تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من أدب الشفاعة و الشافعين]

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[04 - 02 - 07, 10:42 م]ـ

بسم الله خير الأسماء في الأرض و السماء

(1) و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء، الذي طافت هداية نبوته الغراء في آفاق الأرض، و صارت اليها من بين سداها و لحمتها سوانح الحب، و الحق، و الهدى، و السنا، و النور، و الرضا، و تحامت في جبار نورها لمحات التقوى، الآخذة من غلالات الشوق السرمدي ما تعجز الشدائد عن نيل مزقة من غلالات ذلك الشوق، و ظلت تلكم الغلالات تبث من نثار غلالات ذلك الشوق _ في غير من، و لا ضن، و لا أذى _ لا ترى من لها على الناس، الا أن ينالو لأنفسهم ثوابا واسعا، بشكرهم لربهم سبحانه على ما أولاهم من نعمة التوجه اليه، أن أنالهم التوفيق لشكره سبحانه، و هدايتهم الى أسبابه المبقيته فيهم، ما داموا على مثل ذلك، أسأله سبحانه أن يديم فينا من جميل عافية الشكر، ما يقيمنا على رعاية نعمائه، و النأي عن اسباب ضرائه، انه سميع مجيب.

(2) و قد بلوت الناس، و عجمت أعود نفوسهم،و خبرت دخائلهم، و بذلت لهم من صنائع المعروف ما أملت معه فضل فضل من احسانهم، أرادهم به الله سبحانه أن يكونوا محسنين، فيكون الاحسان وشيجة بينهم، فما كان منهم الا الكنود الحائد بهم عن رغائب الخير،نسوا معه أن الاحسان وضعه الله في الخلائق ليتواصلوا به، تكرم به الطبائع، و تعز به الاخلاق، و ترجى به المودات الجاريات و المروءات الحاليات، و أعرلاضوا بشنآن القلوب الكالح، و صاروا على صولة الشيطان العائرة، و عثرة الخيرلا العاسرة، و نسوا الشدائد التى صرفتها عنهم، و الآمال التى أجريتها اليهم، حتى غدا فيهم الصبر على جنة الفرح الزاهي، و الفزع السالي، و كنت لهم يوما _ كما قالوا _الوالد الراعي الأمين ن و المربي الباذل بالهدى و الحق المبين، و العالم الداعية الى صراط مستقيم، و ما لبث أن صاروفيهم الشيطان امام الهدى، و الآخذ العهد عليهم أن يكونوا تلاميذه المخلصين، و أتباعه الذائدين عن حياض المائرين الغادلرين، و ناست فيهم الاهواء، و ألقوا برؤوسهم و قلوبهم على أقدام الذين أوغلوا في الظلم، و بشمت أرواعهم من جناه، و التمسوا العلم في سنخ الجهل الآسن، ظانين في أنفسهم ظن السوء.

(3) و لعلى لا أظلمكم و لا أظلم نفسي؛ ان قلت لكم بملء فمي: لقد كان منكم شئ من الذي كان من الئك، و ما كان مني الا الا الصبر على ما اوذيت زمانا منكم و منهم معا من غير تقوى من الله و لا حياء حتى من انفسكم، كان الاحسان فيه لنفسي أني حفظت وصية لقمان لابنه: (و اصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور)، (و بشر الصابرين)، و هل أحسن من وصية أنعم الله بها على عبد صالح من صالحي عباده، تسعى به بشرى عالية السنام، ضامرة الحشا، جناء الوطاب، تمشي في الناس على خلف من منى الفرقة الهابية الكابية العاسية، و التقى القوم في وعد قاسط، و عهد مائن، على قوس عاديه، وترها مشدودة الى عروة وثيقة، رابية بالحقد و البغضاء، غير أني على وجل من عاقبة ما ينتهى اليه أمرها في امة لا يرضى لها ربها الا أن تكون على أحسن ما يكون عليه مقتضى قول ربنا سبحانه: (كنتم خير امة اخرجت للناس)، و هل حط على كاهل الامة من بلاء عمي الا من مثل هذا؟

(4) و ليس أدري بالانسان من نفسه بنفسه، و اذا ما ضم العدل الى تلك الدراية؛ بلغت أحسن ذروتها، و لقد و الله عرفت نفسي، و بذلت هذه المعرفة لأعرف بها غيري كما عرفتها، فألفيتني على صفاء قلب، وطيب سريرة، و مجافاة عن المكر و الخديعة، و مساعاة للسوء في مظانه كيلا يمد ذراعه فيصيت في الناس من آذاه، ثم من قبل أن يقع و لو على اليسير منه، فاعذر أني أتيت على المقدور عليه من الخير أو صنيع المعروف، و لم آل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير