أبو الزبير بهذا الإسناد أخرجها مسلم، اللهم إلا ما كان من رواية الليث بن سعد
عنه، فإنه لم يرو عنه إلا ما صرح فيه بالتحديث "
" السلسلة الضعيفة - (ج 1 / ص 142
وما قاله الشيخ رحمه الله منتقض بتصرف الأئمة مع أبي الزبير فلم ينتقد أحد من الأئمة مسلما على إخراجه حديث أبي الزبير عن جابر معنعا.
بل الحاكم ضرب مثلا للعنعنة التي لا ترد لسلامة أصحابها من التدليس بعنعنة أبي الزبير عن جابر كما في علوم الحديث (ص34)
ينظر تحقيق الشريف العوني لهذه المسألة في تعليقه على الحديث رقم (33) من أحاديث الشيوخ الثقات لأبي بكر الأنصاري
ومقارنة بسيطة بين نقد الشنقيطي للأحاديث ونقد الشيخ الألباني لها = نجد بونا كبيرا، واختلافا في منهج الانتقاد فالألباني ينقد ضمن قواعد علم الحديث المقررة عند أهله، والشنقيطي ينقد كما يحلو له بدون منهج، اللهم إلا أن فلانا وفلانا قد انتقدا أحاديث في الصحيحين، أو استنادا إلى التراكم المعرفي، ومخالفة الحديث للعقل والحس، وكأن الذين صححوا الأحاديث لا عقول لهم ولا حس.
ما خلّط الأستاذ الشنقيطي تخليطا كما خلط في قضية رفع المسيح وخروج الدجال، وتبنى فيها قولا مخالفا للقرآن والسنة المتواترة، وإجماع أهل العلم المعتد بهم في الإجماع، وبحث القضية بحثا بعيدا عن المنهج العلمي الصحيح، وأطلق العنان فيها لخياله يقول ما يشاء ملقيا الكلام على عواهنه.
ونحن نبحث القضية بحثا علميا جادا متبعين فيها المنهج العلمي الواجب اتباعه في هذه القضية الكبرى، وغيرها من المسائل الشرعية.
إجمال رأي الشنقيطي في المسألة وأدلته التي اتكأ عليها في تقرير رأيه في قضية رفع عيسى بن مريم عليه السلام، وخروج الدجال أنها:
معارضة أحاديث آحاد لظواهر آيات قرآنية، الأحاديث الواردة في المسألة أحاديث آحاد، والقضية عقدية ولا بد من التواتر فيها، فالعقيدة لا تثبت بأحاديث الآحاد، اضطراب تلك الأحاديث، مخالفتها لبداهة العقول، ومدركات الحس. متناقضة فيما بينها. لذلك أشكلت على أهل العلم. كالبيهقي وابن حجر، إلزام الناس بالإيمان بهذه الأحاديث فتنة في الدين لأنه إلزام لهم بالإيمان بما تنكره عقولهم.
ينظر " ص97 " وما بعدها من كتابه
ونحن بعون الله كاشفون عن زيف كل هذه الدعاوى التي لا يعجز عنها أي إنسان يستطيع أن يخط حرفا، فاصبر معي يا مبتغي الحق حتى ترى الحق بأم عينك بعيدا عن تهويلات الشتقيطي وادعاءاته.
دل القرآن والأحاديث المتواترة على رفع المسيح ابن مريم حيا بروحه وجسده، وأخبرت بنزوله آخر الدهر وقتله الدجال.
قال الأمين الشنقيطي رحمه الله:
" القرآن العظيم على التفسير الصحيح والسنة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلاهما دال على أن عيسى حي، وأنه سينزل في آخر الزمان، وأن نزوله من علامات الساعة .. "
أضواء البيان - (ج 7 / ص 236)
قال الله تعالى: " وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (0 15)
قال الشنقيطي: "
الذين زعموا أن عيسى قد مات، قالوا إنه لا سبب لذلك الموت، إلا أن اليهود قتلوه وصلبوه، فإذا تحقق نفي هذا السبب وقطعهم أنه لم يمت بسبب غيره، تحققنا أنه لم يمت أصلاً، وذلك السبب الذي زعموه، منفي يقيناً بلا شك، لأن الله جل وعلا قال: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ} [النساء: 157]. وقال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ الله إِلَيْهِ} [النساء: 157 - 158].
وضمير رفعه ظاهر في رفع الجسم والروح معاً كما لا يخفى. ..
اليهود لما أجمعوا على قتل عيسى فاعتقدوا لأجل ذلك الشبه الذي ألقي عليه اعتقاداً جازماً أنه عيسى فقتلوه.
¥