تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 10:35 م]ـ

لا أريد أن أحيي النقاش وإنما أريد أن أستفسر عن قول الشافعي الآنف. فلقد أعياني البحث عن قول للشافعي في الصفات الخبرية فلم أجد له غير هذا القول الذي ينقله ابن تيمية عن كتاب أبي الحسن الكرجي الغير مطبوع ولا يذكر سنده

فإن كان هذا القول ورد عن الشافعي في كتاب آخر مسندا فالرجاء من الأخوة وضعه هنا

وإن كان للشافعي أقوال أخرى في الصفات الخبرية فليسعفني بها الأخوة

وبارك الله بكم

بارك الله فيك

عقيدة الإمام الشافعي رحمه الله – ت 204 هـ - نقلها ابن أبي حاتم الرازي عن يونس بن عبدالأعلى عنه رحمه الله حيث قال:

قال يونس ابن عبد الأعلى المصري: سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله وما ينبغي أن يؤمن به فقال: لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته لا يسع أحداً من خلق الله قامت عليه الحجة إلا الإيمان بها إذا القرآن نزل به وصح عنده بقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عنه العدل فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو بالله كافر فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالروية والفكر ونحو ذلك بإخبار الله سبحانه وتعالى إيانا أنه سميع بصير وأن له يدين بقوله " بل يداه مبسوطتان " وأن له يميناً بقوله " والسموات مطويات بيمينه " وأن له وجهاً بقوله " كل شيء هالك إلا وجهه " وقوله " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " وأن له قدماً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " حتى يضع الرب فيها قدمه " يعني جهنم وأنه يضحك من عبده المؤمن بقول النبي صلى الله عليه وسلم للذي قتل في سبيل الله " إنه لقي الله وهو يضحك " إليه وأنه يهبط كل ليلة إلى سماء الدنيا بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وأنه ليس بأعور بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذ ذكر الدجال فقال: إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور " وأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر وأن له إصبعاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل " فإن هذه المعاني التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم مما لا يدرك حقيقته بالفكر والروية فلا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها فإن كان الوارد بذلك خبراً يقوم في الفهم مقام المشاهدة في السماع وجبت الدينونة على سامعها بحقيقته والشهادة عليه كما عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم و نحن نثبت هذه الصفات و ننفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " اهـ

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (و أَخْرَجَ اِبْنُ أَبِي حَاتِم فِي مَنَاقِب الشَّافِعِيّ عَنْ يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى سَمِعْت الشَّافِعِيّ يَقُول: ..... ) , فساق جملة من كلامه أعلاه , و رواها الإمام ابن أبي يعلى بسنده الى الإمام الشافعي في طبقات الحنابلة حيث قال: (قرأت على المبارك قلت: له أخبرك محمد بن علي بن الفتح قال: أخبرنا علي بن مردك قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا يونس ابن عبد الأعلى المصري .. فساق المعتقد بأعلاه

و روى هذه العقيدة الشيخ ابراهيم بن حسن الكوراني الشافعي رحمه الله - ت 1101هـ - في ثبته إيقاظ الهمم ص 20 - 21 من طريق الحافظ عبدالغني المقدسي رحمه الله - ت 600 هـ - حيث ان الحافظ عبدالغني صنّف كتابا فيه معتقد الإمام الشافعي و نقل كلامه أعلاه مستفتتحا ذلك بقوله: " باب إتباعه – أي الإمام الشافعي - صالح سلف الأمة و مجانبة التأويل و ترك التشبيه و التعطيل "

ثم قال الحافظ عبدالغني رحمه الله بعد ان ساق عقيدة الإمام الشافعي المذكورة أعلاه: " و هذا من الإمام الشافعي دليل على ان كل ما جاء عن الله و رسوله مما نطق به الكتاب العزيز و صح النقل عن الرسول المصطفى الأمين انه قائل به معتقد له غير راد له " اهـ عن إيقاظ الهمم للكوراني

و قال الحافظ ابن كثير في " البداية و النهاية " في ترجمة هذا الإمام الجليل:

((قال-يعني الشافعي-: لو علم الناس ما في الكلام من الاهواء لفروا منه كما يفرون من الاسد.

وقال: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويطاف بهم في القبائل وينادى عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.

وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا.

وقال: إذا رأيت رجلا من أصحاب الحديث فكأنما رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، جزاهم الله خيرا، حفظوا لنا الاصل، فلهم علينا الفضل.

ومن شعره في هذا المعنى قوله: كل العلوم سوى القرآن مشغلة * إلا الحديث وإلا الفقه في الدين العلم ما كان فيه قال: حدثنا * وما سوى ذاك وسواس الشياطين وكان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر.

وقد روى عن الربيع وغير واحد من رؤوس أصحابه ما يدل على أنه كان يمر بآيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف، على طريق السلف) اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير