تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيقول – بعد ذكره الأقوال فيه -: " وجملة ذلك أن إضافة كلية الأشياء إليه، وإضافته عزوجل إليها، يخرج مخرج الوصف له بالعلو والرفعة، ومخرج التعظيم له والجلال ... وإضافة الخاص إليه يخرج مخرج الاختصاص له بالكرامة والمنزل ... [و] الأصل فيه أن الله سبحانه كان ولا مكان، وجائز ارتفاع الأمكنة، وبقاؤه على ما كان، فهو على ما كان، وكان على ما عليه الآن، جل عن التغير والزوال والاستحالة والبطلان، إذ ذلك أمارات الحدث التي بها عرف حدث العالم «([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn29))، وبعد أن يؤصل الماتريدي هذا الأصل يذكر الأقوال في الاستواء من أنه بمعنى الاستيلاء أو العلو والارتفاع، أو التمام، ثم يرجح التفويض لاحتماله أحد هذه المعاني أو غيرها فيقول: «فيجب القول بالرحمن على العرض استوى، على ما جاء به التنزيل، و ثبت ذلك في العقل، ثم لا تقطع تأويله على شيء لاحتماله غيره مما ذكره، واحتماله أيضاً ما لم يبلغنا مما يعلم أنه غير محتمل شبه الخلق «([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn30))، والعجيب أنه يقيس ذلك على مسألة الرؤية.

7 - ينكر الماتريدي أن يكون الله في جهة العلو، ويؤول بعض الأدلة مثل رفع الأيدي إلى السماء تأويلات عجيبة ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn31))، ولذلك فهو يثبت الرؤية ويرى أن الاستدلال لها بالسمع وحده، والرؤية عنده تكون بلا مقابلة ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn32)).

8- يقول بأن الله فاعل مختار على الحقيقة، وهو خالق كل شيء، والعبد مختار لما يفعله وهو فاعل كاسب ([33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn33))، وبعد أن يذكر قولي الجبرية والقدرية يقول: «والعدل هو القول بتحقيق الأمرين «([34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn34))، ثم يذكر الفرق في أحوال العبد بين أفعاله الاضطرارية والاختيارية ([35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn35)).

9- يقسم الماتريدي قدرة العبد واستطاعته إلى قسمين: «أحدهما: سلامة الأسباب وصحة الآلات، وهي تتقدم الأفعال ... والثاني: معنى لا يقدر على تبين حدة الشيء يصار إليه سوى أنه ليس إلى للفعل، لا يجوز وجوده بحال إلى ويقع به الفعل عندما يقع معه ([36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn36))، والقدرة الثانية هي التي لا تكون إلى مع الفعل – وهذا قول الأشعري – وقد رد الماتريدي على المعتزلة في قولهم «إنها تكون قبل الفعل «([37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn37))، ومما سبق يتضح أن كسب الماتريدي يعطي العبد الاختيار، وهذا ما يخالف – قليلا – كسب الأشعري، والماتريدي أيضا يقول بأنه لا يجوز تكليف مالا يطاق ([38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn38)).

10- والماتريدي يميل إلى القول بالتحسين والتقبيح العقلي ([39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn39))، كما يثبت التعليل والحكمة في أفعال الله تعالى ([40] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn40))، وهذان الأمران يخالف فيهما الأشعري.

11 - والإيمان عند الماتريدي هو التصديق، ومحله القلب، ويستدل لذلك بدليل السمع والعقل ([41] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn41))، ويرى التفريق بين التصديق والمعرفة، ويعقد لذلك مسألة مستقلة ([42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn42)) ، وهو بهذا يرد على الجهمية القائلين بأن الإيمان هو المعرفة. والماتريدي يرد على القائلين بأن الإيمان قول باللسان ([43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn43))، كما يرد على الذين يدخلون الأعمال في مسمى الإيمان ([44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=570388#_ftn44))، وعلى ضوء ذلك فالماتريدي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير