ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 11:35 م]ـ
قال سماحة الشيخ العلاّمة المحقق عبد الرحمن بن ناصر البرّاك - حفظه الله ورعاه -:
«وقوله: ? وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ? في موسى يربى في بيت فرعون على عين الله والله -تعالى- يرعاه ويحفظه ويحرسه -سبحانه وتعالى- من كيد الكائدين ? وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي? ? وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ? والله -تعالى- يحبه وحببه إلى من شاء من عباده هذه الآية على إثبات العين لله لكن لا يصح أن يقال: إنها تدل على أنه ليس لله إلا عين هذا فهم خاطئ لا يخطر إلا للجاهل بدلالات الكلام جاهل فكما أن قوله -تعالى- بِيَدِهِ الْمُلْكُ هل تدل على أنه ليس لله إلا يد واحدة كما يقوله المخالفون والغالطون والمتخلفون ليس لله إلا يد واحدة بيده لا مَن كان له يدان.
يقال: هذا بيده أخذ هذا بيده ولا يدل على أفراد اليد إذن قوله: ? وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ? لا يدل على أنه ليس لله إلا عين يعني لا يفهم كل من كان على الفطرة وفطرته على عيني لا يدل على أنه ليس لله إلا عين يعني لا يفهم كل من كان على الفطرة وفطرته نقية سليمة من الشبهات وسليمة من الخلجات ووساوس الشيطان أبدًا ما يتبادر إلى ذهن العامي الذي على الفطرة لا يفهم أنه ليس لله إلا عين حاشا.
وهكذا قوله -تعالى-: ? تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ? هذا الأسلوب لا يدل على أن لله أعين كما أن قوله -تعالى-: ? مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا ? لا يدل على أن لله أيدي كثيرة والحقيقة أنه يعني لولا وجود بعض الأفكار والوساوس والتساؤلات لما كان يعني هناك داعٍ لهذا التوقف لكن هناك إلقاءات شيطانية تكلم بها من تكلم بها من أهل البدع وتكلم بها من تكلم من جهال الناس مما عملت أيدينا هذا الأسلوب لا يدل على أن لله أيدي.
إذن ? تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ? لا يدل على أن لله أعين؛ لأن من قواعد اللسان العربي أن المثنى إذا أضيف إلى الجمع أو صيغة الجمع يذكر بلفظ الجمع قال: أهل العلم كقوله -تعالى-: ? وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ? والسارق والسارقة تقطع أربع أيدي لهما؟ يدان من السارق ويدان من السارقة وهكذا قوله -تعالى-: ? فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ? للمرأتين قلوب أم قلبان هذه قصة عائشة وحفصة ? إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ? إذن الجمع لا يدل عدد كبير من القلوب إذن هذه الآيات استدل بها أهل السنة على إثبات العينين لله -سبحانه وتعالى- ولا يجوز التوقف في هذا البتة لا يتوقف بهذا إلا جاهل بما عليه السلف الصالح وجاهل بما عليه السلف الصالح وجاهل بدلالات الكلام فيجب الإيمان بكل هذه الصفات على ما يليق به سبحانه لا تشبه صفة من صفاته صفات المخلوقين ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ? لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا يعلم العباد كيفية شيء من هذه الصفات.
فلا يجوز أن نتخيل وجهه أو كيفيته أو كيفية العينين له -تعالى- لا تفكر فيما لا سبيل إليه فهذا من العبث ومن الهوس ومن التشاغل، ومن فتح أسباب الأفكار فلا تفكر في ذلك نؤمن بأنه -تعالى- ذو سمع وذو بصر فهو سميع وسمعه واسع لجميع أسراره وذو بصر كما تقدم واسع بصره نافذ لجميع المخلوقات وأن له -تعالى- عينين يرى بهما كيف يشاء وله عينينا تلقيا به حقيقة كما أن له يدين حقيقية كما أن له علمًا وقدرة وحياة حقيقة كل ذلك للرب -تعالى- على ما يليق به ويختص به لا يماثله شيء من صفاته». اهـ.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
كل ما ذكره الشيخ البراك في فتواه هذه لا يخالفه مما قيل سابقاً شيء غير أنه يقول في فتوى أخرى له باثبات العينين و الرد السابق كان يخالفه في هذه النقطة و قد بينت في ذلك الرد وجه الخلاف و مدى " السعة " فيه.
فتواه حفظه الله و نصر به دينه و سنة نبيه هنا:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=162443
و مما قال فيها حفظه الله:
" الحمد لله قال الله تعالى: "تجري بأعيننا" (القمر) وقال سبحانه: "فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا" (الطور) وقال: "ولتصنع على عيني" (طه)
¥