[طالب العلم بين متابعة الرسول وإهدار أقوال العلماء]
ـ[الضبيطي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 08:51 م]ـ
ذكر الشيخ خالد الهويسين يحفظه الله هذا الفصل الآتي من كتاب الروح لابن القيم مرارا؛ ولأهميته وكثرة ذكر الشيخ له وتوصيته به أحببت أن أثبته هنا لعل أحدا من أمة محمد ينتفع به في الدفاع والمنافحة عن سنة المصطفى وأكون شريكا له في الأجر؛ لحديث أبي هريرة " من دعا إلى هدى؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه؛ لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ... " رواه مسلم رحمه الله.
فقال ابن القيم رحمه الله:
" الفرق بين تجريد متابعة المعصوم وإهدار أقوال العلماء وإلغاؤها، أن تجريد المتابعة أن لا تقدم على ما جاء به قول أحد ولا رأيه كائنا من كان، بل تنظر في صحة الحديث أولا؛ فإذا صح لك نظرت في معناه ثانيا، فإذا تبين لك لم تعدل عنه ولو خالفك من بين المشرق والمغرب.
ومعاذ الله أن تتفق الأمة على مخالفة ما جاء به نبيها، بل لا بد أن يكون في الأمة من قال به ولو لم تعلمه، فلا تجعل جهلك بالقائل به حجة على الله ورسوله، بل اذهب إلى النص ولا تضعف، واعلم أنه قد قال به قائل قطعا ولكن لم يصل إليك، هذا مع حفظ مراتب العلماء وموالاتهم واعتقاد حرمتهم وأمانتهم واجتهادهم في حفظ الدين وضبطه، فهم دائرون بين الأجر والأجرين والمغفرة، ولكن لا يوجب هذا إهدار النصوص وتقديم قول الواحد منهم عليها بشبهة أنه أعلم بها منك، فإن كان كذلك فمن ذهب إلى النص أعلم به منك فهلا وافقته إن كنت صادقا.
فمن عرض أقوال العلماء على النصوص، ووزنها بها وخالف ما خالف النص، لم يهدر أقوالهم ولم يهضم جانبهم، بل اقتدى بهم، فإنهم كلهم أمروا بذلك؛ فمتبعهم حقا من امتثل ما أوصوا به لا من خالفهم، فخلافهم في القول الذي جاء النص بخلافه؛ أسهل من مخالفتهم في القاعدة الكلية التي أمروا ودعوا إليها من تقديم النص على أقوالهم.
ومن هنا يتبين الفرق بين تقليد العالم في كل ما قال وبين الاستعانة بفهمه والاستضاءة بنور علمه، فالأول يأخذ قوله من غير نظر فيه ولا طلب لدليله من الكتاب والسنة، بل يجعل ذلك كالحبل الذي يلقيه في عنقه يقلده به ولذلك سمي تقليدا، بخلاف من استعان بفهمه واستضاء بنور علمه في الوصول إلى الرسول صلوات الله وسلامه عليه؛ فإنه يجعلهم بمنزلة الدليل إلى الدليل الأول، فإذا وصل إليه استغنى بدلالته عن الاستدلال بغيره، فمن استدل بالنجم على القبلة فإنه إذا شاهدها لم يبق لاستدلاله بالنجم معنى، قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله لم يكن له أن يدعها لقول أحد.
نقلته بنصه من كتاب الروح لابن القيم رحمه الله ص 582.
قال الشيخ خالد الهويسين حفظه الله: ينبغي قراءتها وتكرارها؛ لأن فيها الطريقة المثلى في هداية ورد من قدم آراء الرجال على كلام الله و كلام رسوله والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله و أصحابه وسلم تسليما كثيرا.
آخر مرة سمعتها من الشيخ خالد يوم الثلاثاء 1/ 3/1428ه
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[31 - 03 - 07, 09:13 م]ـ
أخي الضبيطي
جزاك الله خيراً، ورحم الإمام ابن القيم، بمثل هذه الأفهام صاروا أئمة.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[02 - 04 - 07, 11:43 م]ـ
أخي الضبيطي
جزاك الله خيراً، ورحم الإمام ابن القيم، بمثل هذه الأفهام صاروا أئمة.
.
أصبت كبد الحقيقة, ورحمهم الله من مخلصين كما نحسبهم!.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 01:48 ص]ـ
غفر الله لكما غيث وخالد
ونفعنا بما نقول ونسمع
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[20 - 05 - 08, 05:13 م]ـ
أخي الحبيب جزاك الله خيراً وبارك فيك وجعل لك لسان صدق في الآخرين ... وهذا هو الواقع الأليم تعصب يصل كما وصل إليه دجاجلة الصوفية وعباد الأحبار والرهبان وطواغيت الروافض لكن باسم الشيوخ وأشباههم
رحم الله الإمام ابن القيم ومن نقل عنه وهدانا إلى اتباع الكتاب والسنة واحترام لا عبادة أئمة السنة
ـ[الضبيطي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 07:33 م]ـ
شكرا إخوتي
خالد وغيث وأحمد على المرور اللطيف
نفعنا الله وإياكم بما نقول ونسمع
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 10:32 م]ـ
جزاك الله خيراً, وقمة عقل الإنسان أن يصل الى هذه الخلاصة, والتي يفترض ان تكون من أوليات العقل, كاعتقادنا ان الشمس تخرج كل صباح, من الشرقفقال ابن القيم رحمه الله:
" الفرق بين تجريد متابعة المعصوم وإهدار أقوال العلماء وإلغاؤها، أن تجريد المتابعة أن لا تقدم على ما جاء به قول أحد ولا رأيه كائنا من كان، بل تنظر في صحة الحديث أولا؛ فإذا صح لك نظرت في معناه ثانيا، فإذا تبين لك لم تعدل عنه ولو خالفك من بين المشرق والمغرب.
ومع هذا ستجد من يحاول الالتفاف, بزعم اللجوء الى التأويل!!
¥