من الأدلة التي تكشف باطلهم، وأملنا في قبائل يام أن يراجعوا أنفسهم مع هذه الطائفة التي حرفت عقائد آباءهم و أجدادهم قبل دخولهم أرض نجران وأن ينتبهوا لخطر ذلك وأنا على يقين تام أن الواحد منهم قد يقاتل ويدافع بشدة عن هذا المذهب الخطير على حسن نية لعدم معرفتهم بهؤلاء النفر، بل أقول لكم جميعاً أتحدى واحداً من المدافعين عن المكارمة أن يثبت لهؤلاء المشائخ نسباً صحيحاً يؤكد به أنهم من أهل نجران، لن تجدوا ذلك لماذا؟
لأنهم جاءوا بهذا العقائد من بلاد فارس والعجم وادعوا نسبتهم إلى بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو منهم برئ.
إنهم دخلاء لا أصالة لهم ولا جذور لهم في جزيرة العرب إلا عند أن وصلوا من أرض فارس واستوطنوا بلادكم الحبيبة نجران سلمها وسلم أهلها من كل سوء ومكروه.
وأما خلاصة مذهبهم فكالآتي:
1.ضرورة وجود أمام معصوم منصوص عليه من نسل محمد بن إسماعيل على أن يكون الابن الأكبر، وقد حدث خروج على هذه القاعدة عدة مرات. والنص على الإمام يكون من الإمام الذي سبقه، والإمام حجة الله على عباده وهاديهم إلى الطريق القويم.
وهذا ضلال كبير لأن الإسلام فرض علينا أن يكون الإمام بموجب شورى يتكون من أهل الحل والعقد من علماء هذه الأمة.
2. يروون في كتبهم حديثاً: من مات ولم يعرف أمام زمانه مات ميتة جاهلية. وهذا حديث باطل مصنوع كذبوا به على رسول الله عليه الصلاة والسلام.
3.يطلقون على الأمام صفات ترفعه إلى ما يشبه الإله، ويخصونه بالعصمة وعلم الباطن ويؤمنون بالتقية والسرية التامة، و يتضح ذلك جليا من خلال العهود والمواثيق المغلظة التي يستفتحون بها كتبهم السرية.
4.الإمام هو محور الدعوة الإسماعيلية ومحور العقيدة أيضاً.
5.يعتقدون أن الأرض لا تخلو من أمام حي قائم، إما ظاهر مكشوف، وإما باطن مستور.
فإذا كان الإمام ظاهراً جاز أن يكون حجته ودعاته مستورين، وإذا كان الإمام مستوراً فلا بد أن يكون حجته ودعاته ظاهرين، وقالوا إن الأئمة تدور أحكامهم على سبعة.
6.يعتقد البعض منهم بالتناسخ، و الإمام عندهم وارث الأنبياء جميعا ووارث كل من سبقه من الأئمة.
7.جردوا الله سبحانه وتعالى عن جميع صفاته التي وصف بها نفسه، وحجتهم في ذلك أن كل صفة وموصوف مخلوق، بل ذهبوا إلى نفي التسمية عنه سبحانه وتعالى.
لأن الله في نظرهم فوق متناول العقل. يقول مصطفى غالب " فأسماء الله الحسنى التي نسبها الله تعالى لنفسه في القرآن، لا تقال لله تعالى بل تقال للعقل الكلي الذي تحدث عنه الفلاسفة و وصوفه بكل صفات الكمال وأطلقوا عليه اسم المبدع الأول .. وبواسطة العقل والنفس وجدت جميع المبدعات الروحانية والمخلوقات الجسمانية، من جماد وحيوان ونبات
و إنسان وما في السماوات من نجوم وكواكب ".
8. دعوى أن النصوص لها ظاهر وباطن، بل ذهبوا أن لكل شي ظاهر محسوس وباطن لا يعرفه إلا الراسخون في العلم وهم الأئمة، وهذا الزعم يريدون من ورائه سلب المعاني عن الألفاظ، والإتيان بمعان باطنية توافق ما ذهبوا إليه.
ومن تأمل تأويلاتهم وجد أنها لا ضابط لها، كما يعتقدون أن علياً قد خصه الله تعالى بعلم التأويل كما خص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالتنزيل.
ومن ذلك ما ذكروا من الحديث المكذوب أن النبي عليه السلام قال " أنا صاحب التنزيل وعلي صاحب التأويل "، وعلم التأويل الباطني بزعمهم يتوارثه الأئمة من بعده الذين يودعونه لدعاتهم بقدر مخصوص. وقد دون دعاتهم في كتبهم الكثير من تلك التأويلات المزعومة التي لا يشك فيها عاقل أنها لا تمت إلى الشريعة بل ربما تنافيها.
9. الكعبة المشرفة لديهم رمزٌ على الإمام، كما ذكر ذلك الداعي النيسابوري، حيث قال: " ونقول إن فريضة الحج واجبة لأنها تدل بأجمعها على إثبات الإمامة، لأن الحج معناه القصد، والقصد يكون إلى أمر معلوم، موجوب حتى إذا ذكر القصد بالمعرفة يكون قصداً معروفاً، لا يحتاج إلى بيان، وهو إشارة إلى القصد، وإلى الإمام، لأن المقصود من الحج هو زيارة الكعبة التي دليل في بعض التأويلات الباطنية على الإمام.
ويقول الداعي جعفر بن منصور اليمن في كتابه الكشف " والحج في الباطن معرفة الإمام صلوات الله عليه في كل عصر وزمان الناطق بالحكمة .. والأشهر المعلومات، فهم الحجج عليهم السلام في جميع أعصارهم وأزمانهم ويقول الداعي إبراهيم الحامدي، في فضائل الوصي ومعجزاته: " لما حضر أمه المخاض أمرها أبو طالب أن تمسح بالكعبة، فلما دخلتها ولدته في وسطها، ثم أمر إمام الوقت أن يضرب في موضع مولده مسمار فضة.
10. يعتقدون بأن الله لم يخلق العالم خلقا مباشرا بل كان ذلك عن طريق العقل الكلي الذي هو محل لجميع الصفات الإلهية ويسمونه الحجاب، وقد حل العقل الكلي في إنسان هو النبي وفي الأئمة المستورين الذين يخلفونه، فمحمد هو الناطق وعلي هو الأساس صاحب التأويل، ويحتجون بحديث مكذوب زعموه للنبي صلى الله عليه وسلم " أنا صاحب التنزيل وعلي صحاب التأويل ".
11. يذهب الإسماعيلية الطيبية إلى وجوب إسقاط صلاة الجمعة والجهاد وإقامة الحدود بحجة أنها لا تصح إلا بوجود إمام من نسل الطيب المزعوم، ولما كان الإمام غائباً مستوراً في نظرهم فلا تصح الجمعة ولا الجهاد ولا إقامة الحدود. وهذا يلزم منه تعطيلاً لشرع الله تعالى لمن تأمل!.
12. يرون أن إثبات دخول شهر الصيام وخروجه يكون بالحساب لا برؤية الأهلة ولهم معتقدات كثيرة باطله تؤكد كفرهم وخروجهم عن ملة الإسلام، فإذا وصلكم كتابي هذا فاعرضوه على هؤلاء المشائخ المكارمة فإذا أنكروا فلا تقبلوا منهم حتى تعرضوه على علماء آخرين لكي تميزوا وحتى لا تكونوا تحت السيطرة المكرمية التي تريد إبعادكم عن الحقائق، ولديكم بحمد الله علماء أجلاء بأرض الحرمين ونجد وفي مقدمتهم عبدالعزيز آل الشيخ وصالح الفوزان وربيع المدخلي وغيرهم كثير ممن عرف بالعلم والجادة و الاستقامة في الدين أسأل الله لكم المعافاة والسلامة من الضلال وأن يردكم إلى دينه رداً جميلاً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
¥