وأما تسمية المتصوفة العلماء والفقهاء والمسلمين الآخرين الذين لا يؤمنون بباطنيتهم , بأهل الظاهر , , والعامة , , وأهل الرسوم , والنكير عليهم فمنتشر في كتبهم , كما يقول ابن عربي: (ما خلق الله أشق ولا أشد من علماء الرسوم على أهل الله المختصين بخدمته , العارفين به من طريق الوهب الإلهي , الذين منحهم أسراره في خلقه , وفهم معاني كتابه وإشارات خطابه , فهم لهذه الطائفة مثل الفراعنة للرسل عليهم السلام).
وقال لسان الدين بن الخطيب:
(إن كل الخلق قعدوا على الرسوم , وقعدت الصوفية على الحقائق).
أي أن الصوفية هم أهل الحقائق , وسائر الناس أهل الرسوم.
ويقول الكمشخانوي: (الذين اقتصروا على الشريعة فهم العامة).
والترمذي الملقب بالحكيم يقول في كتابه (ختم الأولياء):
(أكثر الشريعة جاءت على فهم العامة).
نَسْخ الشّريعَةِ وَرَفع التّكَالِيف
ومن العقائد الشيعية الباطنية المعروفة: نسخ الشريعة , ورفع التكاليف.
أما نسخ شريعة محمد صلوات الله وسلامه عليه فيؤمن به جميع فرق الباطنية ولو أنهم يتظاهرون بإنكاره كما ذكر الغزالي.
وكما ورد في أدعية الأيام السبعة للإمام الإسماعيلي المعز لدين الله.
وكما قال أبو يعقوب السجستاني:
(أما القائم عليه السلام فإنه يرفع الشرائع).
وأيضا في الكتب النصيرية والدرزية وغيرها من الفرق الباطنية الأخرى.
وأما رفع التكاليف فيقول الداعي الإسماعيلي طاهر بن إبراهيم الحارثي اليماني:
(حجج الليل هم أهل الباطن المحض , المرفوع عنهم في أدوار الستر التكاليف الظاهرة لعلو درجاتهم).
وبمثل ذلك نقلوا عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال:
(من عرف الباطن فقد سقط عنه عمل الظاهر .... ورفعت عنه الأغلال والأصفاد وإقامة الظاهر).
ويشاركهم في ذلك فرق الشيعة الأخرى , مثل المعمرية من الخطابية والجناحية والمنصورية وغيرها من الفرق الشيعية الأخرى.
مؤولين قول الله عز وجل: {يريد الله أن يخفف عنكم} , وقوله جل وعلا: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ}.
سالكين في ذلك منهج التأويل الباطني الخبيث , فتركوا الواجبات , وأباحوا المحرمات , وأتوا المنكرات.
والشيعة الأثنا عشرية أيضا , كاذبين على أئمتهم , ومتهمين إياهم بمقولات هم منها براء. كما روى الكليني في كافيّه عن جعفر بن محمد الباقر أنه قال لشيعته:
(إن الرجل منكم لتملأ صحيفته من غير عمل).
بل (كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة).
وذكر ابن بابويه القمي أن علي بن موسى الرضا – الإمام الثامن المعصوم عند الشيعة – قال:
(رفع القلم عن شيعتنا , فقلت: يا سيدي , كيف ذاك؟
قال: لأنهم أخذ عليهم العهد بالتقية في دولة الباطل , يأمن الناس ويخوّفون , ويكفرون فينا ولا نكفر فيهم , ويقتلون بنا ولا نقتل بهم , ما من أحد من شيعتنا ارتكب ذنبا أو خطأ إلا ناله في ذلك غمّ يمحص عنه ذنوبه , ولو أتى بذنوب عدد القطر والمطر , وبعدد الحصى والرمل , وبعدد الشوك والشجر).
ويذكر مفسر شيعي آخر وهو علي بن إبراهيم القمي , عن جعفر أنه قال:
(إذا كان يوم القيامة يدعى بعليّ أمير المؤمنين عليه السلام ... ثم يدعى بالأئمة ... ثم يدعى بالشيعة , فيقومون أمامهم , ثم يدعى بفاطمة ونسائها من ذريتها وشيعتها , فيدخلون الجنة بغير حساب).
ومن أراد الإستزادة فليرجع إلى كتابنا الشيعة وأهل البيت.
وكذلك الشيعة والسنة.
وأما المتصوفة فيقولون بكل هذا , سالكين مسلك هؤلاء الضالة النحرفين:
(وفي النساك قوم يزعمون أن العبادة تبلغ بهم إلى درجة تزول فيها عنهم العبادات , وتكون الأشياء المحظورات على غيرهم من الزنا وغيره مباحات لهم).
وقالوا:
(إذا وصلت إلى مقام اليقين سقطت عنك العبادة , مؤولين قول الله عز وجل: وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
ولقد أقر صوفي قديم بوجود هؤلاء المتصوفة ومن هم على منوالهم – وما أكثرهم – فقال:
¥