تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التفسير للحديث العبارة التي بدأ بها النبي صلى الله عليه و سلم كلامه حيث قال " إن الله لا يخفى عليكم " يريد بذلك أنه سيذكر لهم شيئا هم على علم به لم يكن خافيا ً عليهم وهو " كمال صفات الله " و لو كان يريد اخبارهم بعلم جديد وهو " أن لله عينين " لما قال " إن الله لا يخفى عليكم " ولكن كان سيقول " إن الله لن يخفى عليكم " لأنه سيخبرهم بأمارة جديدة يميزون بها ربهم لأن لن تفيد الاستقبال ومحنة الدجال مستقبلة كما أن العلم الذي سيخبرهم به كان مستقبلا حال نطقه بهذه العبارة فكان الصحيح أن يقول " لن " و نظير ذلك قوله لعمر كما في الصحيح " أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده " ولكنه قال في الحديث " لا يخفى عليكم " فهذا يدل على أن سبب عدم اختلاط أمر الدجال عليهم كان أمراً معلوماً عندهم و هو " كمال الله في صفاته " مثال ذلك لو قلت لك " إن المسلم لا يخفى عليك فالكافر يسجد للصنم والمسلم لا يسجد له " فمعناه أنك لا يخفى عليك أنه لن يكون المسلم مسلماً حتى يكون موحدا والموحد من آحاد صفاته التي يقتضيها التوحيد أن لا يسجد لصنم فأنت تعلم أن المسلم يجب أن يكون موحداً و الجديد لديك أن صفة الكافر أنه يسجد لغير الله فكذلك الحديث فمعناه أنه لا يخفى عليكم أن الكمال لله و مما لا يدخل على الله صفة النقص و الدجال أعور ناقص الخلقة فالكمال معلوم والجديد هو تحديد صفة النقص في الدجال و ليس المقصود أن لله عينين!. و هو واضح ولو قيل بأن نفي العور هنا جعل في حد ذاته " أي من حيث أنه ذهاب عين وبقاء عين " علامة وحيدة للتمييز بين الله تعالى و الدجال للزم من ذلك اثبات أن لله فم و وحاجب و لسان و أنه على هيئة البشر طالما اننا لا نستطيع تمييز ربنا الا بهذه الخصلة فهو مماثل فيما عداها للدجال و إن قيل بأن هذا ليس بلازم فيقال فمالذي جعل نفي العور اثبات للعينين أمراً لازماً إذن إن كان لا يقصد بتلك الصفة فصل التمييز بين الدجال و ربه؟؟؟ فإن كان لا يقصد بها فصل التمييز بين الدجال و ربه لم يكن لمفهوم العدد في العينين قيمة و عندها تعلم أن العور انما قصد به التذكير بكمال صفات الله و أنه لا يشوبه نقص و من قال بأن ذكر العور أريد به أن المسلم يميز ربه عن الدجال بأن الدجال له عين و أن لله عينين يلزم من قال بذلك القول بأن الله مماثل للدجال في كل ما عدى ذلك لأن التمييز لا يكون الا بالأمر المختلف بين الاشياء التي نقارن بينها وعندما حصر الاختلاف في عدد الأعين و جعلت هي الأمارة التي لا تخفى علينا علمنا أن الله مماثل للدجال فيما سوى عدد الأعين وهذا لا يقول به مسلم و من قال بأن هذا ليس بمقصود في الحديث قيل له: فلماذا تجعل العدد غاية في سوق الحديث و الاخبار به و تتكلف التأويلات من أجل اثبات ذلك؟؟؟!.

و قد خالف في دلالة الحديث اللغوية رجل يعد من كبار أهل اللغة بل وجمع معها العلم الشرعي وهو ابو القاسم السهيلي في القرن السادس حيث يستشهد بترجيحاته ابن تيمية و ابن القيم وراجع كتبهم تجد ذلك , بل إنه صنف رسالة مستقلة في حديث " ربكم ليس بأعور " و أنه ليس دليل على أن لله عينيبن و قد ذكرت ذلك عنه في الرد رقم 13 فلا يقال أنه لم يخالف في هذا أحد كما تقول يا أبا مالك حفظك الله حيث قلت " ونحن نقول: سلمنا أنه ليس قاطعا، ولكنه ظاهر، فما المانع من القول به إذا كان ظاهرا ولم يوجد له معارض من النصوص، ولا مخالف من أهل العلم؟ "!

بل خالف السهيلي و قد ذكرت لك من جلالته ما ذكرت وغيره مثل ابن حزم في القرن الخامس الذي قال عنه ابن تيمية بأن له إحاطة بفنون الاسلام لا ينكرها الا مكابر و من أبرز ما اثبت له النبوغ في اللغة و هو الذي نفى ثبوت الأثر بذلك مع إحاطة حفظه و لم يتمكن احد من الرد عليه الا بحديث " ربكم ليس بأعور " و يهمنا كما قلت سابقا من نفي ابن حزم أنه نفى الثبوت و لم يتمكن أحد من رد نفيه الا بذلك الحديث الوحيد الذكر فنحن لا نستشهد بفهم ابن حزم للصفات وانما نستشهد بفهمه للغة العرب و سعة حفظه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير