تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المستقيم ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة} وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية: {إذا ظهر مبتدع يقدح فيهم بالباطل فلا بد من الذب عنهم وذكر ما يبطل حجته بعلم وعدل} وليس قصدي الاستيعاب فقد كتب في الذب عنه كتب عظيمة لعلماء أفاضل أجلاء. كالشيخ الفرهاوي الهندي في الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية والشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى وغيرهما.ولا حول ولا قوة إلا بالله.

معاوية بن أبي سفيان t صحابي جليل ممن أسلم يوم الفتح و قيل قبل ذلك و هو من الذين قال الله فيهم: {وكلا وعد الله الحسنى} (الحديد /10) وقال تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} (الأنبياء/100) ذكره ابن حزم رحمه الله في جملة المعدودين من أهل الفتوى , وكان معروفا بالحلم و العقل حتى قال فيه الإمام أحمد رحمه الله: {السيد الحليم} و هو أول ملك في الإسلام قال فيه ابن الذهبي رحمه الله في السير (3/ 120): (أمير المؤمنين ملك الإسلام) و قال فيه (3/ 159): (و معاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم وما هو ببريء من الهنات والله يعفو عنه) وقال ابن كثير رحمه الله: (أول ملوك الإسلام و خيارهم) و قال فيه الإمام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: (هو خير ملوك المسلمين) و وصفه رضي الله عنه بالملك هو مقتضى الإنصاف و العدل فقد ذكر ابن الذهبي رحمه الله في السير (3/ 140) أنه قيل له: أنت تنازع عليا أم أنت مثله؟ فقال: {لا و الله إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما و أنا ابن عمه و الطالب بدمه فأتوه و قولوا له فليدفع إلي قتلة عثمان و أسلم له} و هذا خلاف ما يروج في أوساط إخواننا في العدل و الإحسان من أنه كان يريد الحكم أصالة , وقد كان معاوية قد تولى الملك بعدما تنازل له الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما حقنا للدماء كما قال بعضهم:

ثم تولى الحسن الإمامه فمنحت بيمنه السلامه

و حقن الله به الدماء و أذهب المحنة و اللأواء

و سلم الأمر إلى معاويه حياته و صار عنها ناحيه

فسار فيها بن أبي سفيانْ بسيرة للعدل و الإحسانْ

وفي تاريخ البخاري (7/ 326) عن معمر عن همام بن منبه قال: قال ابن عباس: {ما رأيت أحدا أخلق من معاوية}

فائدة:

ذكر شيخنا أبو أويس حفظه الله في نقل النديم قال:

{نقل المرتضى الزبيدي في شرحه للإحياء (إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين) عن محيي (الطين) ابن العربي الحاتمي الصوفي قوله: معاوية كاتب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و صهره و خال المؤمنين فالظن بهم جميل رضي الله عنهم أجمعين و لا سبيل إلى تجريحهم و ليس لنا الخوض فيما شجر بينهم و هم مأجورون في كل ما صدر عنهم عن اجتهاد سواء أخطأوا أو أصابوا , قال مرتضى تعليقا على هذا الكلام: و هو كلام نفيس يفتح باب حسن الإعتقاد في سلفنا و يتعين على كل طالب للحق معرفة ذلك}

قلت: و مثل هذا قوله في محاضرة الأبرار:

{سكت في كتابي هذا عما شجر بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم لما يتطرق للنفوس الضعيفة وأهل الأهواء من الترجيع حتى لا أذكر الغيبة ولا أفوه بما فيه ريبة}

روى الخلال رحمه الله في السنة (2/ 4343) عن أبي الحارث بإسناد صحيح قال: وجهنا رقعة إلى أبي عبد الله ما تقول رحمك الله فيمن قال لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ولا أقول أنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصبا قال أبو عبدالله هذا قولسوء رديء يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس.وقال شيخ الإسلام رحمه الله: {و معاوية لم يدع الخلافة و لم يبايع له بها حين قاتل عليا و لم يقاتل على أنه خليفة و لا أنه يستحق الخلافة} قال ابن حزم رحمه الله: {فلم يطلب معاوية من ذلك إلا ما كان له من الحق أن يطلبه و إنما أخطأ في تقديمه ذلك على البيعة} وقال ابن خلدون: {لم يكونوا في محاربتهم لغرض دنيوي أو لإيثار باطل أو لاستشعار حقد كما قد يتوهمه متوهم وينزع إليه ملحد} و قال شيخ الإسلام رحمه الله: {و نعلم مع ذلك أن علي بن إبي طالب كان أفضل و أقرب إلى الحق ممن قاتله مع معاوية} وقال: {من لم يربع بعلي في الخلافة فهو أضل من حمار أهله} وقال ابن الذهبي رحمه الله (8/ 210): {لا نرتاب أن عليا أفضل ممن حاربه و

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير