تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

انظر (مرآة الجنان) وقال النويري: وحكى الشريف أبوالحسين محمد بن علي المعروف بأخي محسن في كتابه أن عبدالله بن ميمون كان قد سكن بساباط أبي نوح وكان يتستر بالتشيع والعلم فلما ظهر عنه ما كان يضمره ويستره من التعطيل والإباحة والمكر والخديعة ثار عليه الناس وقد ذكر من الثائرين عليه الشيعة والمعتزلة وغيرهم فهرب الى البصرة ... انتهى باختصار.

ثالثا: حال تلك الدولة وما كانوا عليه. أجمل العلماء حالهم في جملة مشهورة قالها أبوبكر الباقلاني والغزالي وابن تيمية وهي أنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض.

قال الباقلاني عن القداح جد عبيدالله وكان باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الإسلام أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق وجاء أولاده على أسلوبه أباحوا الخمور والفروج وأفسدوا عقائد خلق انظر (تاريخ الاسلام)

قال أبوالحسن القابسي صاحب الملخص الذي قتله عبيدالله وبنوه بعده: (أربعة آلاف رجل في دار النحر في العذاب ما بين عالم وعابد ليردهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت).

قال السيوطي في (تاريخ الخلفاء): (ومن جملة ذلك ابتداء الدولة العبيدية وناهيك بهم أفسادا وكفرا وقتلا للعلماء والصلحاء).

قال الشاطبي المالكي في (الاعتصام): (العبيدية الذين ملكوا مصر وأفريقية زعمت أن الأحكام الشرعية إنما هي خاصة بالعوام وأما الخواص منهم فقد ترقوا عن تلك المرتبة فالنساء بإطلاق حلال لهم كما أن جميع ما في الكون من رطب ويابس حلال لهم أيضا مستدلين على ذلك بخرافات عجائز لا يرضاها ذو عقل).

رابعا: موقف العلماء من تلك الحقبة. كان العلماء يظهرون الشناعة على العبيديين وعلى أفعالهم المشينة ومما يبين لنا موقف العلماء ويجمله ما صنعه السيوطي في تاريخه (تاريخ الخلفاء) حيث قال: (ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين، لأن خلافتهم غير صحيحة، وذكر أن جدهم مجوسي وإنما سماهم بالفاطميين جهلة العوام).

خامسا: إن مما يتبين لكل أحد بعد الاطلاع على أقوال العلماء والمورخين أن هذه الدولة الفاطمية كان لها من الضرر والإضرار بالمسلمين ما يكفي في دفع كل من يرفع لواءها ويدعو بدعوتها لذا نجد أن المسلمين في الماضى فرحوا بزوالها على يد الملك الصالح صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى عام 567هـ فلا يجوز بعد هذا كله أن ندعو الناس الى الانتساب الى تلك الدولة العبيدية الضالة ومثل هذه الدعوة غش وخيانة للاسلام وأهله ونصيحتنا لأئمة المسلمين وعامتهم بالاعتصام بالكتاب والسنة وجمع القلوب عليهما يقول النبي صلى الله عيه وسلم: (إن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم) رواه مسلم. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللجنة الدائمة للبحوث

العلمية والإفتاء.

الرئيس:

عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ

أعضاء اللجنة:

عبدالله بن عبدالرحمن الغديان

صالح بن فوزان الفوزان

أحمد بن على سير المباركي

عبدالله بن محمد المطلق

عبدالله بن محمد الخنين

سعد بن ناصر الشثري

محمد بن حسن آل الشيخ

يوسف بن محمد الغفيص

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير