تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه مقولة للإمام أحمد رحمه الله رواها عنه الخلال في السنة (رقم654). و تحت الأكمة ما تحتها فإن المتنقص لمعاوية إنما يريد الوصول إلى الطعن فيمن هو أجل منه و لذلك قال أحمد رحمه الله في من سبه و عمرو بن العاص: {إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء} وهذا ما أظنه في عبد السلام ياسين. وقد أحسن الإمام الربيع بن نافع رحمه الله إذ قال: {معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه} رواها الخطيب رحمه الله في التاريخ, وقد هتك عبد السلام الستر فلا حول ولا قوة إلا بالله. و قال ابن العماد الحنبلي رحمه الله في شذرات الذهب: {هو الميزان في حب الصحابة و مفتاح الصحابة} فأين بغض ياسين لمعاوية رضي الله عنه في الميزان. و ذكر الحافظ المزي في التهذيب (1/ 339) عن الحافظ أبي القاسم أن الإمام النسائي سئل عن معاوية بن أبي سفيان صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: {إنما الإسلام دار لها باب فباب الإسلام الصحابة فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة} فتأمل هذا وتأمل ما يقوله عبد السلام ياسين ولا تتردد في الحكم عليه. بل قد يكون غرضه الطعن في النبي صلى الله عليه وآله و سلم كما قال الإمام الحسن بن علي البربهاري شيخ الحنابلة في زمانه رحمه الله: {إعلم أن من تنقص أحدا من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله و سلم فاعلم أنه إنما أراد محمدا صلى الله عليه وآله و سلم و قد آذاه في قبره} فلا حول ولا قوة إلا بالله. و اعلم أخي أن ما يذكر في معاوية رضي الله عنه من سكر و فسق و ظلم إنما هو من وضع الروافض و أهل البدع فإن كتب التاريخ طافحة بذلك حتى إن كثيرا من الناس صدقوها فصاروا يطعنون فيه بموجبها فالله الله في معاوية, و كما قال الإمام ابن الوزير الصنعاني رحمه الله في كتابه العواصم: {فيا غوثاه ممن يقبل مجاهيل الرواة في انتقاص خير أمة بنص كتاب الله و خير القرون بنص رسول الله فحسبنا الله و لا حول و لا قوة إلا بالله}

قلت: كمثل لوط بن يحيى المشهور بأبي مخنف و هو الذي روى قصة خطبة معاوية السيفية التي يتناقلها الكتاب و الأخباريون على أنها من مثالب معاوية و غيرها مما فيه ما يقدح به في دينه مثل ما يذكر عن معاوية أنه كان يأمر بلعن علي على المنابر والمعروف أن هذا فعل بني أمية بعده و لوط هذا كما قال الدارقطني رحمه الله: أخباري ضعيف و قال ابن أبي حاتم: متروك الحديث و أصل قصة الخطبة السيفية عند الطبري رحمه الله في تاريخه من طريق هذا المتشيع. قال صاحب الحجة في بيان المحجة (2/ 526): (أما ما رواه أبو مخنف وغيره من الروافض فلا اعتماد بروايتهم) فالحرص الحرص على التثبت في الأخبار و الروايات و كذلك ما يروى من حديث في مثالبه فقد ظهر فيها عبث الشيعة لذلك قال ابن القيم رحمه الله: {كل حديث في ذمه فهو كذب و كل حديث في ذم عمرو بن العاص فهو كذب} فاحذر التعرض لجانبه فإنه جليل

قال ابن خلدون رحمه الله في المقدمة (ص27/دار الكتب العلمية): {لما كان الكذب متطرقا للخبر بطبيعته و له أسباب تقتضيه فمنها التبعيات للآراء و المذاهب فإن النفس إذا كانت على حال الإعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص و النظر حتى تتبين صدقه من كذبه و إذا خامرها تشيع لرأي أو نحلة قبلت ما يوافقها من الأخبار لأول وهلة و كان ذلك الميل و التشيع غطاءا على عين بصيرتها عن الإنتقاد والتمحيص فتقع في قبول الكذب و نقله} لذلك كان مذهب أهل العلم كما قال شيخ الإسلام رحمه الله أنهم: {يقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب و منها ما قد زيد فيه و نقص و غير عن وجهه و الصحيح منه هم فيه معذورون} و قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله في الصواعق المرسلة (2/ 621): {الواجب على كل من سمع شيئا من ذلك أن يتثبت فيه و لا ينسبه إلى أحدهم بمجرد رؤيته في كتاب أو سماعه من شخص بل لا بدأن يبحث عنه حتى يصح عنده نسبته إلى أمرهم .. } قال الشيخ محمود شكري الآلوسي في صب العذاب (ص421): {لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب لا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف وأكثرهم حاطب ليل لا يدري ما يجمع فالإعتماد على مثل ذلك في مثل هذا المقام الخطر و الطريق الوعر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير