وفي موقفي لا بل إلى توجهي == ولكن صلاتي لي ومني كعبتي
ومنها:
ولا تك ممن طيشة دروسه == بحيث استقلت عقله واستفزت
فثم وراء العقل علم يدق عن == مدارك غايات العقول السلمية
تلقيته عني ومني أخذته == ونفسي كانت من خطائي محيدتي
ومنها:
وما عقد الزنار حكما سوى يدي == وان حل بالإقرار فهي أحلت
وإن خر للأحجار في الله عاكف == فلا بعد بالإنكار بالعصبية
وإن عبد النار المجوس وما أنطفت == فما قصدوا غيري لأنوارعزتي
قلت: ومن هذه القصيدة:
وجد في فنون الاتحاد ولا تحد == إلى فئة في غرة العمر أصبت
ومنها:
إلي رسولاً كنت مني مرسلاً == وذاتي اماني علي استقلت
وفي قصائده من هذا النمط فيما يتعلق بالاتحاد شيء كثير وقد كنت سألت شيخنا الإمام سراح الدين البلقيني عن ابن العربي فبادر الجواب بأنه كافر فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد وأنشدته من التائية فقطع على بعد إنشاد عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر قلت: وقد اعتنى الشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة الشاعر المشهور بنظم قصائد مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم على أوزان قصائد بن الفارض وكان بعض من يتعصب لابن الفارض من القضاة أهانه بسبب وقيعته في ابن الفارض فأقبل على نظم تلك القصائد والله المستعان ورأيت في كتاب التوحيد للشيخ عبد القادر القوصي قال: حكى لي الشيخ عبد العزيز بن عبد الغني المنوفي قال: كنت بجامع مصر وابن الفارض في الجامع وعليه حلقة فقام شاب من عنده وجاء إلى عندي وقال: جرى لي مع هذا الشيخ حكاية عجيبة يعني بن الفارض قال دفع الي دراهم وقال: اشتر لنا بها شيئاً للأكل فاشتريت ومشينا إلى الساحل فنزلنا في مركب حتى طلع البهنسا فطرق بابا فنزل شخص فقال: بسم الله وطلع الشيخ فطلعت معه وإذا بنسوة بأيديهن الدفوف والشبابات وهم يغنون له فرقص الشيخ إلى أن انتهى وفرغ ونزلنا وسافرنا حتى جئنا إلى مصر فبقي في نفسي فلما كان في هذه الساعة جاءه الشخص الذي فتح له الباب فقال له يا سيدي فلانة ماتت وذكر واحدة من أولئك الجواري فقال: اطلبوا الدلال وقال اشتر لي جارية تغني بدلها ثم امسك أذني فقال: لا تنكر على الفقراء))
وقال أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير, في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى: {لقدكفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم} (صفحة: 14 - 143): ((ومن بعض اعتقادالنصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهراً , وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله في الصورالجميلة , وذهب من ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج, والشوذي , وابن أحلى , وابن عربي المقيم بدمشق , وابن الفارض , وأتباع هؤلاء كابن سبعين))
وقال الشيخ محمد بن علي النقاش في وحدة الوجود: ((وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابنسبعين وابن الفارض)). (تنبيه الغبي: 417)
وقد أفتى ابن خلدون الحضرمي المالكي بحرق كتب ابن عربي وأشعار ابن الفارض المتضمنة للإتحاد (جزء فيه عقيدة ابن عربي وحياته:40)
فإن قال قائل لم لا نتأول لابن الفارض؟
فالجواب على هذا الإيراد من وجوه
الأول أنه تقدم في أشعار ابن الفارض التصريح بالوحدة في عدة صور وتكرار المتكلم للفكرة الواحدة في عدة صور يدل على أنه يريد الحقيقة ولا بد
الثاني ما قاله أبو العلاء القونوي ((إنما يتأول قول المعصوم)) ((جزء فيه عقيدة ابن عربي وحياته: 63)
فالمعصوم لا يجوز عليه الكفر أو التناقض وأما غيره فيجوز عليه ذلك
الثالث أننا لو فتحنا باب التأويل لما أقمنا حد الردة على أحد فكل قول كفري يمكن تأويله والأصل في الكلام أنه محمول على ظاهره
الرابع أن هؤلاء القوم متناقضون فهم يبحثون عن مثالب ابن تيمية ولا يتأولون شيئاً من كلامه بينما نجدهم يفتحون باب التأويل على مصراعيه لدعاة وحدة الوجود
الخامس أن الشارع حث على ترك الألفاظ الموهمة للباطل
قال رسول الله عليه وسلم ((لا تقولوا: ما شاء الله و شاء فلان , و لكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان))
قال الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 214):
رواه أبو داود (4980) و الطحاوي في " مشكل الآثار " (1/ 90) و البيهقي
(3/ 216) و أحمد (5/ 384 و 394 و 398) من طرق عن شعبة عن منصور بن
المعتمر سمعت عبد الله بن يسار عن حذيفة به
قلت: و هذا سند صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن يسار
و هو الجهني الكوفي و هو ثقة , وثقه النسائي و ابن حبان و قال الذهبي في
" مختصر البيهقي " (1/ 140 / 2): و إسناده صالح)
قلت فتكرار أصحاب الوحدة للألفاظ الكفرية دليلٌ على جهلهم وبعدهم عن منهاج النبوة _ هذا إذا تنزلنا وأقررنا بأنهم لا يقصدون ظاهر كلامهم _
وأما الإحتفال بمولده فلو كان رجلاً صالحاً لما جاز ذلك
فما بالك والحالة هذه
راجع ما كتبه العلماء في التحذير من بدعة الإحتفال بالمولد النبوي ثم نزله عن طريق قياس الأولى على الإحتفال بمولد ابن الفارض
هذا وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
¥