تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في كل زمان الحقيقة المحمدية , ولكل زمان قطب منها , وهو خطيب سر الولاء بكلمة: بلى).

هذا وأن ابن عربي قال بصراحة ووضوح بدون إبهام ولا إيهام:

(أنا القرآن والسبع المثاني وروح الروح لا روح الأواني

فؤادي عند معلومي مقيم يشاهده وعندكم لساني).

ويعتقد الشيعة أن أئمتهم يعرفون جميع الألسن واللغات , وحتى لغات الطيور والوحوش.

فيذكر الصفار في بصائره العناوين الأربعة لبيان علوم أئمته:

(باب في الأئمة عليهم السلام أنهم يعرفون الألسن كلها).

(باب في الأئمة أنهم يتكلمون الألسن كلها).

(باب في الأئمة أنهم يعرفون منطق الطير).

(باب في الأئمة عليهم السلام أنهم يعرفون منطق البهائم , ويعرفونهم , ويجيبونهم إذا دعوهم).

ثم يورد تحتها روايات كثيرة تنبئ وتدل على كل ما ذكره في العناوين.

فمثلا يروي عن جعفر بن الباقر أنه قال:

(قال الحسن بن علي عليه السلام: إن لله مدينتين , إحداهما بالمشرق , والأخرى بالمغرب , عليهما سوران من حديد , وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع من ذهب , وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه , وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجة غيري والحسين أخي).

ويروي عن محمد الباقر أنه قال:

(علمنا منطق الطير , وأوتينا من كل شيء).

وغير ذلك من الروايات الكثيرة , وأورد مثلها كل من الكليني في كافيّه , والحرّ العاملي في الفصول المهمة.

ومثل ذلك ذكر المتصوفة في كتبهم عن أوليائهم ومشائخهم , فيقول الشعراني في طبقاته عن إبراهيم الدسوقي:

(وكان رضي الله عنه يتكلم بالعجمي والسرياني والعبراني والزنجي , وسائر لغات الطيور والوحوش).

وقال عماد الدين الأموي: (العارفون يفهمون كلام المخلوقين من الحيوانات والجمادات).

وكتب الشعراني في كتابه (الأنوار المقدسية):

(الولي يعطيه الله تعالى معرفة سائر الألسن الخاصة بالإنس والجن , فلا يخفى عليه فهم كلام أحد منهم).

وذكر القوم حكايات كثيرة عن متصوفيهم تشتمل على تكلمهم مع السباع والطيور وغيرها , سنذكرها في الجزء الثاني من هذا الكتاب في باب مستقل إن شاء الله.

ولكن للطرافة نذكر حكاية واحدة ذكرها الشعراني في طبقاته الكبرى , فيقول:

(أقام الشيخ أبو يعزي في بدايته خمس عشرة سنة في البر , لا يأكل إلا من حبّ الشجر في البادية , وكانت الأسد تأوي إليه والطير يعكف عليه.

وكان إذا قال للأسد: لا تسكني هنا , تأخذ أشبالها وتخرج بأجمعها.

قال الشيخ أبو مدين رضي الله عنه: زرته مرة في الصحراء وحوله الأسد والوحوش والطير , تشاوره على أحوالها , وكان الوقت وقت غداء , فكان يقول لذلك الوحش: اذهب إلى مكان كذا وكذا , فهناك قوتك , ويقول للطير مثل ذلك فتنقاد لأمره.

ثم قال: يا شعيب , إن هذه الوحوش والطيور أحبت جواري فتحملت ألأم الجوع لأجلي , رضي الله عنه).

فهذا هو التطابق الكلي بين الشيعة والصوفية في هذه القضية.

الْحُلُولُ والتَّناسخ

وإن فرقا من الشيعة يعتقدون في أئمتهم بأنهم هم الذين ظهروا في مختلف الصور في الأزمنة المتعددة , والأمكنة المختلفة , وهم الذين ظهروا في أيام آدم بصورة آدم , وفي دور نوح بنوح , وكذلك شيث وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم في زمانهم , وأن أئمتهم هم الذين نجّوا نوحا , وأغرقوا الخلق في عهد نوح , وخرقوا السفينة , وقتلوا الغلام وغير ذلك.

فهاهم يكذبون على علي رضي الله عنه أنه قال:

(أنا ومحمد نور واحد من نور الله ... أنا صاحب الرجفة , صاحب الآيات ... أنا أهلكت القرون الأولى , وأنا النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ... أنا الكتاب ... أنا اللوح المحفوظ ... أنا القرآن الحكيم ... أنا محمد ومحمد أنا ... إن ميتنا لم يمت , وقتيلنا لم يقتل , ولا نلد ولا نولد ... وأنا الذي نجّيت نوحا ... ونطقت على لسان عيسى بن مريم في المهد , فآدم وشيث ونوح وسام وإبراهيم وإسماعيل وموسى ويوشع وعيسى وشمعون ومحمد وأنا كلنا واحد ... أنا أحيي وأميت ... وكذلك الأئمة المحقون من ولدي , لأنا كلنا شيء واحد يظهر في كل زمان).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير