهم للنبي صلى الله عليه وآله و سلم و أصحابه هذا ظني بهم و الله حسيبهم و لن أطيل عليك أخي في الله فهاك كلماتي أهديها لك في طبق نصيحة مطيب بطيب الأخوة و اعلم أنه ما دفعني لكتابة هذه السطور إلا حبي لهم و ما أوجبه الله علينا من حق بيان فضلهم و الدفاع عنهم و الذب عن أعراضهم خصوصا إذا ظهر من ينال منهم و قد قال الخطيب البغدادي رحمه الله في الجامع (): {فلزم الناقلين للأخبار والمتخصصين بحمل الآثار نشر مناقب الصحابة الكرام و إظهار منزلتهم و محلهم من الإسلام عند ظهور هذا الأمر العظيم و الخطب الجسيم و استعلاء الحائدين عن سلوك الطريق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير