ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 08:27 م]ـ
أخي الكريم
إنما لم يرد ذلك عنهم تصريحا لأنهم ما كانوا يستشكلون التعبير عن العينين بالأعين ولا بالعين، كما لم يرد عن أحد منهم أنه استشكل الإفراد في اليد، ولا الجمع فيها.
وقد تكلم الإمام أحمد بأشياء كثيرة في الرد على الجهمية لم يتكلم فيها أحد من الصحابة لأنهم لم يكونوا يستشكلونها أصلا حتى يصرحوا بها، فأين في كلام الصحابة أن (القرآن غير مخلوق)، وأن (الله في السماء بذاته) وأن (كلام الله قديم النوع حادث الآحاد) ... إلى آخر ذلك.
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن الله عز وجل ييسر من أهل العلم من يرد على المبتدعة في كل عصر بما يرد شبههم ويبين الحق من الباطل؛ لأن كل عصر له شبهه، وكل مبتدع له رد.
وأما مسألة اللغة العربية، فأنا ما قلت قولي إلا بعد النظر في كتب اللغة، وهذا ما وجدتُه فيها، فإن كنت تعتقد خلاف ذلك فأنت المطالب بالإثبات لا أنا؛ لأنك تدعي معنى في العور لم يقله أحد، فإن كان قاله أحد فتفضل بذكره، وإن كان لم يقله أحد ثبت أنه معنى باطل لا يصح حمل كلام الله ورسوله عليه، وإن أردت أن أنقل لك من كتب اللغة شيئا من ذلك فأبشر.
وإذا كنت تعجب من إجماع في مسألة من العقيدة وليس فيها أثر عن الصحابة، فإن العجب من قولك أكبر وأكبر؛ لأن قولك هذا لم يرد فيه أيضا أثر عن أحد من الصحابة ولا من التابعين، ولا من الأئمة المعتبرين، ولم يذكره أحد من المتقدمين، ولم ينسبه أحد إلى عالم من علماء السلف، بل ولا حتى إلى أحد من النظار المتكلمين، فضلا عن أن يحكى عليه الإجماع من جمع كبير من أهل العلم المؤتمنين على عقائد المسلمين.
وأما قولك (إن مذهب الصحابة والتابعين كان كمذهب الشافعي الإجمال حتى يصرف النص بالتفصيل) فهذا مصادرة على المطلوب؛ لأننا ذكرنا لك جمعا من أهل العلم حكى إجماع السلف على ضد ذلك، ولم تأت بما يخالف ذلك صريحا عن أحد من أهل العلم، وأتيت بكلام مبهم محتمل مجمل، ومن الباطل المتيقن بطلانه أن يكون الكلام المبهم حجة على الكلام الواضح الصريح.
ولو كان عن أحد من السلف في ذلك خلاف فعلي لنقل ذلك حتى لو لم يكن من المشهورين، فضلا عن أن يكون من الأئمة المتبوعين كالشافعي رحمه الله، ولا أظنك تجهل سعة علم هؤلاء العلماء الذين حكوا إجماع السلف في ذلك أو حكوا بعض أقوالهم، وقد عرف كثير منهم بالموسوعية في النقل ومعرفة الأقوال، مثل محمد بن نصر المروزي من المتقدمين، وابن تيمية من المتأخرين، ولا أظنك تحسب هذه الأقوال التي حكيتها عن الشافعي والبيهقي تخفى على أمثال ابن تيمية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 08:58 م]ـ
من باب الفائدة انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85843
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 06:53 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته:
حياك الله أخي الفاضل:
قولك " لأنهم ما كانوا يستشكلون التعبير عن العينين بالأعين ولا بالعين، كما لم يرد عن أحد منهم أنه استشكل الإفراد في اليد، ولا الجمع فيها."
سبق لي و أن علقت على هذه النقطة فقلت في ردي رقم 9
" المفرد في اللغة يأتي و له معنى " العدد " أو " الجنس "
الجنس كقولك: رأيته بعين رأسي. أي ببصري و نظري و هذا لا يعني أن لك عين واحدة.
العدد كقوله تعالى: " العين بالعين " أي كل عين يقابلها عين.
و قد يحتمل الإفراد هذه أو تلك.
الجمع له معنى التعظيم أو الشدة والقوة كقوله تعالى " و السماء بنيناها بأيد ٍ "
و قد تأتي بمعنى الجمع: كقولك " الاياس مما في أيدي الناس ".
و قد يحمل على هذه و تلك.
تبقى التثنية؟
كقوله تعالى " بل يداه مبسوطتان "
التثنية لا أعرف - حسب قاصر علمي - أن لها في اللغة معناً غير " العدد " "
لهذا لم يستشكل ذلك أحد في حال الافراد والجمع أما التثنية فليست كذلك.
أما قولك أن الامام احمد تحدث في شيء لم يتحدث به الصحابة فقد نوهت عن هذه النقطة في ردي عليك حيث قلت " واجماع على أمر " ليس من حوادث الأمور " في ذاته لم يرد في المجمعين أثر عن صحابي أو تابعي ناهيك عتهم كلهم ".
¥