تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" فأما الجواب المجمل، فهو أن أن مثل هذا الإيراد مجرد استشكال ظني، لا يفيد الطعن في الأدلة العقلية البرهانية، فغايته أن يكون إشكالا يحتاج إلى جواب مع القطع بأنه باطل، ولا يلزم من عدم معرفتي الجواب بطلان حجتي؛ لأن دليلي أظهر في العقل وأبين من هذه الشبهة."

ت: عدم ثبوت النقل ليس استشكال ظني لأن اليقين على خلاف ما ذكرت وهو الاجمال حتى يرد التفصيل و إنما الظن هو اثبات ما لم يثبت بكلام من لم يعاصر فكيف يرد التفصيل عن قرنين من المسلمين وهما القرنان اللذان أخذ عن أهلهما كل الدين ثم لا يثبت في ذلك التفصيل اثر والعقل و براهينه التي تنادي بها يا أخي الكريم لا يمكنه أن يقبل عدم ثبوت النقل في تفصيل صفة من صفات الله أجمع صدر الامة على تفصيلها بأن لله عينين - كما هو الزعم - ثم يقبل أن يرد تفصيل ما هو دون ذلك في الصفات و في فروع الشريعة و قد تكلمت على مسألة أن اثبات صفة العينين لله ليس فيه تكلف و لا تعمق لكي يكون الايمان به مضمرا و مبهما في كلام الصحابة والتابعين إلى حد العدم!.

و قولك:

" وأما الجواب المفصل، فهو أنهم لم يحتاجوا إلى ذكر ذلك أصلا، كما لم يُحتج إلى ذكره القرآن، فالقرآن لم يصرح بالتثنية في العينين، ولم يكن هذا دليلا على نفي العينين، فلو كان ترك تصريح الصحابة والتابعين حجة على كلامك، لكان ترك تصريح القرآن بذلك حجة أبلغ منها، وأنت لم تحتج بها لأنها باطلة، فإذا كانت باطلة بطل ما هو دونها بقياس جلي "

وقولك " فهو أنهم لم يحتاجوا إلى ذكر ذلك أصلا " هذا قول غريب لأني سبق و قلت أنني لا افترض حال ثبوت هذه الصفة عند الصحابة أن يتكلموا عنها لتقريرها لأنها ستكون واضحة جلية ليس فيها مزيد تعمق تماما كصفة اليدين و لكن لماذا لم يثبت عن الصحابة في كلامهم و خطبهم و مواعظهم القول - عرضا لا تقريرا - بأن لله عينين و ثبت ذلك في كل نظائرها مثل اليد و الوجه وغير ذلك؟

ابن عباس يفسر قول الله تعالى {واصنع الفلك بأعيننا ووحينا} قال: بعين الله. تفسير الطبري

قتادة في قوله "قد يعلم ما أنتم عليه .. الآية

قال: ما كان قوم قط على أمر ولا على حال إلا كانوا بعين الله. الدر المنثور

هذه نماذج و كتب أهل السنة طافحة بمثل هذا الاجمال لصفة العين و قد ذكرت في آخر الرد رقم 13 جملة من الآثار عن جمع من الصحابة والتابعين!

لماذا لم يقل ابن عباس " عيني الله " و كذلك قتادة؟؟؟

لماذا لا يثبت عنهم الا الاجمال و يتجنبون التفصيل و ذكر التثنية في صفة العين؟؟؟

أليس ذلك من العلم؟ أليس ذلك من التفسير؟

ثم يقال " لم يحتاجوا إلى ذكر ذلك "!

بل احتاجوا ولكنهم ما وجدوا دليلا على ما تذهب اليه فلم يذهبوا اليه!.

وسكوت القران عن بعض الصفات ليس دليلا على نفيها فلم ترد صفة الإصبع في القران و لا الضحك و غير ذلك و لكنها ثبتت في السنة.

و أنا أوافقك فيما قلت عن الاجماع و أنه دخل عليه اعتراض كثير من حيث ثبوته عند نقله و لكنه في مسألتنا هذه هو المعول الوحيد و الا فالأصل أولى بقطع الخلاف و هو بقاء الصفة على أصل ثبوتها بلا تفصيل لم يرد النص الصريح فيه و قولك يا أخي الفاضل:

"وقد ذكرتُ لك أيضا من قبل قسمة عقلية حاصرة في مسألة صفة العين ولم تجب عنها:

فإما أن تثبت عينا واحدة

وإما أن تثبت عينين

وإما أن تثبت عيونا كثيرة"

ت: هذا قول غير صحيح و قسمة ليست حاصرة و إنما هي " قاصرة " لأنها تركت الأصل و جمعت الظنون فالأصل الذي ثبت باجماع أهل السنة لا يخالف فيه أحد أن لله صفة العين ثابتة على الحقيقة كما يليق بجلالة فهذا هو الأصل الذي اجتمع عليه الناس أما مسألة العدد فهي ظنون لم يثبت بها دليل فلا يلزمني القول بشيء منها ومن يلزمني بذلك فعليه أن يلزم السلف قاطبة بتحديد اصابع الله بعدد معين لأنهم كلهم يثبتون صفة الإصبع على الاجمال بلا عدد فلماذا لم يلزمهم القول بعدد معين مع ثبوت أن لله اصابع عدة؟؟.

فالصحيح أن تجعل في حصرك الذي ذكرت الافتراض الأول:

- الايمان بأن لله صفة العين ثابتة كما يليق به سبحانه بلا كيف و لا كم كما هو الحال في صفة الإصبع.

فهذا الزام لعلك نسيت أن تذكره فهو قد ساغ في غير واحدة من صفات الله فيسوغ في هذه إن شاء الله.

و أمثل ما قلته يا أخي في ردك هو قولك أن عدم نقل الخلاف في ذلك دليل على ثبوت عكسه.

وقد رددت على ذلك و أضيف إلى ما سبق قوله أنه مع قلة وجود نقل الخلاف - ولا أقول عدمها لأنه غير صحيح حيث ثبت نقل الخلاف وعن رجال هم من كبار أهل اللغة والحفظ - فإنه رافق ذلك أيضا " قلة النقل عن الموافق بعينه " و إنما ذكرت اجماعات في نقلها من المقال ما قد قيل و لو أسندت الأقوال إلى شخوص السلف المثبتين للتثنية لعلمت غربتهم وسط من سكت أو أجمل.

و أختم بقولي أني أعلم أن سكوتك من قبل ليس لقصور حجتك أو علمك فأنت من أنت في هذا المنتدى من الفضل والعلم و دماثة الخلق - نحسبك و لا نزكي على الله أحد - حفظك الله و بارك فيك و بقائي على ما اقول ليس حبا في الجحود و الجدل و إنما لأني أكره ترك اليقين إلى ما لا يعدله.

والله أعلم بالصواب عليه توكلت و إليه أنيب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير