" والعوار الرمد والعوار الرمص الذي في الحدقة والعوار اللحم الذي ينزع من العين بعدما يذر عليه الذرور وهو من ذلك والعوراء الكلمة القبيحة أو الفعلة القبيحة "
و فيه:
" لما اعترض أبو لهب على النبي صلى الله عليه و سلم عند إظهار الدعوة قال له أبو طالب يا أعور ما أنت وهذا؟ لم يكن أبو لهب أعور ولكن العرب تقول الذي ليس له أخ من أمه وأبيه أعور وقيل إنهم يقولون للرديء من كل شيء من الأمور والأخلاق أعور وللمؤنث منه عوراء والأعور الضعيف الجبان البليد الذي لا يدل ولا يندل ولا خير فيه "
" والعوار بفتح العين وضمها خرق أو شق في الثوب وقيل هو عيب فيه فلم يعين ذلك قال ذو الرمة تبين نسبة المزني لؤما كما بينت في الأدم العوارا وفي حديث الزكاة لا تؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار قال ابن الأثير العوار بالفتح العيب وقد يضم والعورة الخلل في الثغر وغيره "
و أما قولك " وإذا كنت تعجب من إجماع في مسألة من العقيدة وليس فيها أثر عن الصحابة، فإن العجب من قولك أكبر وأكبر؛ لأن قولك هذا لم يرد فيه أيضا أثر عن أحد من الصحابة ولا من التابعين، ولا من الأئمة المعتبرين، ولم يذكره أحد من المتقدمين، ولم ينسبه أحد إلى عالم من علماء السلف، "
أنا لم أزعم الاجماع ولكني قلت بأن هذا هو مذهب الصحابة في الصفات عموما لا يفصلون حتى يرد الدليل و الا فيجملون الصفة و قد قال بما قلت به الشافعي حيث أجمل في صفة الاصبع ثم نفى عن الله ما نفى عن نفسه فقال وربنا ليس بأعور مع أنه قبلها فصل في صفة اليدين حيث قال بأن لله يدين ثم زاد ذلك تفصيلا فقال وله يمين فلو كان يقول بتثنية صفة العين لفصل ولكنه لم يثبت في فهمه أن نفي صفة العوار اثبات للتثنية والشافعي هو سيد الاستنباط.
فأنا على الأصل و من ترك الأصل هو الذي يطالب بالدليل فالأصل أنه لا تفصيل لمجمل حتى يرد ما يفصله من آية أو أثر ولو كان حديث الدجال مفصلا لورد ولو عن صحابي أو تابعي القول بمقتضاه على الأقل وليس التصريح به ولكن ذلك لم يرد فمن ترك الأصل هو الذي يأتي بالدليل فأنا أقول لا دليل على التثنية و أنت تقول بلا فأنت من يطالب باثبات أن الصحابة كانوا يقولون بذلك مع أنه لم يثبت عنهم ذلك وهم الذين رووا دليلك الذي أنت تبني عليه معتقدا هم لم يعتقدوه مع أنهم نقلوا دليله الذي تتمسك أنت به فلم يقل أحد منهم لا معرضا و لا حاكيا و لا مناقشا و لا مقررا بأن لله عينين.
وقولك:
" ولا أظنك تحسب هذه الأقوال التي حكيتها عن الشافعي والبيهقي تخفى على أمثال ابن تيمية."
لست أنا ولا من هو خير مني بشسع نعال من ذكرت أنت ممن نقل الاجماع ولكن للعلم أصول نمشي عليها كما مشوا هم قبلنا وكما قال ابن تيمية رحمه الله بفناء النار لأن الأثر الذي قال فيه عمر: " لو لبث أهل النار في النار قدر رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون منها" أو أثر نحوه رواه الحسن عن ثابت البناني عن حماد أو نحو ذلك فقال الشيخ هذا أثر رواه أئمة الاسلام وهم الذين ينكرون البدعة ولم ينكروه بل نقلوه و سكتوا عنه فجعل ذلك قرينة على أن القول بفناء النار أمر مشتهر في زمانهم وليس بمحدث أحدثه هو أو المتأخرين و تجد كلامه في الفتاوى.
و أنا الآن أطالب بمثل هذا!
أقول إن كان مشتهرا أن لله عينين فأريد نصا صريحا في ذلك منقول عن صحابي واحد - كأضعف الايمان - تناقله الأئمة ليثبت لي شهرة هذا القول - دع عنك الاجماع عليه - في زمن الصحابة والتابعين.
كيف يرد الاجماع وتنتفى الآثار نفيا مطلقا تماما بكل معنى الكلمة؟؟؟
أترك دواوين الاسلام كلها و ألغي كل أصول الطلب و الاستشهاد و أقول ذكر فلان الاجماع فهو الدين و لا غيره؟؟؟
كيف يجمع الصحابة على أن لله عينين ثم لا يرد عن أحد منهم وصف الله بذلك؟؟؟
أم أنه سر دفين و علم لا ينبغي اظهاره للعامة؟
إن كان الصحابة تكلموا في أحاديث و نقلوها ذكر فيها الكرسي و العرش و اليد و القدم و الصوت ثم يسكتون عن هذه الصفة الظاهرة الغير مشكلة على فهوم الناس صمتا مطلقا مطبقا لا ينبسون بها ببنت شفه؟؟؟
سبحان الله!
وفقني الله و إياك لما يحب و يرضى
والله أعلم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 08:27 م]ـ
¥