تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان , نا أبو علي الحسين بن محمد بن الفضل الكرماني , نا سهل بن علي الخشاب , نا أبو نصر عبد الله بن السراج , قال: بلغني أن جماعة من الحلولية زعموا أن الحق تعالى اصطفى أجساما حل فيها بمعاني الربوبية. ومنهم من قال: هو حال في المستحسنات. وذكر أبو عبد الله بن حامد من أصحابنا أن طائفة من الصوفية قالوا: أنهم يرون الله عز وجل في الدنيا , وأجازوا أن يكون في صفة الآدمي ولم يأبوا كونه حالا في الصورة الحسنة حتى استشهدوه في رؤيتهم الغلام الأسود.

القسم الثاني: قوم يتشبهون بالصوفية في ملبسهم ويقصدون الفسق.

القسم الثالث: قوم يستبيحون النظر إلى المستحسن. وقد صنف أبو عبد الرحمن السلمي كتابا سماه (سنن الصوفية) فقال في أواخر الكتاب: باب في جوامع رخصهم , فذكر فيه الرقص والغناء والنظر إلى الوجه الحسن.

وذكر فيه ما روى عن النبي عليه السلام أنه قال: أطلبوا الخير عند حسان الوجوه. وأنه قال: ثلاثة تجلو البصر: النظر إلى خضرة , والنظر إلى ماء , والنظر إلى الوجه الحسن).

ثم حكى حكايات كثيرة عن هؤلاء المتصوفة , تدل على فسقهم وفجورهم.

ومما ذكرها أن صبيا أمرد حكى له , قال: قال لي الصوفي وهو يجيبني: يا بنيّ , لله فيك إقبال وإلتفات , حيث جعل حاجتي إليك.

وحكى أن جماعة من الصوفية دخلوا على أحمد الغزالي وعنده أمرد , وهو خال به وبينهما ورد , وهو ينظر إلى الورد تارة , وإلى الأمرد تارة , فلما جلسوا قال بعضهم: لعلنا كدرنا , فقال: أي والله , فتصايح الجماعة على سبيل التواجد.

وحكى أبو الحسين بن يوسف أنه كتب إليه في رقعة: أنك تحب غلامك التركي , فقرأ الرقعة ثم استدعى الغلام فصعد إليه النظر فقبله بين عينية , وقال: هذا جواب الرقعة.

قال المصنف رحمه الله: قلت: إني لأعجب من فعل هذا الرجل وإلقائه جلباب الحياء عن وجهه , وإنما أعجب من البهائم الحاضرين كيف سكتوا عن الإنكار عليه , ولكن الشريعة بردت في قلوب كثير من الناس.

ومن الأبيات التي يستمع إليها الصوفية , ويرقصون عليها , يغنّون بها أبيات ذكر طرفا منها في كتابه:

(أتذكر وقتنا وقد اجتمعنا على طيب السماع إلى الصباح

ودارت بيننا كأس الأغاني فأسكرت النفوس بغير راح

فلم تر فيهم إلا نشاوى سرور والسرور هناك صاح

إذا لبّى أخو اللذات فيه منادي اللهو حيّ على الفلاح

ولم نملك سوى المهجات شيئا أرقنا لألحاظ ملاح).

وأيضا قال يوسف بن الحسين:

(كل ما رأيتموني أفعله فافعلوه إلا صحبة الأحداث فإنها أفتن الفتن , ولقد عاهدت ربّي أكثر من مائة مرة أن لا أصحب حدثا , ففسخها على حسن الخدود , وقوام القدود , وغنج العيون , وما سألني الله معهم عن مصيبة , وأنشد صريح الغواني في معنى ذلك شعرا:

إن ورد الخدود والحدق النجـ ـــل وما فغى الثغور من أقحوان

واعوجاج الأصداغ في ظاهر الخد وما في الصدور من رمان

تركتني بين الغواني صريعا فلهذا أدعى صريع الغواني).

فعن هؤلاء قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

(فكل الرسل دعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له , وإلى طاعتهم والإيمان بالرسل هو الأصل الثاني من أصلي الإسلام , فمن لم يؤمن بأن هذا رسول الله إلى جميع العالمين وأنه يجب على جميع الخلق متابعته , وأن الحلال ما أحله , والحرام ما حرمه , والدين ما شرعه فهو كافر مثل هؤلاء المنافقين , ونحوهم من يجوز الخروج عن دينه وشريعته وطاعته , إما عموما أو خصوصا ... ويعتقدون مع هذا أنهم من أولياء الله , وأن الخروج عن الشريعة المحمدية سائغ لهم , وكل هذا ضلال وباطل , وإن كان لأصحابه زهد وعبادة).

وقال الحافظ ابن حزم الظاهري:

(ادّعت طائفة من الصوفية أن في أولياء الله تعالى من هو أفضل من جميع الأنبياء والرسل , وقالوا:

من بلغ الغاية القصوى من الولاية سقطت عنه الشرائع كلها من الصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك , وحلت له المحرمات كلها من الزنا والخمر وغير ذلك , واستباحوا بهذا نساء غيرهم , وقالوا بأننا نرى الله ونكلمه , وكلما قذف في نفوسنا فهو حق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير